تفاقمت الحالة المأساوية لأربع عائلات سورية في إقليم كردستان العراق، عالقين بين منطقتي السليمانية وهولير. القيود الأمنية تعيق دخولهم إلى هولير، أو عودتهم إلى السليمانية ليقضوا عدة أيام وهم يبيتون في العراء حتى تمكنوا من الوصول لمنطقة تقع بين قريتي قريتي كوية وديكلي بمساعدة أهالي المنطقة الذين قدموا لهم الطعام والماء والأغطية وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية وسلطات إقليم كردستان والعراق.
وكانت هذه العوائل المؤلفة من 24 فرداً بينهم نساء وأطفال قد نزحوا من مدينة عفرين السورية باتجاه الأراضي التركية في شباط 2018 عقب الهجوم التركي وقصف منازلهم، وبعد الزلزال الذي ضرب تركيا ودمار مساكنهم نزحوا باتجاه إيران وبعدها قرروا التوجه إلى العراق.
السلطات في إقليم كردستان نقلت هذه العوائل بداية إلى مخيم “باريكا” للاجئين السوريين الواقع في مدينة السليمانية، ثم أجبرتهم على ركوب حافلة لنقلهم إلى مخيم “بردرش” في مدينة هولير. إلا أن الأجهزة الأمنية رفضت عبور الحافلة باتجاه هولير فتم القاءهم هؤلاء اللاجئين في منطقة غير آمنة تفصل بين مدينتي السليمانية وهولير. ورغم محاولة الأهالي العودة إلى السليمانية إلا أن الحواجز الأمنية التابعة لحزب الاتحاد الوطني رفضت السماح لهم بالعودة، كما أن الحواجز الأمنية التابعة لسلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني رفضت كذلك السماح لهم بالتوجه إلى هولير كما رفضوا تقديم أية مساعدات غذائية أو طبية للاجئين رغم وجود طفلة رضيعة من بين العوائل المحاصرة، ووجود فتاة صغيرة مريضة تتطلب حالاتها دخول المشفى لتلقي العلاج.
ويقول نوري رشيد وهو من بين العوائل المحتجزة”طلبوا منا ركوب باص وقالوا أنّنا يجب أن نتجه إلى هولير، ليتم وضعنا في “مخيم برد رش”، لكن سائق الباص أنزلنا في منطقة خالية، بين السليمانية وهولير، بعدما رفض الحاجز العسكري الذي يفصل المدينتين من عبورنا وهو خاضع لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني عبورنا”.
يضف “بعد ساعات من المشي عدة كيلو مترات ومعنا اطفال ونساء استقرينا في مسجد بين قريتي كوية وديكلي”
يضيف ” لم يقدم أحد لنا شيء، يبيت أطفالنا بدون حليب وبطانيات في البداية لكن لاحقا استجاب الأهالي لندائتنا وساعدونا بالأغطية وبعض المواد الغذائية…”.
عادل محمود يقول أيضاً: “لدينا أطفال صغار يعانون من نقص في الطعام، ونحن محاصرون هنا دون مساعدة تصلنا.”
وتطلب مولودة سليمان المساعدة بشدة، حيث تقول إنّ ابنتها سافا مريضة وتحتاج إلى علاج عاجل في المشفى.