اتهمت “منظمات ايزيدية” في أوربا وسوريا القوات التركية بممارسة “التهجير الممنهج” و “القتل” و”الاعتقال” بحق الايزيديين في منطقة عفرين السورية، ابان الغزو التركي للمدينة في اذار 2018.
البيان الذي وقعته 4 منظمات هي “مؤسسة ايزدينا، اتحاد الايزيديين في عفرين، البيت الايزيدي في الجزيرة، التجمع الايزيدي السوري” اضافة الى عدد من شخصيات ووجهاء الطائفة الايزيدية ناشد المجتمع الدولي ومنظماتها بالقيام بواجباتها في حماية السكان، والضغط على تركيا لانهاء احتلالها لمدينة عفرين، ووقف التهديد باجتياح مدن سوريا أخرى، لان ذلك سيعني دمارا، وخرابا.
وتحدث البيان أن الايزيديين عانوا من سيطرة فصائل اسلامية متشددة على المنطقة منذ أواخر عام 2012 حيث تم استهداف قراهم، وتم رصد انتهاكات مثل التهجير الممنهج بحق ايزيديي قرية عليقينو في مدينة عفرين في حزيران 2017 من قبل الفصائل المتشددة التي تعرف بـ”الجيش الحر”، كما تم رصد انتهاكات وعمليات قتل ممنهجة بحق المدنيين في استهداف الفصائل الاسلامية لقرى الايزيدييين في رأس العين عام 2013.
واضاف البيان “تصاعدت وتيرة الانتهاكات حين نفذ الجيش التركي في 20 كانون الثاني/يناير 2018 حملة عسكرية في منطقة عفرين تحت اسم (غصن الزيتون) بالتحالف مع فصائل اسلامية متشددة، أدت هذه الحملة العسكرية لنزوح حوالي 30 ألف من الايزيديين من قراهم وبلداتهم، وفضل بعض كبار السن البقاء في منازلهم، حيث مت خطف وقتل عدد منهم وإجبار المتبقين على اعتناق الاسلام فضلا عن عمليات نهب وسرقة لمنازلهم وطرد أصحابها ومنحها لعوائل المسلحين الغرباء عن المنطقة”.
واشار البيان الى الانتهاكات التي طالت المزارات والمعابد الدينية الايزيدية، ك “إبادة ثقافية” “تم تدمير وسرقة العديد من المزارات الدينية بشكل متعمد من قبل المسلحين”.
وتحدث البيان عن عدة حالات لانتهاكات جرى تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الاستهزاء بالايزيديين ودينهم، وتلزم المدنيين على اشهار اسلامهم.
البيان اشار أن “الجرائم والانتهاكات التي تجري في منطقة عفرين، هي سبب كافي لدق ناقوس الخطر، بسبب التهديدات التركية الأخيرة بإقتحام مناطق شرق الفرات بالتعاون مع ذات الفصائل العسكرية السورية التي تسيطر على عفرين وتمارس الانتهاكات اليومية ضد السكان”.
وطالب البيان من الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي والكرملين الروسي والهيئات والمنظمات الدولية في مجال الاغاثة والحقوق والحماية بما يلي:
1- الضغط على الحكومة التركية و ردعها عن العملية العسكرية التي تتحضر لها في شرقي الفرات وإنهاء الاحتلال التركي لمنطقة عفرين.
2- إغاثة الايزيديين الفارين من سيطرة الفصائل العسكرية والمتواجدين في مخيمات الشهباء، وتقديم كافة المستلزمات الطبية والانسانية لهم.
3- حث الدول المعنية بالأزمة السورية على أهمية احلال السلام في المنطقة من خلال تفعيل العملية السياسية التي تدور حول مستقبل البلد، والتوافق مع جميع أطراف الصراع لما يخدم مصلحة السوريين.
4- على المجتمع الدولي إشراك الايزيديين بلجنة صياغة الدستور السوري وأية عملية سياسية تدور حول مستقبل أراضيهم التاريخية في سوريا، وهذه المشاركة هو مطلب حق يتوافق مع إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات دينية، كما انه إلتزام بما جاء في بيان جنيف 1 بالجزء الذي جاء فيه “يجب أن تتأكد الطوائف الأقل عدداً من أن حقوقها ستُحترم”.
نص البيان
رسالة من مؤسسات ايزيدية سورية في الداخل والخارج بالإضافة إلى شخصيات فاعلة
نحن مجموعة من ممثلي المؤسسات الايزيدية السورية في الداخل السوري وخارجه بالإضافة إلى فاعلين ونشطاء في الشأن الإيزيدي من شخصيات وطنية وسياسية وحقوقية واعلامية سورية، الموقعين على هذه الرسالة، توافقنا في الاجتماع الذي حضره البعض بتاريخ 13 يناير/ كانون الثاني 2019 في مدينة نويفيد الألمانية على رسالة مشتركة نتوجه بها إلى الرأي العام العالمي والمنظمات المدنية والحقوقية والهيئات الحكومية للمجتمع الدولي.
يبلغ تعداد الايزيديين في سوريا حوالي 200 ألف نسمة وفقًا لإحصائيات غير رسمية أجريت قبل بدء الأزمة السورية عام 2011، إلا أن التقارير الجديدة لمؤسسات ايزيدية في الداخل السوري أكدت تراجع خطير لتعداد الايزيديين بنسبة تقارب الـ 40% نتيجة استهداف المناطق الايزيدية في الشمال السوري من قبل الفصائل الاسلامية المتطرفة.
