تعبيرًا عن التزامنا بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، نحن في “مركز التوثيق” ندين بأشد العبارات الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا. إننا نعرب عن قلقنا البالغ إزاء التزايد الملحوظ في حالات العنف والاعتداءات التي تستهدفهم في مختلف المدن التركية، وما يتبع ذلك من تأثيرات سلبية على حياتهم وسلامتهم.
لقد وثقنا العديد من الهجمات التي نفذها مواطنون أتراك ضد اللاجئين، والتي أدت إلى إصابات جسدية ونفسية جسيمة، بل وفي بعض الحالات إلى فقدان أرواح. إننا نعتبر أن هذه الأعمال غير المبررة تعكس تصاعدًا خطيرًا لخطاب الكراهية والتمييز العنصري.
وفي هذا السياق، ننتقد بشدة تراخي الحكومة التركية في أداء دورها الحاسم في حماية اللاجئين وضمان حقوقهم الأساسية. إن التزامات تركيا بموجب القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان تتطلب منها اتخاذ إجراءات فعالة وفورية لحماية اللاجئين من العنف والاضطهاد، وتوفير الحماية القانونية لهم، وضمان محاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.
كما ندعو الحكومة التركية إلى:
1. تعزيز التدابير الأمنية لحماية اللاجئين في جميع أنحاء البلاد.
2. ضمان التحقيق الفوري والشفاف في جميع الحوادث التي يتعرض فيها اللاجئون للعنف، وتقديم الجناة للعدالة.
3. توفير الدعم الكامل والتعويض المناسب للضحايا وأسرهم عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة هذه الهجمات.
4. تعزيز الوعي المجتمعي بمكافحة خطاب الكراهية والتمييز ضد اللاجئين من خلال حملات توعية واسعة النطاق.
نؤكد أن حماية حقوق اللاجئين هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا دوليًا ومحليًا فعالًا. وندعو جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، إلى المساهمة في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع التركي.
نؤكد التزامنا بمواصلة رصد وتوثيق هذه الانتهاكات، ونبدي استعدادنا لتقديم الدعم القانوني والنفسي اللازم للضحايا، والعمل على إيصال أصواتهم إلى المنابر الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان.
