لاتزال تواصل الفصائل المسلحة التابعة لقوات التركية في عفرين انتهاكات مجحفة بحق المدنيين في مختلف جوانب حياتهم اليومية وتجبرهم على الرضوخ لبلاغات وتعاميم الصادرة عنهم وعن مجالس تتبع لهم وللقوات التركية وذلك تحت التهديد وقوة السلاح على امتداد جغرافية منطقة عفرين، ناهيك عن حالات الخطف التي تطال المزارعين والتعذيب المدنيين داخل السجون.
ففي الآونة الأخيرة وبالتزامن مع موسم حصاد ثمار الأشجار الزيتون والرمان، يتعرض الفلاحين والمزارعين إلى مضايقات عدة بالإضافة إلى مصادرة أرزاقهم، حيث قام فصيل الحمزات بسرقة موسم الرمان في قرى شيروا واختطف عناصره أصحاب بساتين الرمان الذين يحاولون حماية مواسمهم، وهم :درويش درويش 30 عاماً من أهالي قرية كفرزيتة، حين كان برفقة بعض العمال يجني محصول بستان يملكه.
كما اختطف الفصيل ذاته كلٌ من صالح عثمان وأحمد عثمان وفوزي عثمان من أهالي قرية كورذيلة والاستيلاء على مواسمهم.
وفي سياق متصل وفي قرية علمدار التابعة لناحية راجو في عفرين، يقوم العناصر التابعة لفصيل “فيلق الشام” ، بقطع الأشجار المزروعة المعمرة داخل حاكورة المنازل، التي أستولى عليها النازحون، فيما يمنع عودة الأهالي الى قريتهم من قبل قائد الفصيل المدعو أبو عثمان الذي أعلن بأنّها منطقة عسكرية، بالرغم من الدعوات الحثيثة و معاناة سكان القرية المشتتين بين القرى الأخرى ومدينة عفرين، كما أقدم المدعو أبو عثمان إلى تضمين أراضي القرية للرعاة و تحويل المدرسة لزريبة الأغنام، بينما يقوم عناصر الحاجز المتواجد في مفرق القرية والتابع لهم، بنهب و تشليح كل شخص يمر عبر الطريق العام.
ومن ناحية أخرى أقدمت مجموعة مجهولة من المسلحين، على عملية سرقة لمحتويات معصرة الزيتون الواقعة في سهل درومية العائدة ملكيتها للمواطن الكوردي محمد رشيد بسكي، من أهالي قرية كوركان فوقاني التابعة لناحية معبطلي في عفرين، من الكابلات و المعدات و الديناميات والأجهزة، و تقدر قيمة المسروقات بحوالي خمسة ملايين ليرة سورية مع العلم بأنّ الحاجز تابع لفصيل (محمد الفاتح ) ولا يبعد عن موقع المعصرة مسافة 200 متر.
كما أقدم عناصر فصيل “أحرار الشام” على اختطاف المواطن عبدالرحمن محمد إيبو من قرية كورزيلة التابعة لناحية شيراوا، واعتدوا عليه بالضرب المبرح أمام أعين أهالي القرية ومن ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة.
بينما تم اطلاق سراح المواطن المختطف محمد شكري من أهالي قرية قوطان التابعة لناحية بلبل في عفرين، بعد إحتجازه لأكثر من خمسة عشرة يوما وتعرضه لعملية التعذيب الشديد، مقابل مبلغ مالي يخشى ذويه ذكر المبلغ المدفوع، بعد تهديدهم بعدم ذكر ذلك، في حين مازال المفرج عنه في المشفى لتلقي العلاج.
كما قام فصيل “السلطان مراد” بحملة تفتيش شاملة للمنازل في حي المحمودية بمدينة عفرين بمعظم بيوت المدنيين، وذلك بحثاً عن المنازل الفارغة من أهلها وعن أغراض اصحاب البيوت.
وفي سياق متصل أيضا أقدمت مجموعة مسلحة وملثمة مجهولة، مستقلين سيارة بيضاء اللون في مدينة عفرين، على إختطاف الطفل أحمد بن طاهر من أهالي قرية معمل أوشاغي عندما كان برفقة جدته.
ومن ناحية أخرى وفي وقت الذي عقد إجتماع لأهالي قرية دومليا التابعة لناحية راجو من قبل قائد فصيل طلائع النصر المسيطر عليها ،و تطرق من خلال حديثه لعمليات السرقة التي تمت و كيفية الحد منها و توجيه الأهالي إلى تقديم الشكاوي للجهات المختصة على حد تعبيره، تمت عملية سرقة خمسة و عشرين رأسا من الغنم من منزل المواطن حسين عبدو محمد الملقب “سورك” على الرغم من أنّ حاجز المسلحين التابع للجهات المختصة كما سماه، لا يبعد مسافة خمسين مترا عن منزله كما أنّ قائد فصيل محمد الفاتح و عائلات من فرقة المنتصر يستولون على المنازل بنفس القرية مجاورين لزريبة الأغنام.
وبالرغم من كل مايحصل ماتزال المجالس المحلية تصدر تعاميم بخصوص موسم الزيتون، لزيادة التضييق على أهالي عفرين، في جني محصولهم وإجبارهم على التقيد بهذه التعليمات مع العلم إنّ السرقة والنهب لموسم الزيتون يتم في وضح النهار وأمام أعين هذه المجالس دون أن تحرك ساكنا لمنعها، ورصد المركز في وقت سابق العديد من حالات السرقة لمحصول الزيتون حتى قبل وقته المحدد، ولم يقتصر الأمر على المحصول فقط، فقد طال الأمر ليصل بهم لقطع أشجار الزيتون التي تعود عمرها لأكثر من 40 عاما، وبيعها في أسواق منطقة إعزاز و إدلب كحطب للتدفئة ولا ننسى حالات إفتعال الحرائق قطع الأشجار لتوسيع الطرق في القرى الحدودية.