نهب منظم لحقول الزيتون في عفرين تحت إشراف الميليشيات الموالية لتركيا والأجهزة الأمنية

ناشد عدد من أهالي قرى الميدانيات السبع التابعة لناحية راجو، يوم الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025، المنظمات الحقوقية والإنسانية إيصال معاناتهم إلى الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بعد عودة كل من المدعوّين “أبو زيد – أبو قصي – أبو عمر” (لم تُعرف أسماؤهم الحقيقية)، المنتمين إلى ميليشيا “فيلق الشام”، للاستيلاء على حقول الأهالي بتشجيع من الاستخبارات التركية وتواطؤ عناصر الأمن العام.
ويشير الأهالي إلى أنهم ينتظرون موسماً كاملاً بعد عامين من العمل الشاق والعناية بالأراضي، ليُحرموا في النهاية من جني الثمار التي تعبوا في خدمتها في ظل أوضاع معيشية صعبة للغاية.

وفي ناحية معبطلي، قامت مجموعة مسلّحة تابعة لميليشيا “جيش النخبة” بقيادة المدعو “أبو جمعة” وبرفقة المسؤول الاقتصادي المدعو “مصعب”، منذ صباح السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر، بجني ثمار أكثر من 300 شجرة زيتون في قرية شيخويتكا بشكل تعسفي، ما ألحق أضراراً جسيمة بالأشجار. وتعود ملكية الأشجار إلى المواطن أحمد صفر سيدو، الذي كان قد استحصل على تصريح رسمي من المكتب الاقتصادي لقطف محصوله، إلا أن المسلحين منعوه، معلنين أنهم ضمنوا الموسم بالتنسيق مع قيادة الأمن العام والمكتب الاقتصادي.

وفي قرية كاوندا بناحية راجو، أقدمت مجموعة يقودها المدعو “أبو فهد” المنحدر من سهل الغاب – ريف حماة، وتتبع للاستخبارات التركية، يوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر، على سلب ستة شوالات من الزيتون بالقوة من المواطن مصطفى علي سيدو، وطرده مع العمال من الحقل. وبعد جدال طويل، سمح له المسلحون بمتابعة الجني مقابل تسليم نصف الإنتاج.

كما قام القيادي “أبو ربيع” من الفرقة 76 التابعة لما يُسمى “الجيش الوطني السوري” (الحمزات سابقاً)، يوم الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر، بمنع أهالي قرية عبلا من جني الزيتون وطرد عدد من الأسر، بذريعة أن الأراضي “محرّرة من الأكراد الانفصاليين” وكأنها أملاك شخصية له، رغم امتلاك الأهالي الأوراق الرسمية من السجل العقاري والمكاتب الاقتصادية. وتتهم مصادر محلية السلطات الانتقالية في الشمال السوري بالتواطؤ مع الإملاءات التركية التي تعرقل استعادة الممتلكات وتغضّ الطرف عن الانتهاكات بحق السكان الأصليين الكرد.

وفي ناحية شران، تعرض المواطن نوري جبر من بلدة ميدانكي، الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر، لسرقة محصول 50 شجرة زيتون من قبل مسلحين يتبعون الجيش الوطني، كما سُرق محصول 70 شجرة أخرى من أحد أقرباء مختار القرية.

وفي قرية شيخويتكا – ناحية معبطلي، شوهد أكثر من 100 عنصر من الجيش الوطني السوري التابعين لوزارتي الدفاع والداخلية في “السلطة الانتقالية السورية”، وهم يجنون الزيتون من أراضي الأهالي يوم الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر، بحماية مباشرة من عناصر الاستخبارات التركية، دون أي تدخل من إدارة المنطقة أو الأمن العام.

وفي حادثة أخرى، أقدم مسلحون من الأمن العام برفقة مستوطنين على سرقة محصول الزيتون من حقل المواطن أحمد عبدالو في قرية ترندة، واعتدوا على زوجته بالحجارة أثناء محاولتها منعهم من السرقة.

وفي قرية قدا – ناحية راجو، وبتاريخ غير محدد، استولى مستوطنون مسلحون من ميليشيا “الحمزات” على حقول الزيتون العائدة للأهالي بتشجيع من الاستخبارات التركية، وسط تجاهل كامل من مسؤولي الأمن العام والمكتب الاقتصادي رغم الشكاوى القضائية. وتعرّض المواطن حيدر قمبور للسرقة أمام مرأى عناصر الأمن الذين لم يتدخلوا.

ويؤكد الأهالي أن السكان الكرد الأصليين لا يُسمح لهم بقطف الزيتون إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من المكاتب الاقتصادية، بينما يحصل المسلحون والمستوطنون على “ضوء أخضر شفهي” من القيادات الموالية لأنقرة لنهب المحاصيل.

وفي قرية جالا – ناحية راجو، يستولي المدعو محمد عكل وشقيقه أبو عمر، المنحدران من بلدة بيانون بريف حلب، على أملاك السكان بقوة السلاح، مستغلين دعم الاستخبارات التركية وتواطؤ الأمن العام. وفي قرية جقماق كبير، يقوم المدعو أحمد جمال بالاستيلاء على الحقول بنفس الأسلوب، بدعم من مسؤولي المنطقة.

وفي قرية حسنديرا – ناحية بلبل، عاد كل من محمود جمعة حمشو (أبو جمعة) وعبد الحفيظ بركات، وهما من قادة ميليشيا النخبة المدمجة حديثاً في “الجيش الوطني”، إلى القرية برفقة نحو 50 عاملاً وشاحنات للاستيلاء على منازل وحقول الأهالي التي تضم قرابة 15 ألف شجرة زيتون. وتشير المصادر إلى أن الحقول جرى نهبها بالكامل أمام أعين أصحابها دون أن تتخذ السلطات أي إجراء.

وختم الأهالي مناشدتهم بمطالبة “السلطة السورية الانتقالية” وأعضائها المنتخبين حديثاً في مجلس الشعب بمدينة حلب باتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء سلطة الميليشيات والمكاتب الاقتصادية التابعة لحكومة الاحتلال التركي، معتبرين أي تأخير في ذلك مشاركة ضمنية في الجرائم الجارية.