يواصل مركز توثيق الانتهاكات السوري مشروع تدريب وإرشاد اللاجئين السوريين لكيفية تقديم الشكاوي ضد من كان له يد في الجرائم الإنسانية التي ارتكبت وترتكب في سوريا، خاصة من الذين يقيمون في أوروبا أيضاً وقدموا أنفسهم كلاجئين في محاولة منهم للهروب من العدالة.
وتم تنظيم لقاء استمر لثلاثة أيام في بروكسل (21 و 22 و 23 أبريل) حضره 23 مشاركاً من عدة دول.
يأتي هذا بعد استجابة العديد من المحاكم الأوروبية لقضايا رفعها سوريون ضد شخصيات شاركت في تعذيب وقتل الناس في بلدهم أثناء الحرب.
ونظم “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”، سلسلة لقاءات تدريبية مع اللاجئين السوريين في ألمانيا وفي فرنسا وفي بلجيكيا والسويد.
ويتم من خلال هذه اللقاءات إرشاد اللاجئين، إلى كيفية السعي لتحقيق العدالة للجرائم المرتكبة في سوريا أمام المحاكم العديدة في أوروبا.
كما تتضمن خطوات توضح كيفية تقديم الشكوى، وإجراءات التحقيق وعملية المحاكمة، وحقوق الضحايا والشهود.
وتوفر هكذا لقاءات فرص لإرشاد ومساعدة السوريين لاكتساب المعلومات الأساسية اللازمة لتقديم شكوى في بلجيكا ودول الاتحاد الأوربي الأخرى لقاء دعوى جزائية ضد الشخص الذي أرتكب الجريمة أو رفع دعوى مدنية للحصول على تعويض وتحقيق العدالة.
ومن شأن تنظيم سلسلة لقاءات من هذا النوع مع اللاجئين، أن تؤدي إلى مساعدة الضحايا السوريين الذين يعيشون في أوروبا، في كيفية السعي لتحقيق العدالة للجرائم المرتكبة في سوريا أمام المحاكم الوطنية في البلدان الأوربية.
ورغم وجود غالبية المتهمين داخل سوريا حالياً كونهم من الأطراف المتصارعة، إلا أنّه بالمقابل يوجد البعض منهم في البلدان الأوروبية ومنهم من قد قدَّم اللجوء كأي مواطن سوري هارب من الحرب، “وتم التعرف على بعضهم من قبل ضحاياهم في حوادث سابقة سواء ضباط في الجيش الحكومي أو تنظيم (داعش) أو من الفصائل المدعومة من تركيا أو غيرهم”.
وبدأت أول ورشات عمل لتدريب اللاجئين السوريين في السادس عشر من شباط/فبراير 2020، في ألمانيا وتبعتها ورشات في فرنسا وفي بلجيكيا وفي السويد على أن تستكمل في دول أخرى بغية تدريب أكبر قدر ممكن.
لا شك أنّ هدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي يعاني منها المدنيين المتضررين من النزاع في سوريا، “مهم وسيأتي بنتيجة ولو بعد حين”.
وتنشط العديد من المنظمات الحقوقية السورية في أوروبا وبالتحديد في ألمانيا في السنوات الأخيرة لرفع دعاوي قانونية ضد شخصيات مارست انتهاكات كبيرة ضد حقوق الإنسان وصلت إلى حد القتل والإخفاء والتعذيب حتى الموت.