مقتل شاب من القنيطرة إثر تعرضه للتعذيب على يد الجندرما التركية

فارق شاب من محافظة القنيطرة حياته، متأثرا بجروح نتيجة إصابة سابقة تعرض لها نتيجة تعرضه للتعذيب والضرب الوحشي على يد عناصر حرس الحدود التركي “الجندرما” عند الحدود السورية – التركية من جهة ريف رأس العين شمال الحسكة، حيث تعرض لغيبوبة وكسور أودت بحياته بعد فشل الاطباء في انقاذ حياته.

في 23 آب الجاري قُتل شابان سوريان أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية بحثا عن ملاذ آمن هاربين من الحرب المستمرة منذ 12 عاماً.

الضحية الأولى اسمه إبراهيم عمر الفحل يبلغ 22 عاماً ينحدر من بلدة كفردريان في محافظة إدلب قُتل فجر يوم الأربعاء، إثر استهدافه برصاص عناصر حرس الحدود التركي أثناء محاولته الدخول للأراضي التركية من منطقة الكفير على الشريط الحدودي مع تركيا.

الآخر يدعى حسن الخليل فراس يبلغ 30 عاماً توفي متأثرا بعدة إصابات بعد أن هجم عليه كلب أطلقه الجندرما التركية قرب الحدود في منطقة تل أبيض في ريف محافظة الرقة.

هذا وصعدت قوات حرس الحدود التركية التي تعرف باسم الجندرما من اعتداءاتها وهجماتها التي تستهدف المهاجرين السوريين على الحدود والسوريين سكان القرى الحدودية على حد سواء، وتجاوز عدد الذين قتلتهم وإصابتهم منذ بداية العام الجاري 125 مهاجراً بينهم أطفال ونساء.

بتاريخ 20 آب الجاري انتشل الأهالي جثة لشاب سوري قتل برصاص الجندرما التركية في قرية شمارين في ريف حلب أثناء بحثه عن ملاذ آمن هربا من الحرب السورية.

كما تعرض لاجئون آخرون للضرب والاعتداء من الجندرما بعد تجاوزهم الحدود ودخولهم الأراضي التركية.

في 19 آب أصيب 3 أشخاص من مدينة الحسكة بجراح متفاوتة، جراء استهدافهم بالرصاص من قبل “الجندرما”، أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية- التركية عبر طريق التهريب من جهة قرية العزيزية في ريف رأس العين غربي الحسكة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وفي 15 آب الجاري قتلت قوات الجندرما التركية الشاب القاصر علوش بسام العلي الحسين المداد وهو من أبناء مدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي ويبلغ (16) عاماً كان يحاول دخول الأراضي التركية، بالقرب من بلدة راس العين بمنطقة علوك. حيث تم استهدافه برصاصات قناص أصبته وأدت لوفاته على الفور.

وبذات التاريخ تعرض لاجئان سوريا للاعتداء والضرب المبرح على يد حرس الحدود التركي، حيث تم جلدهم بطريقة مروعة خلفت آثار على جسديهما.

وننشر صورا لشابين تظهر عليهم علامات الضرب الشديدة على جميع أنحاء جسديهما، حيث اعتدت الجندرما التركية عليهم بشدة بعد اعتقالهم أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية – السورية قرب بلدة رأس العين في محافظة الحسكة.

وفي الـ 11 من آب الجاري توفي الشاب محمود إسماعيل المحيسن من أبناء مدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي متأثراً بإصـابته برصاص الجندرما التركية عند الحدود السورية – التركية قبل شهرين. حيث كان يحاول عبور الحدود قرب بلدة رأس العين الحدودية ليتم استهداف برصاصة من قبل قناصة أتراك استقرت في في عنقه. حيث فشلت جهود إنقاذه التي استمرت شهرين.

في 7 آب الجاري أصيب شاب وسيدة، جراء استهدافهما من قبل عناصر حرس الحدود التركية “الجندرما”، أثناء محاولتهما اجتياز الحدود التركية السورية، عبر طرق التهريب، من جهة بلدة تل حلف في ريف رأس العين/ سري كانيية. كما أصيب 3 أشخاص بجروح متفاوتة، جراء استهدافهم بالرصاص، من قبل عناصر “الجندرما”، أثناء محاولتهم اجتياز الحدود السورية التركية من جهة خربة الجوز في ريف إدلب الغربي.

وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 567 سورياً، بينهم (104 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 25 آب 2023 وأصيب برصاص الجندرما 3059 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.

ومنذ بداية العام الجاري (2023)، قتلت الجندرما التركية 24 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 104 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.

وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 47 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصابت 907 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين، أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.

وتتكرر حالات استهداف “الجندرما” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.

كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهراً وجوعاً.

على تركيا أن تلغي فورا سياسية استخدام القوة القاتلة ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، بما في ذلك استهدافهم بالأسلحة المتفجرة وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة والاعتداء عليهم وضربهم بوحشية. ينبغي للحكومة التحقيق مع أفراد الأمن والجندرما المسؤولين عن أعمال القتل والإصابات غير القانونية والتعذيب على الحدود السورية.

ينبغي للحكومات المعنية لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وجامعة الدول العربية دعوة تركيا علنا إلى إنهاء أي سياسة من هذا القبيل والضغط من أجل المساءلة. في غضون ذلك، ينبغي للحكومات المعنية فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك الضالعين بشكل موثوق في الانتهاكات الجارية على الحدود.

ينبغي فتح تحقيق مدعوم من “الأمم المتحدة” لتقييم الانتهاكات ضد المهاجرين وما إذا كانت أعمال القتل ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية. لا سيما وأنّ حراس الحدود التركي (الجندرما) واثقين ويعرفون أنّهم يستهدفون المدنيين العزل برصاصات قاتلة.


-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك