مع تكرار حوادث انفجار الألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة في مناطق متفرقة من سوريا، تبرز الحاجة الملحّة لتكثيف الجهود المحلية والدولية من أجل تطهير المناطق المتضررة وتأمين حياة المدنيين، وخاصة الأطفال الذين باتوا أكثر عرضة لخطر هذه المواد القاتلة.
خلال السنوات الماضية، تسببت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في إزهاق أرواح المئات وإصابة آلاف المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مما جعل سوريا من بين الدول الأكثر تضرراً من هذه المخلفات بحسب تقارير دولية.
وتشكّل هذه الألغام عائقاً كبيراً أمام عودة النازحين إلى قراهم، وتعطّل سبل العيش، وتعرقل الزراعة والرعي والحركة اليومية في العديد من المناطق الريفية. وفي ظل غياب حملات واسعة للتوعية بمخاطرها، تستمر الحوادث المأساوية بالوقوع، كما حدث مؤخراً في قرية أحرص بمنطقة الشهباء، حيث قُتل طفلان خلال أقل من أسبوع نتيجة انفجار ألغام مزروعة سابقاً.
إن إزالة مخلفات الحرب لم تعد مسألة تقنية فحسب، بل مسؤولية إنسانية وأمنية تتطلب تضافر جهود الجهات المحلية، والمنظمات الدولية المختصة، والجهات المانحة، من خلال:
- تنفيذ حملات مسح وتطهير شاملة.
- دعم برامج التوعية المجتمعية بخطر الألغام.
- توفير المعدات والتدريب اللازم لفرق إزالة الألغام.
- تقديم الدعم الطبي والنفسي لضحايا الألغام وذويهم.
التحذير واضح: استمرار تجاهل هذا الملف يعني المزيد من الأرواح المهددة، والمزيد من الأطفال الذين قد يسقطون ضحايا لصراعات لم يختاروها.