توفي المواطن “مصطفى فيزو”، الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، متأثراً بجروحه البليغة التي أصيب بها جراء استهدافه بوابل من الرصاصات من قبل الجندرما التركية في قرية خربة الجوز الحدودية في ريف إدلب، حيث كان يعمل في أرضه الزراعية.
وأفادت عائلة الضحية، من خلال ابنه بلال فيزو، بأنّ والده كان بصحبته عندما تم استهدافهم بالرصاص، وكانوا يعملون في أرضهم، وأنّ سيارة الجندرما وصلت إلى المكان وبدأت في إطلاق النيران واستهدفت والده بشكل مباشر، مما تسبب في سقوطه على الأرض مصاباً بجروح بليغة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الأطباء في مشفى إدلب، إلا أنّهم فشلوا في إنقاذ حياة فيزو الذي تعرض لطلقتين من الرصاص
يأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من تظاهر “مصطفى فيزو”، مطالباً بوقف جرائم الجندرما التركية ضد المواطنين السوريين. حيث شارك في وقفة احتجاجية في مدينة عفرين، تندد بممارسات الجندرما التركية بالقتل والتعذيب الممنهج ضد اللاجئين السوريين.
وقد أثارت هذه الحادثة مخاوف السكان المحليين في المنطقة، حيث أنّ الهجمات الجندرما التركية على المدنيين السوريين تتزايد في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الصدد، دعت عدد من المنظمات الحقوقية إلى إجراء تحقيق فوري وشامل في الحادثة، وتحميل المسؤولية لمن يقف وراء هذه الجريمة، ومحاسبتهم على فعلتهم الجبانة.
يذكر أنّ القوات التركية قد دخلت شمال سوريا واحتلت عدة مدن بحجة محاربة الإرهاب، إلا أنّ الحقيقة تشير إلى أنّها تستخدم هذه الحجة لتحقيق مصالحها الخاصة، وتنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج في المنطقة. وهذا ما يتطلب تحركاً دولياً فورياً لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين العزل في سوريا.
حصيلة انتهاكات الجندرما:
ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 14 شخصاً منذ بداية العام الجاري (2023)، فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 73 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
وبتاريخ 12 آذار الجاري قتلت قوات حرس الحدود التركي (الجندرما) مهاجرين سوريين تمكنا من توثيق واحد منهم وهو «عبد الرازق القسطل» واعتدت على 6 أخرين بطريقة وحشية اثناء محاولة عبورهم إلى تركيا.
وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 46 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا خلال عام 2022، كما أصابت 901 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين، أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.
كما أنّ الجندرما قتلت 557 سورياً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 15 آذار 2023 وأصيب برصاص الجندرما 3003 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرما” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.
وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.
كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهرا وجوعا.
مقتل 4 مهاجرين سوريين … الجندرما التركية ظلت تضربهم بقضبان حديدة حتى الموت