تصاعد الجرائم في سوريا: استشهاد مدنيين وتعذيب وحشي لمعتقل كردي

تتواصل في سوريا جرائم القتل والانتهاكات التي تستهدف المدنيين في مختلف المناطق، وسط تصاعد في نشاط الجماعات المسلحة التابعة لسلطة الأمر الواقع في الشمال السوري.

في مدينة حلب، استُشهد الشاب محمود عيسى، المعروف بأخلاقه الطيبة وسمعته الحسنة بين أبناء المدينة، مساء يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل مجموعة مسلّحة تتبع لتنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، الذراع العسكري لنظام الجولاني، في حي الحمدانية.
ينحدر الشهيد محمود من قرية بعبدة في ريف جبلة، وهو وحيد والديه. وقد أثارت الحادثة حالة واسعة من الغضب والحزن في أوساط أبناء حلب والمناطق الساحلية.

وفي حادثة أخرى مروعة، أقدمت عناصر من ميليشيات الحمزات والعمشات المدعومة من تركيا، بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 2024، على اعتقال المواطن الكردي محمد علي سيجام الملقّب بـ(آغا عيشو)، من أبناء ناحية شيخ الحديد (شية)، أثناء تواجدهم في منطقة تل رفعت بريف حلب.
المواطن المعتقل كان يعاني من اضطرابات صحية ونفسية، وقد وُجهت له تهمة باطلة تتعلق بخدمته في قوات تحرير عفرين.
وخلال فترة احتجازه التي استمرت نحو 41 يوماً، تعرّض لتعذيب وحشي شمل قلع أسنانه باستخدام كماشة حديدية، وقطع أصابع قدميه بمنشار، وحرق قدميه بالنار.
تم الإفراج عنه في 13 كانون الثاني/يناير 2025، وهو في حالة صحية ونفسية متدهورة، حيث فقد ذاكرته بالكامل ويعاني من انهيار عصبي حاد.

كما شهد ريف طرطوس الغربي جريمة جديدة راح ضحيتها الشاب حسام الأسمر (35 عاماً) من قرية المشيرفة، وذلك ظهر يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، إثر إطلاق نار عليه من قبل مجموعة مسلّحة تتبع لتنظيم الجولاني قرب الحدود اللبنانية–السورية، أثناء نقله شحنة من الأبقار لصالح أحد التجار.
أسفر الهجوم عن إصابته بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى المشفى حيث فارق الحياة لاحقاً.
الشهيد متزوج وله طفلان، وينتمي للطائفة العلوية.

تؤكد هذه الحوادث المتكررة استمرار حالة الفوضى والانفلات الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في الشمال السوري، وسط غياب المساءلة وتنامي الانتهاكات بحق المدنيين من مختلف المكونات.