تصاعد الاعتداءات الطائفية في ريف حلب وحمص… اعتقالات وقتل وهجمات منظمة تستهدف المدنيين
تشهد عدة مناطق في ريف حلب وحمص خلال الأيام الماضية موجة خطيرة من الانتهاكات والاعتداءات ذات الطابع الطائفي، طالت رجالاً ونساءً ومدنيين داخل منازلهم وعلى الطرقات، وسط غياب أي محاسبة واتهامات بضلوع جماعات مسلحة في تعميق التوتر الطائفي.
اعتقال شابين شيعيين في ريف حلب
ريف حلب – اعتقلت ميليشيات الأمن العام الشابين حسين عبدالغني حمادة وعلي محمد حمادة عند حاجز أثريا صباح الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، دون وجود أي مبرر قانوني أو إجراء قضائي.
وبحسب مصادر أهلية، فإن الاعتقال يأتي في إطار سلسلة من الاستهدافات بحق أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة، حيث ينحدر الشابان من مدينة الزهراء في ريف حلب.
استشهاد سيدة علوية وإصابة زوجها في حمص
حمص – أقدم مسلحون يستقلون سيارة جيب فضية بلوحة إدلب على إطلاق النار مباشرة على سيارة معتمد الخبز ماهر بدر عكاري وزوجته هالة ديوب أمام منزلهما في حي عكرمة، صباح 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
الهجوم أدى إلى استشهاد السيدة هالة ديوب على الفور، بينما أصيب زوجها بجروح خطيرة.
استشهاد شابين علويين في حمص
عُثر صباح الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر على جثماني الشابين محمد صالح العلي (24 عاماً) ووسام ضاهر العلي (23 عاماً) في مشفى الوليد بحي الوعر، بعد فقدان الاتصال بهما أثناء توجههما إلى عملهما في ترحيل الأنقاض.
كان آخر مكان شوهد فيه الشابان بالقرب من مركز طوارئ الكهرباء في حي الزهراء، قبل أن ينقطع التواصل معهما بشكل كامل.
ينحدر الشابان من قرية أبو حكفة بريف حمص الشرقي وينتميان للطائفة العلوية.
إفراج مثير للجدل عن متورطين بقتل مدنيين علويين
ظهر في بث مباشر من حمص مساء 20 تشرين الثاني/نوفمبر استقبال مجموعة من الأشخاص أُفرج عنهم بعد اتهامهم بقتل مدنيين علويين في حي وادي الذهب.
البث تضمّن تعليقاً يشيد بهم بوصفهم “أبطالاً ثأروا للشهداء”، ما أثار غضباً واسعاً، إذ رأى ناشطون أن الإفراج عنهم يمثل اعترافاً ضمنياً بمسؤوليتهم عن جرائم قتل طائفية دون محاسبة تُذكر.
هجوم إرهابي على الأحياء العلوية في حمص
منذ صباح 23 تشرين الثاني/نوفمبر، شهدت أحياء المهاجرين وضاحية الباسل في حمص هجوماً عنيفاً نفذته مجموعات مسلحة من البدو، تخلله تكسير سيارات ومحال تجارية، وإحراق منازل وممتلكات تعود لمدنيين علويين، إضافة إلى إطلاق نار كثيف أدى لسقوط عدد كبير من الإصابات.
ولا تزال الاشتباكات وعمليات الاعتداء مستمرة حتى لحظة إعداد التقرير، بحسب المصادر المحلية.
استشهاد رجل وامرأة في استمرار الهجمات
حي الأرمن – قُتل الشاب علي اسكندر الكسيح يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر قرب مقبرة الفردوس، إثر إطلاق نار مباشر من مسلحين في سياق الهجوم الطائفي المتصاعد.
وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر، استشهدت الشابة غزل اليوسف (37 عاماً) أثناء وقوفها على شرفة منزلها في حي كرم الزيتون، بعد استهدافها برصاص مجموعات تابعة لما يعرف بنظام الجولاني.
ويُذكر أن هذه الحادثة هي الرابعة من نوعها التي تُقتل فيها امرأة أثناء وقوفها على شرفة منزلها في أحياء حمص ذات الغالبية العلوية.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشارع السوري حالة توتر غير مسبوقة، وسط مخاوف من تصاعد الكراهية الطائفية، ودعوات مطالبة بتدخل جهات محايدة لوقف الاعتداءات ومحاسبة الضالعين فيها وضمان حماية المدنيين دون تمييز.