يندد الرئيس التركي رجب أردوغان، بقطع إسرائيل الماء والكهرباء على قطاع غزة، معتبراً أن أي حرب تعتمد على ضرب البنية التحتية ودور العبادة والمدارس تسمى مجازر.
ويطالب أردوغان بتجنب القرارات التي تهدف إلى عقاب جماعي للشعب الفلسطيني، مثل قطع المساعدات الإنسانية، قائلاً إن إسرائيل يجب ألا تنسى أنها إذا تصرفت مثل تنظيم وليس كدولة فإنها ستُعامل في النهاية كتنظيم، مشيراً إلى أنه لا يمكن للعالم أن يتحمل استمرار المأساة الإنسانية في المنطقة.
لكن بالمقابل فإن أردوغان يعترف ويتباهى بعد لحظات من خطاب التنديد المذكور بأنّ قواته تدمرت عشرات الأهداف في سوريا وتقتل المدنيين في الهجمات المستمرة على منطقة شرق الفرات (شمال شرق سوريا) حيث تتقصد قواته استهداف البنية التحتية من المشافي ومخازن الحبوب و الطاقة والمياه.
هذا ويستمر القصف التركي على المدن والقرى والبلدات السورية. وتستهدف تركيا البنية التحتية للمنطقة والمباني السكنية ما يجبر المدنيين على الفرار إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان.
الهجمات التركية المتواصلة عبر الطائرات الحربية والمسيرة والقصف الصاروخي وبالمدفعية تستهدف البنية التحتية والأحياء السكنية في شمال وشرق سوريا.
أردوغان وغزة:
تحدث أردوغان في خطابه عن قيام اسرائيل بقطع الكهرباء والمياه عن غزة في وقت ماتزال قواته تواصل استهداف وتدمير محطات الكهرباء والمياه شمال شرق سوريا.
كما أنّ الرئيس التركي تحدث عن استهداف مشافي غزة في وقت دمرت فيه قواته مشفيين في شمال شرق سوريا حتى الآن وقصفت قواته صوامع الحبوب واستهدفت حقول ومحطات النفط وقتلت العشرات من المواطنين بما فيهم النساء والاطفال وكبار السن.
ودمرت أكثر من 194 منشأة من البنية التحتية المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا (منطقة الإدارة الذاتية) في الهجمات التركية المتواصلة.
الهجمات التركية أدت لدمار محطات رئيسية للتزويد بالطاقة الكهربائية، والمزود العام للطاقة الكهربائية في الحسكة، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مليوني نسمة والمرافق العامة والمرافق الخدمية والصحية، وخاصة المشافي والأفران ومحطات ضخ المياه.
في مدينة الحسكة دمرت الهجمات التركية محطة السد الغربي، وهي المحطة التي تزود عدّة أحياء ضمن مدينة الحسكة بالتيار الكهربائي كحي الناصرة والكلاسة وعمران والشريعة والنشوة الشرقية والغربية، بالإضافة إلى القرى الواقعة على طريق الحسكة ـ تل تمر وصولاً إلى ناحية جبل كزوانه. كما استهدف خط السد الشرقي الذي يزود ريف الحسكة الشمالي بالتيار الكهربائي.
في مدينة القامشلي دمر القصف التركي محطة تحويل الكهرباء شمالي المدينة، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكلٍ كامل، وعلى إثر ذلك انقطع التيار الكهرباء عن نصف مدينة قامشلو، ومزود المرافق الحيوية التالية: “صوامع المدينة، مطحنة القمح والبريد والفرن الآلي المركزي، والمشرحة، ومشفى القلب والعين، ومشفى جيان، ومشفى الأطراف الصناعية، والمشافي الخاصة، والعشرات من المؤسسات الخدمية والحيوية كمحطات الوقود ومحطات ضخ المياه التي تغذي المدينة”.
في عامودا دمر القصف التركي محطة تحويل الكهرباء، التي تغذي كامل الناحية وخطوط القرى الثلاثة التابعة لها بالتيار لكهربائي.
وفي الدرباسية دمر القصف التركي محطة الكهرباء، التي تتغذى من محطة قامشلو الشمالية. وبذلك انقطع التيار الكهربائي عن الناحية والقرى التابعة لها والخط الذي يغذي محطة مياه علوك التي تزود مدينة الحسكة بالمياه.
وفي القحطانية (تربه سبيه) دمر القصف التركي محطة الكهرباء، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن كامل المدينة والبلدات والقرى التابعة لها والبالغة تعدادها 250 قرية.
كما تسبب القصف التركي على محطة السويدية المنتجة للغاز في خروجها عن الخدمة حيث دمرت عنفتان من العنفات الـ 4 الكهربائية، احترقت العنفة الثانية بشكل كامل وتضررت الثالثة والرابعة أيضاً، أما الأولى فكانت خارجة عن الخدمة نتيجة قصف الدولة التركية على المنشأة في 23 تشرين الأول عام 2022.
باستهداف منشأة السويدية، خرجت محطة تزويد الكهرباء في مدينة ديرك ومنطقة كوجرات وتل كوجر وتل حميس وتل براك أيضاً عن الخدمة، وبذلك انقطع التيار الكهربائي عن معظم مناطق إقليم الجزيرة.
وتعد منشأة الغاز في السويدية (تنتج قرابة 13 ألف أسطوانة غاز يومياً) أهم المنشآت الحيوية، وهي الوحيدة التي تغذّي شمال وشرق سوريا بالغاز المنزلي، والمحطة المسؤولة عن تزويد العنفات الـ 4 المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية في القامشلي والحسكة.
وتولد منشأة السويدية مع محطات التزويد الأخرى 130 ميغا واط من الكهرباء لإقليم الجزيرة، إلا أنّ هذه الكمية انخفضت إلى 40 ميغا واط، بعد الهجوم التركي الجوي الذي استهدف المحطة في 23 تشرين الثاني 2022.
كما أدى القصف التركي على 4 محطات نفطية وغاز (محطة عودة، والزاربة، وسعيدة والعليان الأولى) في ريف الحسكة لخروجهم عن الخدمة.
كما خرج مشفيين عن الخدمة ودمرا بشكل كامل نتيجة القصف التركي (مشفى كوفيد في قرية كري فرا التابعة لمدينة ديرك في محافظة الحسكة ومشفى إيكور في كوباني).
وقدرت الأضرار الأولية التي ألحقت بمحطات التحويل الـ 4 التي قُصفت تقدر بأكثر من 6 مليون دولار، أما الأضرار التي ألحقت بمنشأة السويدية الحيوية فتقدر بأكثر من 50 مليون دولار، فيما تتجاوز الخسائر الكلية 100 مليون دولار.