في هذ التقرير نوضح كيف تذهب أموال الاتحاد الأوروبي إلى ضباط أتراك متورطين في انتهاكات مروعة ضد المهاجرين السوريين الباحثين عن ملاذ آمن، والقاصدين أوروبا بحثاً عن حياة جديدة، حيث تعتدي قوات الجندرما التركية على المهاجرين الذين يتمكنون من اجتياز الحدود فيما تستهدف آخرين بالرصاص الحي بغرض القتل.
هذا يقدم الاتحاد الأوروبي تمويلًا ودعمًا للجندرما التركية (قوات الدرك التركية) في سياق التعاون الأمني والحد من الهجرة غير النظامية وتعزيز مراقبة الحدود. يتم هذا الدعم عادةً من خلال برامج محددة تهدف إلى تعزيز القدرات الأمنية وتحديث المعدات وتدريب أفراد الجندرما.
أحد الأمثلة على هذا التعاون هو التمويل الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي من خلال صندوق الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا، والذي يتضمن برامج تدريب ودعم تقني لقوات الأمن، بما في ذلك الجندرما، لتحسين عمليات مراقبة الحدود ومكافحة التهريب والاتجار بالبشر.
هذا الدعم يأتي في إطار اتفاقية الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى ضبط تدفقات الهجرة غير النظامية من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتحسين قدرات تركيا على إدارة حدودها بشكل أكثر فعالية.
قتلت الجندرما التركية 568 مهاجرا سورياً، بينهم (107 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 69 امرأة)، وذلك حتى 20 أيلول 2024 كما تم توثيق اصابة 3111 شخصاً من قبل الجندرما وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.
منذ بداية العام الجاري (2024) قتلت الجندرما التركية 15 مهاجرا، ووثقت وإصابة 37 آخرين.
وخلال عام 2023 قتلت الجندرما 41 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 133 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل وإلقائهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 48 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصابت 121 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين، أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.
تنص المواثيق الدولية على ضرورة حماية المهاجرين واللاجئين من أي أشكال العنف والتعذيب. كما تمنع الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، استخدام القوة المميتة. إن استمرار تركيا في هذه الممارسات يمثل خرقًا لهذه الاتفاقيات ويستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.
يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الضغط على تركيا لوقف هذه الانتهاكات. ينبغي التحقيق في هذه الجرائم، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. كما يجب على تركيا الالتزام بحماية حقوق المهاجرين، وضمان سلامتهم، والعمل على تحسين ظروف استقبالهم بدلًا من اللجوء إلى العنف.
إن ما يحدث على الحدود التركية السورية يمثل جريمة بحق الإنسانية، ويجب على العالم ألا يقف مكتوف الأيدي. ينبغي على تركيا أن تتحمل مسؤولياتها الدولية وتلتزم بحماية حقوق الإنسان، كما يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات ملموسة لضمان وقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.