“الاستغلال الإنساني لأجل الدعوة إلى الإسلام: قصة مقززة في عفرين”..فيديو يوثق اضطهاد الإيزيديين

أظهر فيديو متداول اثنين من الأشخاص يدخلان الإسلام ويؤدون الصلاة في مسجد، بعد أن أجبرتهم ميليشيا موالية لتركيا على ذلك. وعلى الرغم من أنّ الملتحي الذي ظهر في الفيديو يحاول إيهام المشاهدين بأنّ الإسلام هو الحل الصحيح لحياتهم، فإنّ الحقيقة تتضمن أنّ هذا الفيديو يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان واستغلالًا للأوضاع الصعبة التي يعيشها الإيزيديون في عفرين.

ووفقاً للتقارير، فإنّ الشخصان اللذان أجبرتهما الميليشيا على الدخول في الإسلام، هما حيدر وعارف شيخو، وهما من أصل إيزيدي. وتم اعتقالهما من قبل ميليشيا الجيش الوطني بعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين، وتعرضا للضرب والإهانة ومصادرة منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم، ثم تم إجبارهم على الذهاب للجامع والصلاة فيه.

وعلاوة على ذلك، فإنّ الملتحي الذي ظهر في الفيديو هو أحمد زيوك، وهو عضو في الميليشيات السورية المدعومة من قبل تركيا، ويعيش على نهب وسرقة وإتاوات تفرضها هذه الميليشيات.

ومن المؤسف أنّ من يظهر في الفيديو يحاول تقديم الدعوة إلى الإسلام بطريقة غير صحيحة ويستغل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الإيزيديون في منطقة عفرين.

وتعليقا على الفيديو المتداول قالت الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا، سعاد حسو، أن عائلة عارف التي أجبرت اعلى اعتناق الإسلام، وتعرض افرادها لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات عقب التوغل التركي في عفرين بفترة وجيزة.

ونوهت أن جميع محتويات منازل العائلة سرقت وتم الاستيلاء على أملاكها في قرية قيبار.

الرئيس المشترك الأسبق لاتحاد الإيزيديين في إقليم عفرين، مصطفى نبو، قال: “الجرائم بحق جميع المكونات في عفرين مستمرة منذ اليوم الأول لاحتلالها في آذار عام 2018”.

ومضى نبو مشيراً إلى أسلمة المواطنيْن (حيدر عارف وشيخو عارف) تمت تحت التهديد، وتم إجبارهما على اعتناق الديانة الإسلامية.

موضحاً أن المواطنيْن اختطفا سابقامن قبل ميليشيا “أحرار الشام” وتعرضا لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات.

وسلط مصطفى نبو الضوء على جرائم وانتهاكات أخرى بحق الإيزيديين، بقوله: “تستمر جرائم الاحتلال التركي بحق الإيزيديين منذ احتلال عفرين، من خلال تغيير ديمغرافية قراهم عبر إنشاء المستوطنات وبناء المساجد فيها وإجبار أطفالهم على الخضوع للدورات الشرعية لزرع فكر التطرف والإرهاب في أذهانهم”.

أوضح نبو أنهم وثقوا تخريب وجرف 16 موقع ومزار ديني للإيزيديين في عفرين، اضافة لجريمة مقتل المواطن (عمر شمو) من أهالي قرية قيبار أيضاً، لأنه لم ينطق الشهادتين”.

تأكدت التقارير الواردة من منطقة عفرين بأنّ الإيزيديين الذين ظهروا في الفيديو تعرضوا للإجبار والتهديد للانتقال إلى الإسلام، وأنّ الفيديو تم تصويره بشكل مفبرك ومدبر تحت تهديد السلاح.

تدين الجمعيات الحقوقية العالمية بشدة مثل هذه الممارسات السافرة التي تمس بحقوق الإنسان وتتنافى مع مبادئ الديمقراطية وحرية المعتقد والتعبير.

يجب على السلطات المختصة التحقيق في هذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوق هؤلاء الأشخاص وتحقيق العدالة، كما يجب على المجتمع الدولي والجمعيات الحقوقية العمل على إيقاف مثل هذه الأعمال المشينة والحيلة التي تستهدف ترويج أجندات معينة والإضرار بالمجتمعات المحلية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك