تشهد مناطق سيطرة فصائل مدعومة من تركيا في ريف ومدينة حلب تصاعداً في وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين الأكراد، وسط اتهامات بغياب المساءلة القانونية وتواطؤ بعض الأجهزة الأمنية مع المسلحين المستوطنين.
خطف شابين في مدينة حلب
في يوم الثلاثاء 05/08/2025، أقدم عناصر من جهاز الأمن العام في مدينة حلب على خطف الشابين باسل صلاح كدرو (من أهالي قرية عمر سمو – ناحية شران) وعلي جنيدان أحمد (من أهالي مدينة عفرين)، أثناء تواجدهما في المدينة. وتم اقتيادهما إلى مخفر العزيزية دون توجيه أي اتهامات أو إيضاح أسباب الاعتقال.
تهديد جماعي لأهالي قرية ديوا فوقاني
مساء الجمعة 08/08/2025، هاجم نحو 15 مسلحاً من المستوطنين، يستقلون دراجات نارية وسيارات، منزل المواطن بكر في قرية ديوا فوقاني – ناحية جنديرس. ووجه المهاجمون تهديدات بالقتل لأهالي القرية، على خلفية زيارة المسن فريد حسن (65 عاماً) لخيمة المستوطن الملقب بـ”أبو ورد” المنحدر من قرية صلوة بريف إدلب، طالباً مهلة لتسديد ديون تبلغ نحو 50 دولاراً أمريكياً.
المهاجمون اتهموا المسن بالنظر إلى نسائهم، بينما تجاهلت دورية الأمن العام التي حضرت إلى القرية لمتابعة الشكوى، محاسبة المسلحين الذين يحملون السلاح بشكل غير شرعي، واكتفت بمحاولة إجراء صلح بين الطرفين. الأهالي ناشدوا مديرية الأمن العام التدخل لإخراج المستوطنين من القرية، متهمين إياهم بافتعال مشاكل متكررة وتهديد السكان.
**خطف مواطن من أحرص**
وفي حادثة أخرى، بتاريخ السبت 09/08/2025، أقدم عناصر الأمن العام المتمركزون عند الحاجز الجنوبي لمدينة إعزاز على خطف المواطن الكردي حسين صبحي عبد العزيز، الملقب “أبو ريبر” (53 عاماً) من أهالي بلدة أحرص – منطقة الشهباء.
وبحسب شهود، فإن مديرية الأمن العام في إعزاز كانت قد استدعته دون توضيح الأسباب، إلا أن عناصرها أوقفوه قبل وصوله إلى المدينة واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى لحظة إعداد التقرير.
هذه الحوادث، بحسب ناشطين محليين، تعكس استمرار الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين الأكراد في المنطقة، وتؤكد غياب المحاسبة القانونية في ظل انتشار السلاح العشوائي وارتباط بعض المجموعات المسلحة بأجندات خارجية.