ينتمي الإ يزيديون لعقيدة دينية تتبنى السلام، ولديهم علاقات جيدة مع جيرانهم من المجتمعات الدينية الأخرى، كما أنهم ابتعدوا عن مظاهر التسليح منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 ورغم ذلك تعرض الايزيديون الساكنون في منطقة عفرين لاستهداف عسكري في أواخر عام 2012 من قبل الفصائل الاسلامية الراديكالية، وتم رصد انتهاكات مثل التهجير الممنهج بحق ايزيديي قرية عليقينو في مدينة عفرين في حزيران 2017 من قبل الفصائل المتشددة التي تعرف بـ”الجيش الحر”، كما تم رصد انتهاكات وعمليات قتل ممنهجة بحق المدنيين في استهداف الفصائل الاسلامية لقرى الايزيدييين في رأس العين عام 2013.
تكررت هذه الانتهاكات في أعلى مستوياتها حين نفذ الجيش التركي في 20 كانون الثاني/يناير 2018 حملة عسكرية في منطقة عفرين تحت اسم (غصن الزيتون) بالتحالف مع فصائل المعارضة المسلحة الراديكالية السورية، وأدت هذه الحملة العسكرية لنزوح حوالي 30 ألف من الايزيديين بإتجاه المناطق التي لا تخضع لسيطرة هذه القوات، أما القلة المتبقية التي ظلت في عفرين، استطاعت مؤسسة ايزدينا رصد انتهاكات مباشرة بحقها، تتمثل بالقتل المتعمد للمدنيين الايزيديين وإجبارهم على اعتناق الدين الاسلامي فضلا عن عمليات نهب وسرقة للمنازل الايزيدية وطرد أصحابها ومنحها لعوائل المسلحين الغرباء عن المنطقة.
الانتهاكات التي طالت المزارات والمعابد الدينية الايزيدية، تعد إبادة ثقافية بحق هذا المكون الديني، حيث تدمير وسرقة العديد منها بشكل متعمد من قبل المسلحين. كما أن القضاء في الوقت الحالي في عفرين يستند على المحاكم الإسلامية الشرعية التي اصطنعتها الفصائل العسكرية، حيث أن المحاكم المحدثة تستند إلى القانون العربي الموحد، الذي يطبق أحكام الشريعة الإسلامية وفقهها ويحددها مصدر رئيسياً ووحيداً للتشريع، وهذا القانون ليس سوى مشروع قانون تم اعداده في أروقة الجامعة العربية عام 1996 ولكن لم يحظ بالاقرار والمصادقة عليه إلى يومنا هذا، لذلك يمكن القول أن هذا القانون يطبق في سوريا من قبل المتشددين كأول تجربة في العالم.
إنّ هذه التجربة المريرة للايزيديين في منطقة عفرين وقراها، دفعت بأقرانهم الموزعين في شرق الفرات، لدق ناقوس الخطر بسبب التهديدات التركية الأخيرة بإقتحام هذه المناطق بالتعاون مع ذات الفصائل العسكرية السورية التي تسيطر على عفرين وتمارس الانتهاكات بحق الكرد عموماً والايزيديين خصوصاً.
وظهرت عدة شرائط مصورة لهذه الفصائل العسكرية يتوعد فيها المسلحون الأكراد بـ”ذبحهم” وإبادتهم، كما تم التعميم على المجتمع الكردي بأكمله وهذا يدل على أن العملية العسكرية سيكون المتضرر الوحيد فيها المدنيون المسالمون.
ومما سبق نتوجه إلى المعنيين في الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي والكرملين الروسي والهيئات والمنظمات الدولية في مجال الاغاثة والحقوق والحماية بما يلي:
1- الضغط على الحكومة التركية و ردعها عن العملية العسكرية التي تتحضر لها في شرقي الفرات وإنهاء الاحتلال التركي لمنطقة عفرين.
2- إغاثة الايزيديين الفارين من سيطرة الفصائل العسكرية والمتواجدين في مخيمات الشهباء، وتقديم كافة المستلزمات الطبية والانسانية لهم.
3- حث الدول المعنية بالأزمة السورية على أهمية احلال السلام في المنطقة من خلال تفعيل العملية السياسية التي تدور حول مستقبل البلد، والتوافق مع جميع أطراف الصراع لما يخدم مصلحة السوريين.
4- على المجتمع الدولي إشراك الايزيديين بلجنة صياغة الدستور السوري وأية عملية سياسية تدور حول مستقبل أراضيهم التاريخية في سوريا، وهذه المشاركة هو مطلب حق يتوافق مع إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات دينية، كما انه إلتزام بما جاء في بيان جنيف 1 بالجزء الذي جاء فيه “يجب أن تتأكد الطوائف الأقل عدداً من أن حقوقها ستُحترم”.
المؤسسات الايزيدية السورية الموقعة على النداء (الموجودين في الداخل السوري وخارجه)
– مؤسسة ايزدينا – اتحاد الايزيديين في عفرين – البيت الايزيدي في الجزيرة – التجمع الايزيدي السوري
الشخصيات الايزيدية السورية الموقعة على النداء (الموجودين في الداخل السوري وخارجه)
بير عبد الرحمن شامو / عالم دين وناشط اجتماعي – الباحث جميل جعفر- إبراهيم سمو / محامي-جبير شيخ سليمان / رئيس مكتب شؤون الايزيديين في الجزيرة-الشيخ أديب نبو-جعفر عيسو-حسين محكو-الشيخ رشيد نبو / رجل دين-عبدو عيسو / ناشط اعلامي-نسرين جعفر / ناشطة-خليل حمقادي / ناشط-نضال جعفر / ناشط-نياز زين الدين / ناشط-حميد حمقادي / ناشط-جابر جندو / صحفي-شيخو عمرو / شخصية وطنية-فتحي عمرو / ناشط سياسي-فوزي جولي / صحفي-نسيم شمو / ناشط مدني.