تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات الاعتقال وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها (الجيش الوطني، هيئة تحرير الشام) تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية أكتوبر 2023 اعتقال أكثر من (48 مواطنا)، فيما ارتفع عدد الذين تم اعتقالهم منذ بداية العام الحالي 2023 لأكثر من (385) حالة اعتقال، فيما بلغ عدد المعتقلين خلال عام 2022 أكثر من (720) حالة اعتقال وهم من المعتقلين الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين، وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10380 شخصاً / القتلى 2096 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9200 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 7090 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 182 شخصاً، كما وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 573 سورياً، بينهم (104 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 30 اكتوبر 2023 وأصيب برصاص الجندرما 3075 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.
وتمكن فريق مركز التوثيق من رصد هذه الحالات خلال الساعات الـ 48 الأخيرة:
-
في بلدة قطمة في ريف عفرين اقتحم حوالي 15 مسلحاً من ميليشيا الجيش الوطني (الشرطة العسكرية) منزل المواطن الكردي “محمد درويش رشو” البالغ من العمر 47 عاماً وقاموا بالاعتداء عليه بطريقة وحشية، والاعتداء على زوجته وأطفاله وحينما حاولت والدته المسنة “فاطمة” الدفاع عنه تم ضربها حتى أغمي عليها، لاحقا تم اسعافها للمشفى في حالة خطيرة بعد أن نزفت كمية كبيرة من الدم.
-
في قرية شيخوتكا في ناحية معبطلي في ريف عفرين اعتدى عناصر من ميليشيا الجيش الوطني (جيش النخبة) على المواطن “محمود محمد سيدو” البالغ من العمر 39 عاماً كما اعتدوا على والده المسن “يوسف سيدو” 67 عاماً لمطالبتهم بدفع ثمن مواد غذائية كانوا قد اشتروها من محلهم التجاري.
-
اعتدى عنصران من ميليشيا الجيش الوطني بطريقة وحشية على الشاب “سلام بلال” البالغ من العمر 23 عاماً عند دوار نوروز في مدينة عفرين، تم ضربه بأخمص البندقية بحجة عدم إعطائه طريق العبور لسيارتهم، تم سجنه مدة ثلاثة أيام وتعذيبه لذات السبب.
-
فرضت ميليشيا الجيش الوطني (سليمان شاه/ العمشات، السلطان مراد)رسوم إضافية مقدراها 7 % على المزارعين الكرد في بلدة معبطلي على محصول الزيتون، حيث يتم اقتطاع الإتاوة في معصرة الزيتون التي تم إلزام المزارعين بنقل محصولهم إليها. كم تم ابلاغ مزارعي القرى مروانية وآشكا غربي وسناره وهيكجة وأنقلة والقرى الأخرى الخاضعة لسيطرة الفصيل، بفرض 3 دولارات إضافية على كل شجرة في المناطق الجبلية، و20 دولار للأشجار السهلية بغض النظر عن حملها للثمار أم لا، كما وضعوا أمام كل معصرة عدة براميل بغرض سلب الزيت من السكان الأصليين الكُرد تحت مسمى ” الزكاة “. محمد الجاسم أبو عمشة كلف أخوه “سيف الجاسم” بمهمة الاستيلاء على محصول الزيتون للمزارعين.
العمشات فرضوا كذلك ليرتين تركيتين على كل شجرة زيتون للمزارعين في قريتي كوكان فوقاني وكوكان تحتاني في ناحية معبطلي. -
ميليشيا السلطان مراد (الجيش الوطني) ضاعفت الرسوم على مزارعي ناحية بلبل وتم الزامهم بدفع “8”دولار عن كل شجرة مثمرة، إضافة إلى نسبة تقدر 35 ٪ من محصول الزيت، لقاء السماح لهم بجني الثمار.
-
ميليشيا صقور الشام أرسلت كتيبة من عناصرها (برفقة آليات ثقيلة وجرارات زراعية) لقطع الأشجار الغابية والأحراش المنتشرة شرقي قرية عمر سمو بناحية شران في عفرين. تقدر المساحة التي يتم قطع أشجارها بحوالي 7 هكتارات.
-
قام مستوطنون في مدينة عفرين ترافقهم كتيبة مسلحة من ميليشيا الجيش الوطني(السلطان مراد) بقطع ما يقارب 25 شجرة زيتون في قرية ترندة تعود ملكيتها إلى الشقيقين ” محمد عبدو علي ، نوري عبدو علي ” بغرض بيعها حطباً.
-
سرق عناصر من ميليشيا الجيش الوطني (أحرار الشام) مبلغ 500 دولار وثلاثة آلاف ليرة تركية، وكيسين “جوالين” زيتون و4 صفائح زيت الزيتون من منزل المواطن حجي علي محمد من أهالي ناحية جندريسه بعد اقتحامه وتهديده بالقتل إن قام برفع شكوى ضدهم.
-
في بلدة أخترين أصيب 3 أشخاص بجروح بينهم طفل مع تجدد الاشتباكات المسلحة بين جماعات مسلحة متخاصمة في ميليشيا الجيش الوطني.
-
في بلدة سجو أصيب مواطن في تجدد الاشتباكات بين ميليشيا الجيش الوطني، حيث تنتشر مقراتهم وسط الأحياء السكنية.
-
في مدينة اعزاز أصيب مدني في مواجهات مسلحة اندلعت بين ميليشيا الجيش الوطني، وامتدت الاشتباكات لحدود معبر باب السلامة.