تشهد تركيا في الآونة الأخيرة موجة هجرة غير مسبوقة من قبل آلاف السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية، والذين يتجهون نحو ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي عبر طرق غير قانونية. يتمثل المسار المعتاد لهذه الرحلات في مغادرة تركيا باستخدام جوازات سفر تركية إلى دول مثل صربيا أو البوسنة والهرسك، حيث لا يُطلب تأشيرة دخول لحاملي الجوازات التركية.
عند وصولهم إلى هذه الدول، يقوم هؤلاء الأشخاص بتدمير جوازات سفرهم التركية عن طريق إتلافها أو حرقها، ومن ثم يعبرون الحدود بشكل غير قانوني باتجاه دول الاتحاد الأوروبي مثل هنغاريا أو كرواتيا. يواصلون رحلتهم عبر التهريب إلى النمسا أو ألمانيا أو هولندا، حيث يتقدمون بطلبات اللجوء الإنساني باعتبارهم لاجئين سوريين، ويخفون خلال التحقيقات التي تجريها سلطات الهجرة هويتهم التركية وجنسياتهم المزدوجة.
هذا المسار تغض عنه السلطات التركية لا بل وكانت تسهل اجراءات التجنيس للعديد من الأسر مقابل تلقي رشاوي مالية كبيرة في بعض الأحيان.
مقابلة مع اللاجئين السوريين الذين فروا من تركيا إلى أوروبا
أحمد، 29 عامًا:
“لقد كنت أعيش في تركيا لمدة 9 سنوات بعد أن فررت من سوريا بسبب الحرب. في البداية، كانت الحياة هنا معقولة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت الأوضاع صعبة. فقدت وظيفتي بسبب تدهور الاقتصاد وزيادة البطالة والعنصرية. لم أعد أستطيع تأمين حياة كريمة لعائلتي. قررت أن أفضل طريقة لضمان مستقبل أفضل لأطفالي هي المغامرة نحو أوروبا. اخترت السفر إلى صربيا بجواز سفري التركي ومن هناك بدأت رحلتي الصعبة نحو ألمانيا.”
نورا، 33 عامًا:
“هربت من سوريا إلى تركيا بحثًا عن الأمان، ولكن للأسف، وجدت نفسي في مواجهة تحديات كبيرة. العنصرية والتمييز كانت جزءًا من حياتي اليومية، ولم أتمكن من الحصول على وظيفة مستقرة. عندما سمعت عن إمكانية الوصول إلى أوروبا عبر صربيا والبوسنة، قررت أن أجرب حظي. كان الخيار صعبًا، ولكني لم أعد أستطيع تحمل العيش في تركيا بدون مستقبل واضح رغم حصولي على الجنسية التركية وتخرجي من احدى جامعاتها”
سارة، 41 عامًا:
“عشت في تركيا لعدة سنوات بعد الفرار من الحرب في سوريا. رغم أنني تمكنت من الحصول على الجنسية التركية، إلا أنني شعرت دائمًا أنني مواطنة من الدرجة الثانية. لم يكن لدي أي ضمان لمستقبل مستقر، خاصة مع تزايد الأوضاع الاقتصادية سوءًا. قررت أن أغامر وأتبع المسار الذي سمعته من الآخرين للوصول إلى أوروبا. كان القرار صعبًا، ولكنه كان ضروريًا لتحقيق الأمان والاستقرار لي ولعائلتي.”