في حادثة مأساوية تكشف عن الظروف الصعبة التي يواجهها المدنيون في سوريا، تم الإفراج عن المهندس شيخو حاج أحمد زادة، الملقب بـ”أبو جميل”، البالغ من العمر 58 عامًا، من أهالي قرية زيتوناك في ناحية شران. وذلك يوم الثلاثاء الموافق 17 يناير 2024، بعد أن دفع ذووه فدية مالية قدرها 20 ألف دولار أمريكي لعناصر الجيش الوطني السوري، التابعة لميليشيا السلطان مراد بقيادة العراب إدريس وعناصر آخرين من لواء المعتصم.
التفاصيل المؤلمة تظهر أنّ الميليشيا قد بدأت بالمطالبة بفدية كبيرة، وصلت إلى 70 ألف دولار أمريكي في البداية، وهو مبلغ ضخم يفوق قدرة العائلة على توفيره. يذكر أنّ المهندس شيخو حاج أحمد زادة كان قد خُطف بتاريخ 29 سبتمبر 2023، على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، لاحقًا تبيّن أنّها تتبع للجيش الوطني السوري، تحديداً ميليشيا السلطان مراد ولواء المعتصم. خلال هذه العملية، تعرض المهندس للضرب والتعذيب بشكل وحشي. وسبق أن اختطف شيخو من نفس المجموعة وأفرج عنه أيضاً بعد دفع فدية.
كما جرى أيضًا الإفراج عن عضو المجلس المحلي لبلدة شران، المواطن شيخ سعيد شيخ زادة. الأخير كان قد اختطف يوم الاثنين بتاريخ 18 ديسمبر 2023 من مدينة عفرين، دون توضح الأسباب وراء اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة. هذه الحالة تعكس التفاقم المستمر للحالة الأمنية في المناطق المتنازع عليها. والإفراج تم بعد أن دفعت عائلته فدية مالية لأحد السماسرة المرتبطين بميليشيا الجيش الوطني وهي الجهة الخاطفة.
وفي مأساة أخرى، اقتحمت ميليشيا الجيش الوطني، قرية كوليا فوقاني/ كوليه جورين، التابعة لناحية راجو في ريف عفرين. خلال هذا الهجوم، تم تفتيش عدة منازل، واعتقال الفتاتين حنيفة سليمان سليمان (20 عامًا) وزينب سليمان سليمان (21 عامًا)، ونقلهما إلى جهة مجهولة.
يُشار أنّ هاتين الشقيقتين كانتا قد تعرضتا للاعتقال بعد احتلال منطقة عفرين في عام 2018 من قبل ميليشيا فرقة “الحمزات”. وكانت عائلتهما قد دفعت فدية قدرها 11 ألف دولار آنذاك للإفراج عنهما.
تبقى هذه الأحداث هي مثال حي على معاناة المدنيين في المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا وميليشياتها، حيث يظهر التأثير الكبير للتورط العسكري و الاعتقالات القسرية على حياة الأفراد العاديين.