ساهمت التطورات السريعة والمتلاحقة في سوريا منذ ما يزيد عن الأسبوع عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده وترك قوات سوريا الديمقراطية وحيدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من جهة، والتهديدات التركية المتواصلة من جهة أخرى في دفعهم لطلب دخول الجيش السوري مدينة منبج وسائر مناطق شرق الفرات بهدف الانتشار على الحدود وحمايتها من الغزو التركي، وهو ما أثار اهتمام الصحافة العالمية التي رأت أن تسلط الضوء على جانب مهم وهو الثروات الهائلة التي تتمتع بها سوريا في هذا الجزء الحيوي الذي تسيطر عليه قسد.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ومُكوّنها الرئيس وحدات حماية الشعب، المدعومة من التحالف الدولي على نحو ثلث مساحة سوريا الواقعة في مناطق شرق نهر الفرات بعد استعادتها من قبضة تنظيم “الدولة الاسلامية”.
ووفقا لدراسة اقتصادية لـِ (بي بي سي)، فإنّ “قسد” تُسيطر على نحو 90 في المئة من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45 في المئة من إنتاج الغاز في سوريا.
وبثّت (بي بي سي عربي) تقريرا موجزا عن أبرز الثروات والمنشآت الواقعة في تلك المناطق، والتي قد تكون سببا من وجهة نظرها، لفصل جديد من القتال بين أطراف الصراع في سوريا.
وذكرت أنّ مجموع الاحتياطي النفطي المؤكد في سوريا يبلغ نحو ملياري برميل وهو ما يمثل أقل من (0.18%) من الاحتياطي العالمي.
وبلغ إنتاج سوريا من النفط عام 2010 حوالي 400 ألف برميل يومياً، كان يتم استهلاك 250 ألف برميل محليا ويصدر الباقي. أما حالياً فتتوزع بين قوات الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية.
وتتركز أغلب حقول النفط في شرقي و شمال شرقي البلاد.
ومنذ خروج هذه الحقول عن سيطرة الحكومة على فترات زمنية مختلفة عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وحتى الوقت الحالي، لا يعرف بالضبط أوضاع هذه الحقول من حيث الإنتاج وحجم الأضرار التي لحقت بالآبار وبتجهيزات الإنتاج فيها.
كما توجد في مناطق شرق الفرات أحد أكبر معامل إنتاج الاسمنت في سوريا، ويقع بالقرب من مدينة كوباني (عين العرب) وتملكه شركة لافارج الفرنسية.
وتنتج هذه معظم احتياجات سوريا من القمح والشعير والعدس إضافة إلى القطن وخاصة في محافظة الحسكة بفضل المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة ووفرة الأمطار وخاصة تلك التي تقع بالقرب من الحدود التركية.
وفيما يلي أهم حقول النفط والغاز وحجم إنتاجها اليومي في عام 2010 والتي تتقاسم السيطرة عليها حالياً قوات سوريا الديمقراطية والحكومة:
محافظة ديرالزور
حقل “العمر” كان ينتج 80 ألف برميل ويقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ أكتوبر 2017.
حقل “التنك” استولت عليه قوات سوريا الديمقراطية بعد أن طردت منه تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو الحقل الثاني من حيث الأهمية في دير الزور بعد حقل “عمر”، وقُدر إنتاجه بحوالي 40 ألف برميل يوميا، تُستخرج من 150 بئر نفطي . ولكن يُقدر انتاجه حالياً بين 5 -10 آلاف برميل يومياً فقط.
بالإضافة إلى حقول الجفرة، وكونيكو.
حقول التيم والورد والخراطة الواقعة جنوب المحافظة تنتج 50 ألف برميل وتخضع لسيطرة الحكومة.
محافظة الحسكة
تقع جميع حقول النفط والغاز تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي:
الرميلان للنفط تنتج 90 ألف برميل يومياً، ويقدر بعض الخبراء عدد الآبار النفطية التابعة لها بحوالي 1322 بئرا.
السويدية للنفط تنتج 116 ألف برميل يومياً، ويُقدر وجود ما يقارب 25 بئرا من الغاز في هذه الحقول.
الشدادي والجبسة والهول للنفط تصل إلى 30 ألف برميل في اليوم.
اليوسفية للنفط تنتج 1200 برميل يومياً.
كما يوجد حقلان للغاز في المحافظة وهما رميلان الذي ينتج مليوني متر مكعب يوميا والجبسة الذي تنتج 1.6 مليون متر مكعب يوميا.
أما حقول النفط والغاز الأخرى الموجودة في سوريا، فهي كما يلي:
يوجد حقلان نفطيان في محافظة حمص التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وهما حيان وجزل اللذان ينتجان على التوالي 6 ألاف و3 آلاف برميل في اليوم الواحد.
أما حقول الغاز الموجودة في حمص، فتقع جميعها تحت سيطرة الحكومة، وهي:
الشاعر 3ملايين متر مكعب يوميا
الهيل مليوني متر مكعب يوميا
آراك 750 ألف متر مكعب يوميا
حيان 650 ألف متر مكعب يوميا
جحار 350 ألف متر مكعب يوميا
المهر 400 ألف متر مكعب يوميا
أبو رباح 300 ألف متر مكعب يوميا
السدود على نهر الفرات
سد “البعث”
يقع سد البعث الذي بني عام 1986 على نهر الفرات على بعد 20 كيلو مترا من مدينة الرقة و27 كيلو متراً من سد الفرات، ويبلغ ارتفاعه 14 مترا وعرضه 60 متر. ويستخدم مياه السد للري وتوليد الطاقة الكهربائية.
سد الفرات
يقع سد الفرات أو ما يسمى بسد الطبقة في محافظة الرقة على بعد 50 كيلو مترا من مدينة الرقة، يبلغ طوله 4.5 كيلو متراً وارتفاعه 60 متراً. وتشكلت بحيرة الأسد خلف السد بمتوسط عرض 8 كيلو مترا وطولاً بـ 80 كيلومتراً.
وتخزن البحيرة ما يزيد عن 11.6 مليار متر مكعب من المياه. و يعتبر سد الفرات واحدا من أكبر السدود في سوريا والبلدان العربية وقد تمت الاستفادة منه في المشاريع الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية وحماية المناطق السكنية على طرفي السد من الفبضانات.
سد تشرين
سد تشرين يقع في منطقة منبج التابعة لمحافظة حلب ويبعد عن مدينة حلب 115 كيلو مترا وعن الحدود التركية 80 كيلو مترا.
يستفاد من هذا السد في توليد الطاقة الكهربائية وتخزين المياه لأغراض الزراعة وتبلغ طاقة تخزين السد 1.9 مليار متر مكعب.