تواصل القوات التركية تسيير دورياتها على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية “درع الفرات” ومدينة منبج، شمال سوريا.
وقالت الأركان التركية، في بيان، إنّه جرى تسيير الدورية المستقلة الـ63، في المنطقة المذكورة بالتنسيق مع القوات الأمريكية.
وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين (التركي والأمريكي) تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية “درع الفرات” بريف حلب الشمالي، ومنبج.
ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار “خارطة الطريق” التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج، في يونيو الماضي.
تأتي هذه الدوريات وسط تصاعد وتيرة التصريحات التركية التي تتوعد بالسيطرة على المدينة التي يعيش فيها قرابة مليون من سكانها بينهم حوالي 50 الف من النازحين من مناطق المعارضة والنظام.
في الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات التركية والسورية الحكومية لمناطق شرق الفرات السوري التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تقود حملة كبيرة لطرد “داعش” من جيوبه الأخيرة شرقي سوريا.
المتحدث باسم قوات مجلس منبج العسكري شرفان درويش، قلل من أهمية تصريحات المسؤولين الاتراك بشأن مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
هذا وكشف المبعوث الخاص لدى واشنطن في سوريا السفير جيمس جيفري في حوار نشر على موقع الخارجية الأمريكية بأنّ مصير خارطة طريق في منبج مع الأتراك والتي تم التفاوض عليها من قبل الوزير بومبيو ووزير الخارجية جاويش أوغلو في شهر يونيو الماضي يجري تنفيذها الآن.
وأكد المبعوث الأمريكي بأننا:” نريد أن نرى في منبج حالة من الأمن والاستقرار بين المكونات العربية والكردية” مضيفاً في الوقت نفسه بأنّ لدينا قوات في تركيا تتدرب مع القوات التركية للقيام بدوريات مشتركة حول منبج، حيث تتمحور مهمتها الأساسية في تأمين منطقة آمنة مع الأتراك بغرض بث الطمأنينة والهدوء المتبادل مع الجانب التركي كونها منطقة قريبة جداً من الحدود التركية.
وأضاف جيفري بأننا نسعى إلى توفير الراحة والأمن للسكان المحليين عبر هذه الاتفاقية، مؤكداً في ذات السياق بأن وحدات حماية الشعب عادت إلى الجانب الشرقي من نهر الفرات.
وفي سياق متصل، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد في حوار حول طاولة مستديرة نظمها وزارة الدفاع الأمريكية بأنهم يعتقدون قد حققوا إلى هذه اللحظة تأمين النطاق الأمني في منبج وذلك بتوجيه من الرئيس أردوغان والرئيس ترامب، قائلاً:” سنكون مستعدين قريباً للانتقال إلى تنفيذ البعد السياسي في الاتفاقية المذكورة حيال تدقيق هوية الأفراد الذين سوف يعملون في هذا القطاع”.
وكان درويش أكد في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “هذه التهديدات ليست جديدة علينا منذ تحرير مدينة منبج قبل أكثر من عامين من قبل مجلس منبج العسكري وبمساعدة التحالف الدولي ووحدات حماية الشعب الكردي الحليفة التي غادرتنا فيما بعد، نؤكد أنّ الحجج التي يروج لها الجانب التركي لوجود وحدات حماية الشعب الكردي لا أساس لها من الصحة”.
وتابع أنّ “كل القوات الموجودة في منبج تتبع لمجلس منبج العسكري وبالتنسيق مع التحالف الدولي، لذلك ما يروج له الجانب التركي هو البحث عن مبررات لتوسيع مناطق احتلالهم شمال سورية، ومدينة منبج هي مستقرة وآمنة على عكس المناطق التي تحتلها تركيا جرابلس الباب وعفرين وتعيش حالة من الفوضى بين الفصائل، إذا هل تريد تركيا توسيع مناطق الفوضى”.
وأكد درويش على أن مجلس منبج العسكري مطلع على خارطة الطريق التي تتحدث عنها تركيا “نعقد لقاءات متكررة مع التحالف وهدف الخارطة تأمين الأمن والاستقرار وتكوين دوريات على الخط الفاصل بيننا وبين مناطق درع الفرات ولن تكون داخل مدينة منبج”.
مُشدّداً على أنّ مجلس منبج العسكري سوف يدافع عن منبج في حال تعرّضت لهجوم من الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له “إن تطورت الأمور فإنّ قرارنا واضح لن نعتدي على أحد، وإن بدأ الجيش التركي بهجوم سوف ندافع عن شعبنا ونحن عند ثقتهم بنا، شاركنا التحالف الدولي في طرد تنظيم داعش، ولا زال التحالف ملتزما بأمن واستقرار مدينة منبج وتلقينا وعودا منهم، وقالوا بوضوح إنّهم ليسوا كروسيا التي تخلت عن عفرين”.
وحمّل المسؤول في مجلس منبج العسكري تركيا وفصائل المعارضة المخاطر التي ربما تتعرض لها مدينة منبج في حال قيام الجيش التركي وفصائل المعارضة بعمل عسكري في مدينة منبج “نعم ستكون مخاطرة و يتحمل مسؤوليتها الطرف المهاجم” مستبعداً في الوقت ذاته قيام “تركيا بعمل عسكري في مدينة منبج، واستبعد المواجهة المباشرة مع الأتراك”.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات