بعد ساعات على إعلان السيناتور الأميركي لينزي غراهام أن انسحاب القوات الأميركية من سورية يجب أن يخدم ثلاثة أهداف تتمثل في هزيمة تنظيم «داعش»، ومنع انتصار إيران، وحماية تركيا وحل مشكلة «وحدات حماية الشعب » و«حزب العمال الكردستاني» في سورية، نقلت صحيفة الحياة عن مصدر كردي أن جولة مفاوضات «قريبة جداً بين مجلس سورية الديمقراطية (مسد) والحكومة السورية ستجري في دمشق برعاية روسية».
عضو المجلس الرئاسي لـ «مجلس سورية الديموقراطية» سيهانوك ديبو، قال«من الطبيعي أن يتم تعديل قرار الرئيس الأميركي بخصوص الانسحاب. قد يكون بالانسحاب البطيء أو التمكين في حال توافقت الأطراف على إنشاء منطقة آمنة».
وأوضح ديبو في اتصال «لا تفاصيل حاسمة من قبل موسكو وواشنطن بخلاف أنقرة التي تسعى الى الاقدام بخطوة أخرى مخالفة وبالضد من السيادة السورية وصون جغرافيتها»، مشيراً إلى أن «شرق الفرات بأكمله يمكن ان يكون منطقة آمنة وفق شكله الحالي على خلاف غالبية مناطق شمال سورية من غرب الفرات توجد مناطق محتلة كما عفرين التي تدخل عام مقاومتها الاولى منذ شن العدوان واحتلالها».
بحسب المصدر أن جولة مفاوضات بين «مجلس سورية الديمقراطية» والنظام السوري ستعقد برعاية روسية في غضون ايام في دمشق.
وأكد المصدر أن «الادارة الذاتية في الشمال أعدت قائمة من عشرة بنود لعرضها تؤكد على وحدة الأراضي السورية، وتعد الادارات الذاتية جزءاً من نظام جمهوري ديموقراطي، وتحظى بممثلين في البرلمان كما تنص الورقة على أنه «إلى جانب العلم السوري، يجب أن تكون هناك أعلام تمثل الإدارات الذاتية، وأن الديبلوماسية في مناطق الإدارات الذاتية تسير بما لا يتعارض مع مصالح الشعب السوري والدستور»، وتعد الورقة أن «قوات سورية الديموقراطية» هي جزء من الجيش السوري، ومسؤولة عن حماية الحدود السورية، وان قوى الأمن الداخلي في مناطق الإدارات الذاتية تعمل وفق المجالس المحلية بما لا يتعارض مع الدستور السوري، إضافة إلى «توزيع الثروات الوطنية على المناطق السورية في شكل عادل»، تذكر الورقة بعض الحقوق في مجال التعليم والثقافة ومنها أن «التعلم باللغة الأم وهي أساس التعليم في مناطق الإدارات الذاتية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية في عموم سورية في مناطق الإدارات الذاتية يتم التعليم باللغات المحلية في كليات التاريخ والثقافة واللغات والآداب وما يماثلها».
نائب رئيس مجلس الشعب السوري، نجدت أزور نقل في تصريحات أدلى بها لصحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة السورية، إن على الأكراد التقرب اكثر من دمشق، لأن لا ثقة بالأميركي، وأن التركي يشكل تهديدا حقيقيا.
ولافض انزور ما تردد على لسان مسؤولين اكراد بفشل اللقاءات مع دمشق وتابع: “إذا كانوا مهرة في اقتناص اللحظة السياسية، فعليهم الرهان على منبع الثقة، أي على دمشق وليس على أحد آخر”.
وبعد عام على عملية غصن الزيتون التي سيطرت فيها تركيا وفصائل مدعومة منها على عفرين، قالت هيفي مصطفى الرئيسة السابقة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين في اتصال مع «الحياة» إن «الوقائع والأحداث تثبت أنها كانت تهدف الى القضاء على الارادة السورية التي كانت مجتمعة هناك في حالة آمنة وضرب تجربة التعايش الاخوي التي كانت حاضرة هناك تنفيذ سياستها في تتريك المنطقة وعملية تطهير عرقي لإخراج الشعب الكردي من قراه ومدنه».
وزادت أن «مأساة أهالي عفرين بعد سنة من احتلالها في ازدياد حتى وصلت الى ما يمكن ان نسميه بحرب تطهير عرقي وابادة فقد وصل عدد الشهداء خلال عام واحد الى 250 والجرحى الى ٢٨٩ بالإضافة الى اكثر من ٨٥٠ مدنياً مختطفاً وهروب عشرات الآلاف من مواطني عفرين»، محذرة من أن «تركيا تحاول خداع العالم وباختلافات بسيطة لإعادة تجربة عفرين المأساوية في شرق الفرات بإطلاق ما سمته المنطقة الآمنة. وإذا كان العالم يريد الأمن والاستقرار وعدم اعادة تجربة عفرين عليها ان تخطو الى حل في إطار القوانين الدولية المتعلقة بهذه الصراعات وإلا سيتحمل العالم نتائج كارثية فيما لو أطلقت يد تركيا والفصائل الارهابية في شرق الفرات».