يبدو أنّ الاتفاق التركي الروسي حول إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب وحولها شمال غرب سوريا، لم يتم تطبيقه وبات عُرضة للانهيار أكثر من أيّ وقت مضى خاصة مع تبادل الخروقات بين مختلف الأطراف، وقيام جهاديي إدلب بمُهاجمة المُعارضة والجيش السوري في المنطقة العازلة في ذات الوقت، فضلا عن عمليات القصف المتبادلة.
اتفاق بوتين- أردوغان حول إدلب في سوريا أكمل شهره الأول دون أن تخرج المجموعات الجهادية من المنطقة منزوعة السلاح في المحافظات الأربع، بل على العكس من ذلك استقدمت هذه المجموعات تعزيزات عسكرية إلى المنطقة العازلة.
و كل ما يجري في ريف حلب الشمالي الآن هو صراع مصغر على مناطق سيطرة النظام والمعارضة في سوريا، أي مناطق ما تعرف بمناطق غرب الفرات وصولاً إلى غرب سوريا على الساحل السوري، وسوريا باتت مقسمة بشكل واضح.
هناك ميليشيات سورية ممولة من إيران مثلما هو الحال في ريف حلب الشمالي، لكن أيضاً هناك الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا وتم إرسال تعزيزات له إلى محيط تل رفعت ومحيط منطقتي نبل والزهراء شمال حلب، لبناء حواجز ترابية عند ما يعرف بطريق غازي عنتاب- حلب.
وهناك استماتة روسية- إيرانية لإعادة فتح هذا الطريق وسط ممانعة إيرانية على تسليم تل رفعت إما للمعارضة السورية أو إلى ميلشيات مقربة من تركيا لأنهم يريدون مقابل تلك المنطقة أن تسلم المعارضة نحو 14 قرية تقع في غرب بلدتي نبل والزهراء.
وما يجري شمال حلب أيضاً هو تطبيق لما يعرف باتفاق “بوتين- أردوغان” من أجل فتح طريق معبر باب السلامة وصولا إلى معبر نصيب عند الحدود السورية- الأردنية، وإيران توافق على هذا المشروع مقابل غض النظر عن التعزيزات الإيرانية جنوب حلب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على غالبية محافظة إدلب، وتتواجد فصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام سيطرت على بعض المناطق في أطراف المحافظة بداية العام الحالي خلال هجوم في ريفها الشرقي.
كما تسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات جهادية أقل نفوذاً منها على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح، التي تشمل جزءاً من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
ولم تصدر الهيئة موقفاً واضحاً من الاتفاق الروسي التركي، برغم إشادتها بمساعي أنقرة.
وأعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين عن عدم رضاه إزاء تنفيذ الاتفاق. وقال، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “لا يزال الإرهابيون متواجدين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها”.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً مدمراً تسبب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات