تواصل قوات حرس الحدود التركية (قوات الجندرما) استخدام القوة المميتة في استهداف السوريين في المناطق الحدودية كما وتعتدي بطريقة توصف بالوحشية على الذين تقوم باعتقالهم ويتمكنون من النجاة من القناصين الأتراك.
آخر ضحايا الاعتداءات هو الطفل موسى مصطفى بكهنادي (16 عاماً)، الذي أصيب بطلق ناري في ساقه بعد أن تمّ استهدفه من قبل الجندرما التركية حيث كان برفقة خاله يعمل في أرضهم الزراعية في قرية بوبان غرب مدينة كوباني (ريف حلب).
ومن الاعتداءات الأخرى الموثقة ما أظهره مقطع فيديو (هنا) ل 8 عناصر من الجندرمة التركية؛ يعتدون بالضرب على 3 شبان سوريين وهم: إسماعيل حمدي العبد الله العجيلي وعمار السعيد وعلاء حسين العمر 20 عاماً من بلدة إعزاز ومحمد رامي رستم 24 عاماً من بلدة دارة عزة، ببواري الحديد تارة وتارة ركلهم بأرجلهم بطريقة وحشية حتى الموت حيث فارقوا الحياة لاحقا.
كما قتلت الجندرما شاب من أبناء العزيزية في الحسكة برصاص حرس الحدود التركي “الجندرما” بالقرب من قرية مختلة غربي رأس العين في ريف الحسكة.
وبتاريخ 10 فبراير قتلت الجندرما الشاب “اسماعيل حمدي العبدالله العجيلي” من مدينة اعزاز حيث قامت بضربه حتى الموت ببواري الحديد في منطقة دير صوان بريف حلب كما أصيب آخرون كانوا ضمن مجموعة تمكنوا من اجتياز الجدار الحدودي.
وفي 8 فبراير الجاري (2023) استهدفت الجندرما التركية الشاب باسل حسن قروط (25 عاماً) وقتلته برصاصة في الرأس أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركية من قرية قرموخ الحدودية في ريف كوباني الشرقي” في محافظة حلب.
والضحية باسل من أهالي قرية قرة قوزاق في ريف منبج الشرقي.
وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 9 أشخاص منذ بداية العام الجاري (2023)، فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 57 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
في الأول من كانون الثاني 2023 تم توثيق مقتل الشاب محمد علي الزغير برصاص الجندرما وهو من أبناء قرية التبني في ريف ديرالزور الغربي، أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية عبر مدينة رأس العين.
وفي 9 كانون الثاني قتلت الجندرما الشاب ريان سلوم وأصابت آخرين بالقرب من بلدة عزمارين شمال غرب إدلب.
وفي 14 كانون الثاني اجتازت قوات مدججة بالسلاح والمدرعات من (الجندرما) الحدود واتجهت نحو بلدة الراعي مستهدفة ثلاثة شبان سوريون من بلدة الراعي وقامت باستهدافهم بالرشاشات وقتل الشاب أحمد جعفر البالغ 20 عاماً فيما أصيب اثنان آخرين كانوا برفقته.
الجندرما التركية تقتل شاب سوري وتصيب آخرين بالرصاص شمالي حلب
وفي 23 كانون الثاني قتل الشاب ممدوح أحمد الموس برصاص الجندرما التركية عند محاولته العبور إلى تركيا في قرية العزيزية غرب بلدة رأس العين.
كما أصيبت سيدتان بجروح متفاوتة جراء الاعتداء بالضرب المبرح ركلاً وبالعصي عليهما من قبل الجندرما التركية، أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية نحو الأراضي التركية” شمال غربي الحسكة.
وتنشط حركة التهريب على الحدود مع تركيا تقوم بها فصائل “الجيش الوطني” ويجنون منها أموالاً طائلة وكثيراً ما يخدع المهربون المواطنين ويقعون ضحايا بين شهداء ومصابين ومعتقلين على يد “الجندرما” التركية وعناصر الفصائل للمطالبة بفدية لإطلاق سراحهم.
هذا وقتلت قوات حرس الحدود التركية 46 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا خلال عام 2022، كما أصابت 901 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر. فيما ارتفع عدد القتلى برصاص الجندرما منذ بداية 2023 إلى (9) وأصيب 57 آخرين.
كما أنّ الجندرما قتلت 552 سورياً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 12 شباط 2023 وأصيب برصاص الجندرما 2279 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.
وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.
كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهرا وجوعا.