شهدت الحدود السورية التركية سلسلة أحداث مأساوية حيث فقد عدد من الشباب السوريين حياتهم أثناء محاولاتهم دخول الأراضي التركية بحثا هن ملاذ آمن، حيث تعرضوا للتعذيب المفرط على يد قوات الجندرما التركي.
ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 570 شخصاً حتى 30 من تشرين الأول 2024، بينهم 107 أطفال دون سن 18 عاماً و69 امرأة. كما أصيب 3112 شخصاً بجروح، سواء من الذين حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى السورية الحدودية والمزارعين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود، حيث يتعرض هؤلاء لإطلاق النار المباشر من قبل الجندرما التركية.
منذ بداية عام 2024، تم توثيق مقتل 17 مهاجراً على يد الجندرما التركية، بالإضافة إلى إصابة 185 آخرين. وفي عام 2023، قتلت الجندرما 41 شخصاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 133 شخصاً، بينهم من تعرضوا لإصابات تسببت في إعاقات دائمة نتيجة التعرض للضرب الوحشي بالعصي والأسلحة، قبل أن يُلقوا خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
تبرز هذه الحوادث المتكررة المأساة التي يواجهها اللاجئون السوريون، بالإضافة إلى الظروف الخطرة التي يعيشها سكان المناطق الحدودية، مع استمرار استهدافهم من قبل قوات الجندرما التركية.
مقتل الشاب أحمد راضي الأغا
توفي الشاب أحمد راضي الأغا، من بلدة الحواش في سهل الغاب، متأثراً بجراحه بعد اعتقاله من قبل قوات الحدود التركية خلال محاولته العبور إلى تركيا. وتعرض الأغا لأشد وسائل التعذيب قبل أن يُلقى على معبر سد الصداقة بقرية العلاني. بعد استلامه من قبل فرق الدفاع المدني، تم نقله إلى مشفى سلقين المركزي ومن ثم إلى إدلب، حيث فارق الحياة نتيجة الإصابات البالغة التي تعرض لها.
حوادث عنف أخرى على الحدود
في حادثة أخرى على الحدود السورية التركية، تعرض ثمانية شبان للاعتداء بالضرب المبرح من قبل الجندرما التركية، ما أسفر عن مقتل أحدهم، الشاب عبد الرزاق أحمد القسطل، من قرية زردنا بريف حماة الشرقي. توفي القسطل في مشفى باب الهوى بعد نقله إثر إصابات شديدة تعرض لها على الرأس نتيجة الضرب المتواصل باستخدام أخمص البندقية والقضبان الحديدية. وتم نقل الشبان الثمانية الآخرين، المصابين بكسور وكدمات مختلفة، إلى المشفى بعد تسليمهم من قبل الجندرما عبر معبر باب الهوى إلى “هيئة تحرير الشام”.
استمرار حوادث العنف والتعذيب
في فبراير 2023، تعرض شابان آخران، هما علاء حسين (20 عاماً) ومحمد رامي رستم (24 عاماً) من مدينة دارة عزة بريف حلب، للاعتداء الجسدي بواسطة العصي والركل أثناء محاولتهما دخول الأراضي التركية. وفي حادثة مشابهة، أُلقيت جثة الشاب محمد حسن شروف من قسطل بريف حماة في حرش مدينة حارم بريف إدلب، بعد مقتله على يد الجندرما التركية على الحدود. وتعرض شروف للتعذيب لنحو 11 ساعة متواصلة، قبل أن يُطلق عليه جندي تركي النار مباشرة على رأسه، ويُحتفظ بجثته ليوم كامل قبل إلقائها في منطقة حرشية بمدينة حارم.
احتجاجات ومطالبات
خرجت عائلة الشاب شروف يوم الثلاثاء في احتجاج أمام معبر باب الهوى، مطالبة بالسماح لهم بسحب جثته، وداعية “هيئة تحرير الشام” للتدخل والتوسط لدى الجانب التركي. يأتي هذا في ظل تزايد المخاوف من استمرار هذه الانتهاكات بحق الشباب السوريين على الحدود التركية، وحالات تعذيب واعتداءات جسدية بحق الفارين بحثاً عن ملاذ آمن.