ارتفعت أسعار المحروقات في محافظة إدلب شمالي سوريا، ووصلت لمستويات تفوق قدرة الأهالي الشرائية، حيث لجأ كثيرون إلى استخدام مادة الحطب كبديل عن محروقات التدفئة، وغدا اسم هذا المادة مرتبطا بعمالة الأطفال الذين باتت الأسواق تعج بهم، أملا منهم بمساعدة عوائلهم ذات الدخل المحدود.
ففي سوق “بشمارون” غرب مدينة إدلب ينتشر باعة الحطب بشكل كبير وتنتشر معهم ظاهرة عمالة الأطفال المتسربين من المدارس والباحثين عن لقمة عيش كريمة، والذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والـ 16 عاما، ومعظمهم من النازحين من ريف دمشق ودرعا والقنيطرة وحلب وحماة، فيما يرتاد بعضهم الأسواق برفقة أباءهم.
يقول أحد البائعين أنهم يحصلون على الحطب من عفرين، وجبل تركمان حيث يشترونه ثم يجهزونه للبيع.
يقول الطفل “بسام العبيد” ابن الـ 14 عاما إنه يقضي يومه كاملا في السوق يعمل في قص وبيع الحطب مقابل أجر لا يتجاوز الثلاثة آلاف ليرة سورية ( ما يعادل نحو 4 دولار أمريكي).
أما “محمد رمضان” ابن محافظة إدلب والبالغ من العمر 16 عاما يعمل مثل قرينه “بسام” منذ ساعات الصباح الباكرة وحتى غروب الشمس، في تقطيع الحطب ونقله وتجهيزه، في حين يصل مرتبه اليومي حتى ألفي ليرة سورية فقط، فلا يستطيع إنجاز كميات أكبر ليحصل على ليرات أكثر، “العمل يعتبر صعبا جدا بالنسبة له”.
بدوره يضيف بائع في سوق الحطب يدعى “أبو الخير”، أن معظم من يعملون في السوق من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاما ويعملون في ظروف صعبة بهدف تأمين لقمة عيشهم.
ويرى “أبو الخير” أن أجر العمال اليومي يعتبر جيدا، معللا ذلك لأن مرابح هذا العمل قليلة بسبب غلائه فبعد أن كان سعر الطن ما يقارب الـ 60 ألف ليرة سورية وصل هذا العام إلى نحو 85 ألف، ورغم ذلك يبقى كثير من الأهالي يفضلونه عن المازوت والغاز لندرتهم ولكونه بديل لهم في أعمال الطبخ والتدفئة.