قائد ميليشيا سورية مسلحة حاصل على اللجوء في سويسرا انتقل للعيش في عفرين … يريد العودة لسويسرا

رافقت عودة “عبد الجبار أوسو”، المعروف باسم أبو ثابت الذي كان يقود ميليشيا “سيوف الشهباء” ويقاتل لجانب تنظيم الدولة الإسلامية \ داعش في ريف حلب إلى سوريا مع عائلته المؤلفة من زوجته و(5 أطفال) الكثير من الدعم الإعلامي لا سيما وأنّ الثابت على عكس العادة قرر مغادرة البلد الذي منحه حق اللجوء (سويسرا) والعودة إلى مدينة عفرين الكردية السورية، الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية والتي تشهد اضطرابات أمنية وفوضى وفساداّ كبيراّ.

بحسب تصريحات نسبتها له الوسائل الإعلامية التي رافقت “أبو ثابت” وغطت بشكل جيد عودته أنّه لم يستطع التأقلم مع العيش في سويسرا، فقرّر العودة إلى مناطق شمال غربي سوريا، ومع أنّ قرار العودة اتخذ بعد تفكير دام لأشهر، إلا أنّ مشاعر الندم سيطرت على الأسرة بعدما اصطدمت بالواقع.

قرّر الشاب عبد الجبار أوسو الملقب “أبو ثابت” الهجرة برفقة أسرته (5 أطفال) من محافظة حلب إلى سويسرا، عام 2017، رغم كونه أحد القياديين في الجيش السوري الحر، ومؤسس كتيبة “سيوف الشهباء” في مدينة حلب.

ينحدر أوسو من بلدة حيّان شمالي حلب، ويقول في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إنّه شارك في الثورة منذ انطلاقتها، وأسّس “تنسيقية حيان”، ثم شكّل كتيبة “سيوف الشهباء” في مدينة حلب، وكان عضواً مؤسساً في المجلس العسكري الثوري لحلب وريفها.

ويضيف أنّ فكرة الهجرة كان مستبعدة بالنسبة له، مردفاً: “لكن مع بداية عام 2016 بدأت تتغير الأفكار، إذ بدأت عملية سلب القرار من الفصائل وقادتها، ليصبحوا مجرد أحجار شطرنج، مع سوء الواقع المعيشي، وتصدر أراذل الخلق للمشهد”، بحسب وصفه.

ووصل “أبو ثابت” وأسرته إلى سويسرا، إلا أنّه لم يستطع العيش بسعادة أو يتأقلم مع الواقع رغم أنّ كل شي كان متوفرا هناك.

عادت عائلة “أبو ثابت” إلى الأراضي السورية عبر تركيا، في 4 آب 2022، وقضت بعض الوقت في مدينة اعزاز شمالي حلب، ثم قرّرت الاستقرار في مدينة عفرين المجاورة.

عن مسبّبات العودة، يقول أوسو: “في سويسرا لم أشعر أنني صاحب كيان، شعرت أنني أرعى أولادي من أجل الدولة التي يعيشون فيها فقط، وأنني أعيش على الهامش، فلا حياة اجتماعية هناك، على العكس، كنت كئيباً طوال الفترة، وربما أنا حالة استثنائية فالأمر لا ينطبق على جميع المهاجرين”.

ويضيف: “دخلت في حالة نفسية صعبة، فقد حمّلت نفسي مسؤولية ما يحصل في سوريا، خاصة عندما أرى مشاهد القصف والدمار ومعاناة الأطفال في المخيمات”.

ولا ينكر “أوسو” أنّه عانى كثيراً قبل اتخاذ قرار العودة، لكنه حسم أمره في نهاية المطاف، إذ وصلت أسرته إلى تركيا عبر “الفيزا السياحية”، ثم دخلت الأراضي السورية عبر طرق التهريب.

بعد نحو عام من العيش في شمالي سوريا، يؤكد “أوسو” أنّه نادم على قرار العودة من سويسرا، ويعتزم إعادة أسرته إلى هناك، بعد أن صُدم بالواقع، وأنّ الأسباب التي دفعته إلى الهجرة قبل سنوات ماتزال قائمة.

وتابع: “عانينا من الفوضى وعدم الاستقرار، وضعف التعليم، مع شح فرص العمل، وصرف معظم الأموال التي كنت قد جمعتها خلال عملي في سويسرا”.

وأشار “أبو ثابت” إلى أنّه بعد عودته إلى سوريا عُرض عليه الانضمام إلى عدة فصائل عسكرية، وشغل مناصب قيادية فيها، إلا أنّه رفض.

ويحاول “أبو ثابت” الآن إرسال أسرته إلى سويسرا، ثم يلحق بهم عبر “لم الشمل”، على اعتبار أنّ إقامتهم في سويسرا ماتزال سارية، وهناك تواصل مع السفارة السويسرية في تركيا لتقديم التسهيلات، إلا أنّ العقبة تكمن في طريقة العبور من شمالي سوريا إلى تركيا، والتي غالباً ما ستكون عبر طرق التهريب الخطرة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك