أشاد بـِ “قسد”، ماكرون: لا انسحاب فرنسي من سوريا

في تأكيد جديد لمواقفه السابقة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إنّ القوات الفرنسية سوف تبقى على مشاركتها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية / داعش/ في سورية، على الرغم من انسحاب قوات الولايات المتحدة.
وأشاد ماكرون بقوات سورية الديمقراطية، التي تخشى من غزو تركي لمناطقهم شرقي الفرات المتمتع بالحكم الذاتي من الناحية الواقعية فى شمال سوريا، بعد مغادرة القوات الأميركية.
وأضاف ماكرون: “إنّ الانسحاب من سورية المعلن من حليفتنا الولايات المتحدة، يجب ألا يحرفنا عن هدفنا الاستراتيجي: وهو استئصال داعش من خلال حرمان هذا التنظيم الإرهابي من أي موطئ قدم له على الأرض، ومنعه من الظهور مرة أخرى”.
وأوضح ماكرون:” إنّ فرنسا سوف تكيف وجودها العسكري الشامل فى ضوء العمليات والوضع السياسي”.
وقال:” إنّ فرنسا سوف تبقي على مشاركتها العسكرية في الشمال، ضمن التحالف الدولي” الذي يقاتل تنظيم داعش.
وتكشف المواقف الفرنسية أنّها الحليف القوي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، فقد أكدت فرنسا بالفعل مرارا أنّها مستمرة بالمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق شرق الفرات السوري، كما وأنّها استقبلت مسؤولين سياسيين من مجلس سوريا الديمقراطي في اعقاب قرار الانسحاب الامريكي، واجرت معهم مباحثات وهو ما نددت به تركيا، واعتبره تأييدا لخصومها.
وكانت إلهام أحمد ورياض درار وهما من القادة السياسيين لقوات سوريا الديموقراطية، قد استقبلا في الاليزه في ديسمبر الماضي وأكدا أنّ “الحكومة الفرنسية كان لها مواقف واضحة، نأمل منها أن تلعب دورها بشكل أقوى في هذه المرحلة”.
وأضافت أحمد “لفرنسا القدرة أن تلعب دورها ضمن الاتحاد الأوروبي وأن يتم فرض حظر جوي على هذه المناطق على الأقل كي لا يتم إعادة إنتاج داعش مرة أخرى وهو لسلامة الأمن الدولي”.
وحذّرت وزيرة الدفاع الفرنسية، بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا، من أنّ الدولة الإسلامية لم تُمح من الخريطة. وأعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو إنّ فرنسا “تبقى” ملتزمة عسكريا في سوريا، وقالت “في الوقت الراهن، نبقى في سوريا”.
واستاءت أنقرة بشدة من سعي فرنسا التوسط بين تركيا والأكراد إبّان عملية غصن الزيتون التي أدت لاحتلال قوات تركية ومُعارضة سورية موالية لها منطقة عفرين شمال سوريا في مارس الماضي، مما تسبب بتشريد عشرات الآلاف من الأكراد من سكان عفرين الأصليين ونهب ممتلكاتهم من قبل الفصائل الإسلامية المُتشددة التي تدعمها تركيا. وكانت فرنسا إحدى أشدّ مُنتقدي عملية “غصن الزيتون”.

هذا وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي يوم الخميس بتصعيد الهجمات على فلول وخلايا تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بعد يوم من هجوم أسفر عن مقتل 15 شخصا بينهم أربعة أمريكيين.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في بيان ”بمساعدة التحالف الدولي سنصعد من عملياتنا العسكرية للقضاء على فلول تنظيم داعش وملاحقة خلاياه النائمة واجتثاثها بشكل كامل وإحلال الاستقرار والسلام في منطقتنا“.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ارسل برقية تعزية لذوي ضحايا هجوم منبج “افكر في جميع الضحايا الذين وقعوا أمس في الهجوم الإرهابي في مدينة منبج دفاعاً عن حريتنا. في هذه الظروف الصعبة ، فرنسا مصرة على مواصلة محاربة إرهاب داعش إلى جانب حلفائها الأمريكيين حتى النهاية”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد شدد في مواقف سابقة أنّ الوجود الفرنسي في سوريا مستمر خلال 2019، لمحاربة تنظيم “داعش”.
وقال: “الانسحاب الأمريكي من سوريا يجب ألا يحرفنا عن هدفنا الاستراتيجي؛ وهو القضاء على “داعش”.
وأضاف ماكرون في خطاب ألقاه خلال زيارته إلى قاعدة عسكرية قرب مدينة تولوز: “سنبقي انخراطنا عسكرياً في شرق الأوسط ضمن التحالف الدولي ضد “داعش” خلال العام”، كما تطرق إلى مقتل 5 عسكريين أمريكيين بتفجير في مدينة منبج السورية، بالقول: “إنّ الواقعة تؤكد عدم انتهاء المعركة ضد “داعش”، والأشهر المقبلة ستكون حاسمة في محاربة التنظيم”.
وتنتشر القوات الفرنسية في المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا، ولا توجد أرقام رسمية بشأن قواتها في العراق، وكانت نشرت ست بطاريات مدفعية في شمالي قرية الباغوز على الحدود السورية العراقية، في إطار دعم قوات “سوريا الديمقراطية” في الحرب على التنظيم.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك