تصاعد الانتهاكات ضد المواطنين الكرد في عفرين

تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والخطف والتفجيرات وحوادث الاغتيالات والجثث المجهولة الهوية في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية في شمال سوريا.

القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تحت اسم الجيش الوطني السوري والأجهزة الأمنية المرتبطة بها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واختطاف المواطنين، بدافع الحصول على الفدية، ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه، ورفض عرضهم على المحاكمة، ومنعهم من توكيل محامي.

ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المختطفين وأنّ حوادث خطف المواطنين تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.

كما أنّ أغلب الاتهامات الموجهة للمختطفين غير مستندة إلى أدلة، وهي كيدية.

وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية العام الحالي (2024) أكثر من (329) حالة خطف، فيما تجاوزت حوادث الخطف خلال 2023 أكثر من (461)، خلال عام 2022 تجاوز أكثر من (702) حالة خطف وهم من الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.

وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.

إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.

ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10424 شخصاً / القتلى 2118 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9390 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 8089 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 184 شخصاً.

اعتداءات على القاصرين
في يوم الإثنين، 5 أغسطس، تعرض الشابان الكرديان القاصران ريناس عمر (16 عاماً) وخليل عمر (17 عاماً) لاعتداء وحشي أثناء مرورهما على أحد حواجز الشرطة العسكرية بين قريتي “كاوندا” و”شنكيله” في ناحية راجو بريف عفرين. تم ضربهما بشكل مبرح من قبل عناصر الحاجز، وذلك في إطار سياسة العنف المستمرة ضد المواطنين الكرد من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال والمسنين.

اعتقالات واختطافات
في 3 أغسطس، قامت ميليشيا الجيش الوطني “الأمن السياسي” في مدينة عفرين باعتقال مختار قرية عداما، السيد عدنان محمد علي حجي (63 عاماً) وابنه علي عدنان حجي (20 عاماً)، بسبب مطالبته بوقف إشعال النيران في جبال قرى ميدانيات التابعة لناحية راجو. تأتي هذه المطالبة نظراً لتعمد الميليشيات إشعال النيران في الغابات للاتجار بالحطب وصناعة الفحم.

إطلاق نار وتعذيب
تعرض الشاب محمد خلف عيسى لإطلاق نار متعمد من قبل عناصر الجندرما التركية أثناء محاولته دخول الأراضي التركية بحثاً عن ملاذ آمن. تم إطلاق النار عليه في فمه، ما أدى إلى نقله للمشفى لتلقي العلاج في حالة يرثى لها.

اعتقالات أخرى
اعتقلت ميليشيا الجيش الوطني (السلطان مراد) المواطنين حسن علي علي (47 عاماً) ومحمد علي علي (33 عاماً) في مدينة جنديرس، بالإضافة إلى شخصين من مدينة حماه، أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى تركيا في ناحية بلبل.

في مساء 3 أغسطس، اعتقلت الشرطة العسكرية في مدينة عفرين المواطن خليل جمو بن عبدو (41 عاماً) من أهالي قرية “براد” بناحية شيراوا، قرب معصرة فؤاد على طريق جنديرس.

الإفراج مقابل الفدية
في 6 أغسطس، أطلقت الشرطة العسكرية في مدينة عفرين سراح المواطن أحمد محمد محمد (41 عاماً) من أهالي قرية “جوقيه/جويق”، بعد دفع فدية مالية قدرها 5 آلاف دولار أمريكي. كان أحمد قد اعتقل قبل حوالي 15 يوماً من منزله بعد ترحيله من تركيا.

أفرجت الشرطة العسكرية عن المواطن جوان حميد (42 عاماً) من أهالي قرية “عوكا” بناحية بلبل، بعد تحصيل فدية قدرها 4 آلاف دولار أمريكي. كان جوان قد اعتقل في 18 يوليو الفائت في مدينة عفرين.

استيلاء على الممتلكات
استولى العنصر عبد الرزاق حمدو من القوة المشتركة (فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات، فرقة الحمزات) والمنحدر من مدينة خان شيخون بريف إدلب على منزل المواطن ميرفان حنان من أهالي قرية “جبلية” في حي الأشرفية بمدينة عفرين.

كما قام عنصر من فصيل “أحرار الشرقية” ببيع منزل في شارع الملاهي بمدينة عفرين، يعود للمواطن عبد الرحمن محمد من أهالي قرية “خلنير”، إلى عنصر آخر من نفس الفصيل ومنحدر من حماه، بمبلغ 1500 دولار أمريكي.

تشير هذه الحوادث إلى تصاعد الانتهاكات ضد المواطنين الكرد في عفرين، حيث يعاني السكان من الاعتداءات الجسدية، الاعتقالات التعسفية، الابتزاز المالي، والاستيلاء على الممتلكات. تحتاج هذه الانتهاكات إلى اهتمام دولي وإجراءات فورية لحماية حقوق الإنسان في المنطقة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك