تواصل تركيا قـطع المياه عن محافظة الحسكة من خلال توقيف محطة أبار علوك بريف رأس العين شمالي الحسكة عن العمل والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها.
انقـطاع المياه يتزامن مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة وفي أسعار طرود المياه المعدنية (12000 ل.س للطرد الوحد) وخزانات المياه من قبل الصهاريج الخاصة (خزان 5 براميل بسعر 20 ألف ل.س) وانعدام التيار الكهربائي.
“نستجدي شربة ماء”، بهذه العبارة استنجدت النساء في الحسكة لإنهاء أزمة انقطاع المياه، اللواتي من أكثر الفئات المجتمعية تأثراً بانقطاعها.
وتتعالى أصوات النساء والرجال والأطفال في أحياء مدينة الحسكة في ساعات الصباح الأولى، أثناء قيامهم بنقل المياه من الخزانات الموجودة في الخارج إلى المنزل.
وباتت تركيا متحكمة في مياه محطة علوك منذ أن احتلت بلدة رأس العين في تشرين الأول 2018، وقامت بقطعها أكثر من 40 مرة، ليعيش أكثر من مليون ونصف المليون نسمة في مدينة الحسكة وقراها، دون مياه شرب.
تجلس المواطنة وضحة شهاب البالغة من العمر ستون عاماً، أمام خزان المياه الموجود بالقرب من منزلها بحي المشيرفة، وتقول: “نعاني من قلة المياه منذ عدة أعوام، لكن المشكلة تزداد أكثر في فصل الصيف، لاستخداماتها المتعددة في الغسل والتكييف”.
وبينت أنّ أعداد الصهاريج كبيرة، ولكنها غالية الثمن لذلك “لا نستطيع تعبئة المياه منها”، وتابعت على هذا النحو: “كما يتحجج أصحاب الصهاريج بأنّ حارتنا قديمة ويصعب الوصول إليها، وهذا ما يضطرنا لنقل المياه عبر جالونات (قارورات) كبيرة وثقيلة من الخزانات”.
وتقوم وضحة بنقل المياه أكثر من خمس مرات عبر جالونات، الأمر الذي يثقل كاهلها، مشيرة إلى أنّ المياه التي تنقلها إلى المنزل “لا تكفينا لقضاء الحاجات المنزلية الأساسية فيما يخص التنظيف والمأكل والمشرب”.
تنتقد وضحة المنظمات التي تدّعي الإنسانية والقوى الدولية، لعدم وضعها أي حد لانتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق الأهالي والمنطقة.
وقالت بعجز: “جفت صنابير منازلنا من المياه، إلى متى سنبقى على هذا الحال؟”.
بينما، تقف المواطنة عمشة كريس البالغة من العمر (67 عاماً) والتي تعاني من مرض القلب والسكري والضغط، في طابور منذ ساعات الصباح الباكر أمام إحدى خزانات المياه، من أجل تعبئة قارورة مياه لإحضار وجبة الفطور لعائلتها.
ولسان حالها يقول: “نستجدي شربة ماء، إننا ننقل المياه بشكل يومي ولمرات متتالية لسد حاجيات عائلتي من المياه، عبر عربة مقنطرة صنعناها من حديد على أيدينا”.