يواصل الكادر الطبي في مستشفى جرابلس، لليوم الثاني على التوالي، إضرابه عن العمل نتيجة الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الطاقم الطبي في المستشفى من قبل مسلحي ميليشيات “الجيش الوطني السوري” التابعة لتركيا شمال شرقي محافظة حلب، شمال سورية.
الكادر الطبي في مستشفى جرابلس في ريف حلب الشرقي أعلن إضراباً عاماً في المستشفى بعد تزايد وتيرة الاعتداءات المتكررة على الأطباء والممرضين، بالإضافة إلى سوء معاملة إدارة المستشفى الجديدة مع نقص المستلزمات الطبية والأدوية ونقص الرواتب وقلتها وتفاوتها.
الإضراب الحالي جاء بعد اعتداء أحد مسلحي ميليشيا “حركة أحرار الشام”، الخميس الماضي، على أحد الأطباء في قسم الإسعاف، دون أن تكون هناك أي محاسبة له، مما دفع بالكادر الطبي في المستشفى لتعليق العمل في العيادات وقسم الجناح، واقتصر العمل على الحالات الطارئة فقط.
اضرابات سابقة:
في شهر آب من العام الجاري دعا الأطباء والعاملون الصحيون لإضراب شامل في المستشفيات التركية شمال سوريا بعد أن اكتشفوا الفوارق الكبيرة في الرواتب التي يتقاضوها ورواتب الأطباء والموظفين الأتراك، والتي تزيد عنهم بنسبة 800%.
وبدأت الحادثة عندما حصل أطباء سوريون اليوم على قائمة الرواتب الجديدة للموظفين الأتراك العاملين في المستشفيات داخل سوريا في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وهي مستشفيات مدعومة من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع SIHHAT-2 بإشراف وزارة الصحة التركية.
وبحسب نسخة من قائمة الرواتب الجديدة الموزعة، بلغ راتب الطبيب المختص التركي في مستشفيات الداخل السوري 19 ألفاً و128 ليرة تركية والطبيب العام 16 ألفاً و365 ليرة تركية.
لكنّ أطباء سوريين أكدوا كذلك أنّ العاملين الأتراك يتقاضون زيادة على راتبهم بنسبة 100% تقريباً مقابل “مهمة خارجية” و”بدل حماية وخطر”، ما يعني أنّ راتب الطبيب التركي المختص يبلغ قرابة الـ 40 ألف ليرة تركية.
أما رواتب الموظفين السوريين في المستشفيات نفسها، فيبلغ راتب الطبيب المختص المتزوج 4900 ليرة تركية والعازب 4350 ليرة تركية.
وأوضح عدد من الأطباء أنّ هذه الرواتب المتدنية هي فقط في المستشفيات التركية شمالي سوريا، ويتقاضى الموظفون فيها أجورهم من وزارة الصحة التركية، ومديريات الصحة في المنطقة تمنع المنظمات الدولية الطبية من افتتاح مستشفيات مدعومة برواتب جيدة كما هو الحال في إدلب.
ويدعم الاتحاد الأوروبي 792 وحدة صحية للمهاجرين في 29 ولاية تركية، وتحسب وزارة الصحة التركية المستشفيات في الشمال السوري ضمن هذه المراكز.
معلمون يُعلنون الإضراب:
في وقت سابق كانت نقابة “المعلمين السوريين الأحرار” أصدرت بياناً أعلنت فيه عن الإضراب في عدد من المدارس في ريف حلب لمدة أسبوع.
وبحسب البيان فإنّ الإضراب يشمل عدة مدارس في مدن وبلدات في ريف حلب وهي “الباب”، و”قباسين”، و”أعزاز”، ومخيمات “أعزاز”، و”صوران”، و”أخترين”، و”جرابلس”، وريف “بزاعة”.
وجاء الإضراب نتيجة لما وصفته النقابة بـ”تعنُّت واستكبار” المجالس المحلية، وعدم استجابتها لمطالب المعلمين، من زيادة الدخل الشهري، وتحسين العملية التربوية، وحمّل البيانُ المجالسَ المحليةَ تَبِعات هذا الإضراب وعواقبه.
وطالب المعلمون بسحب البيان الذي أصدرته المجالس المحلية، بخصوص التعامل القانوني مع منفِّذي الإضراب، ومحاسبة المسؤولين، ووصفوه ببيان “الخزي والعار”.
