صعدت كل من تركيا وروسيا من هجماتها التي تستهدف المدن والبلدات السورية في مناطق خاضعة لاتفاقيات وقف التصعيد .
وأسفر الهجمات التي تشنها تركيا وروسيا منذ الخامس من أكتوبر الجاري، واستهداف مدنيين والبنية التحتية بالإضافة إلى مقرات عسكرية، عن مقتل العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وثق مركز توثيق الانتهاكات مقتل 53 شخصا، بينهم طفلان وسيدة في الفترة ما بين 5- 12 تشرين الأول الجاري، على يد “تركيا” خلال هجمات “غير مشروعة” على شمال شرق سوريا.
وفي الفترة مابين 5 – 13 تشرين الاول الجاري أحص المركز ما لا يقل عن 83 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، من أصل 194 هجوما استهدفت فيه تركيا محطات الطاقة والوقود والمشافي ومخازن الحبوب والسدود والأحياء السكنية وتجمعات/مخيمات المهجرين قسرياً.
كما تم توثيق مقتل 43 مدنيا، بينهم 11 طفلاً و8 سيدات و3 من العاملين في المجال الإنساني، خلال هجمات روسية – سورية على شمال غرب سوريا.
وأحص المركز ما لا يقل عن 47 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية شمال غرب سوريا، كانت 38 منها في إدلب، و7 في حلب و2 في محافظة إدلب.
ويأتي التصعيد الجديد وسقوط ضحايا مدنيين على الرغم من أنّ هذه المدن والبلدات المستهدفة واقعة مناطق وقف التصعيد بموجب اتفاق تركي – أمريكي وتركي – روسي ولم تبدي تركيا أي رد فعل لوقف الهجمات.
وتُظهر هذه الحوادث المأساوية ضرورة العمل الجاد والعاجل لوقف التصعيد العسكري وإنهاء النزاع في المنطقة وفشل الاتفاقات الثنائية التي عقدتها تركيا مع روسيا وتركيا مع الولايات المتحدة في وقف التصعيد.
تتسبب هذه الهجمات المستمرة في خسائر بشرية جسيمة وتؤثر بشكل كبير على حياة المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال الذين يكونون الضحية الأكبر لهذه الأحداث العنيفة.
يجب على المجتمع الدولي والأطراف النافذة العمل بتضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام للصراع السوري. ينبغي أن تتولى المنظمات الإنسانية والدولية دوراً فعالاً في تقديم المساعدات الإنسانية والدعم للمتضررين والنازحين جراء هذه الأعمال العدائية.
كما يجب على جميع الأطراف المتنازعة أن تحترم القانون الدولي الإنساني وتلتزم بوقف الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية، وضمان حماية المدنيين وتوفير الظروف الملائمة لإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المصابين.
نحن نشهد تداعيات كارثية لهذا الصراع المستمر منذ سنوات، ومن الضروري أن يكون هناك العزم الدولي على وقف هذه الأعمال العنيفة والسعي لإحلال السلام والاستقرار في سوريا.