توعدت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تركيا بحرب واسعة في حال شنت معركة ضدها في مناطق شرق الفرات.
وجاء التهديد بعد الاجتماع مع وفد من أعضاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد 18 من تشرين الثاني، إلى منطقة سري كاني / رأس العين غرب الحسكة.
وقال القيادي في “قسد”، شرفان قامشلو، إنّ دخول تركيا إلى شرق الفرات يعني بالنسبة لنا “قضية الوجود أو الموت”.
وأضاف قامشلو، بحسب مانقلته عنه وكالة “هاوار”: “إذا دخلت تركيا ولو لشبر واحد في أي منطقة كانت فإننا سوف نبدأ حرباً واسعة”.
واعتبر القيادي أنّ “قسد” مكلفة بمهام حماية المنطقة، ولا أحد يرغب بدخول الحرب مع تركيا، مؤكداً أنّه في حال شنت تركيا هجوماً فإنّ الجميع مستعد للقتال.
ويأتي ذلك في ظل تهديدات مسؤولين أتراك بشن عملية عسكرية مشابهة لعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في منطقة شرق الفرات.
واستهدف الجيش التركي عدة مرات، خلال الأسبوعين الماضيين، مناطق تابعة لـ”قسد” ومحيط مدينة كوباني وتل أبيض بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر من “قسد” وثمانية مدنيين وإصابة 13 شخصاً، بحسب قامشلو.
وحول موقف التحالف من الهجمات التركية، قال الوفد إنّهم في المنطقة من أجل معرفة ما الذي يجري، “حكومتنا أرسلتنا إلى هنا، لكي نقدم الدعم لكم، لكن سؤالنا هو إلى أي حد تريد قوات سوريا الديمقراطية أن ينتشر الأمن والأمان في المنطقة؟”.
وأضاف الوفد أنّ التحالف يسعى للوصول إلى حل يحقق الاستقرار، مشيرين إلى أنّ “التحالف سيبقى في المنطقة حتى تتمكنوا (قسد) من إدارة شؤونكم بأنفسكم (..) القوات الأوروبية والأمريكية تدعمكم، نحن لم نأتِ إلى هنا من أجل فترة قصيرة، الأوضاع الآن حساسة، يجب أن يعلم الجميع ما يحدث. هذا وضع سياسي، ولا يجوز للجميع أن يفعل ما يحلو له. القوات الأوروبية والأمريكية تدعمكم، ولذلك يجب أن تكونوا حذرين. قوات سوريا الديمقراطية لم تقاتل ضد أحد، بل دافعت عن الشعب ضد داعش. نحن جنود، ونحن نقاتل من أجل الاستقرار. وأنتم يجب أن تنشروا ما يحدث في إعلامكم، وفي نفس الوقت يجب أن تخبرونا بما يحدث أو تخبروا جميع الناس. يجب أن تقولوا للجميع إنّ قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى استقر”
واتهم قامشلو تركيا بانشاء معسكرات تجنيد على حدود المدينة تحت ذريعة إنّها مخيمات للنازحين وأنّها جمعت فيها عناصر من جبهة النصرة وأحرار الشام وأعضاء سابقين في تنظيم داعش. وإنّ الجيش التركي يجري عمليات قنص، ويشن هجمات على الأهالي وعلى المقاتلين. وكشف إنّه في الشهر الأخير تم اختراق الحدود من قبل تركيا 62 مرة.
وأضاف أنّهم يحاربون مع التحالف الدولي ضد داعش منذ 4 أعوام، “قدمنا العديد من الشهداء وحققنا الكثير من الانتصارات، والانتصار الأعظم هو أنّ هذه الحرب هي ضد الظلم. مشكلتنا الكبرى اليوم تكمن في الدولة التركية وحكومتها الفاشية. الدولة التركية تحتل وطننا بدون مبرر. وهذا الأمر يعتبر جريمة كبرى بحسب القانون الدولي. الدولة التركية قتلت الآلاف من أبناء شعبنا في الباب وجرابلس وعفرين. والآن تسعى إلى الهجوم على منبج وكوباني. كما أنّ سائر مناطق روج آفا مستهدفة. ودائماً يؤكدون هذا الأمر في إعلامهم”.
ورداً على اللقاء بين الطرفين، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنّ “تركيا حذرت الجانب الأمريكي من تكرار مشاهد جنوده وهم جالسون معاً مع الإرهابيين”.
وأضاف خلال لقائه برئيس الأركان الأمريكي، جوزيف دانفورد، في كندا، أمس، أنّ “تركيا تتطلع لوقف واشنطن دعمها لوحدات حماية الشعب في سوريا”.