"فصائل “الجيش الوطني” احتجزت نساء إيزيديات وقد دُعين في أثناء استجوابهنّ بمناسبة واحدة على الأقل إلى اعتناق الإسلام" مقتبس من تقرير “لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا”، الصادر في شهر أيلول من عام 2020
للعام الخامس على التوالي لم يتمكن الإيزيدييون من الاحتفال بعيد خدر الياس (BÊXWÎN)، فهم محرومون من آداء طقوس عيدهم المقدس بعدما تعرضت مزاراتهم الدينية للنهب والتخريب المتعمد.
ويتعرض إيزيديوا عفرين لتضييق ديني يتمثل بمنعهم من الاحتفال بمناسباتهم الدينية، ومن إعطاء الدروس الدينية، وقد انتقدت “اللجنة الأمريكية للحريات الدينية” في تقريرها بشأن سوريا لعام 2020، ما يتعرض له الايزيديين في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية مثل مدينة عفرين من اضطهاد وتهميش.
يتحدث علي عيسو: وهو رئيس منظمة ايزيدينا عن معاناة من قرر من الإيزيديين البقاء في قراهم في عفرين أو لم يتمكنوا من الفرار مع التوغل والقصف التركي في مناطقهم وما رافق ذلك من اعتداءات وعمليات نهب ممنهجة، ” من أصل 35 ألفاً من الإيزيديين في عفرين، بقي أقل من 1500 نسمة، البقية اضطروا للنزوح والانتقال للسكن في مخيمات الشهباء في ريف حلب ومنهم من اتجه إلى المدن الكردية شرقي الفرات هربا من الإبادة”.
يضيف عيسو “وثّقت مؤسسة ايزدينا تعرض العديد من المدنيين الإيزيديين في مدينة عفرين للقتل المباشر عبر استخدام أسلحة فردية وقنابل يدوية بدوافع دينية متطرفة، كما تم إجبار بعض الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي”.
وأشار عيسو إلى أنّ المزارات الايزيدية كذلك لم تسلم من الاعتداء والتدمير والنهب، حيث “تعرضت غالب المزارات الدينية العائدة للايزيديين للتدمير المتعمد والسرقة والإساءة ….. مزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون، تم زراعة قنابل بداخله بعد نهبه .. مزار الشيخ علي في قرية باصوفان تمت سرقة محتوياته ورمي الأوساخ بداخله وخارجه من قبل المستوطنين، وتم هدم أجزاء من قبته عبر آلية تركس “جرافة” إضافة لتخريب ونبش المقابر وتخريب القبور”.
وعن الاعتقالات بحق الايزيدين يتحدث عيسو عن توثيق لعشرات الحالات بينهم نساء ومسنين وأطفال الذين تمّ ممارسة أبشع أنواع الانتهاكات بحقهم.
كما تحدث عيسو عن قيام منظمات كويتية ببناء المستوطنات داخل قرية شاديرية الإيزيدية في ريف عفرين، بهدف تغيير ديمغرافية القرية، وكذلك نقل مخاوفه من أنّ بناء المساجد في قرى الايزيديين وتحويل المنازل في بعض الاحيان إلى مساجد أن يكون هدفه النهائي التلاعب بهوية المنطقة الثقافية والدينية ويساهم في تغيير التركيبة السكانية للقرى والبلدات وتغيير ديمغرافيتها.
ووثّقت مؤسسة إيزدينا، عبر فريقها الميداني الذي يتولى مهمة رصد الانتهاكات في مناطق عفرين بشكل سري نظراً لتدهور الحالة الأمنية، تعرُّض العديد من المدنيين الإيزيديين للقتل المباشر عبر استخدام أسلحة فردية وقنابل يدوية “بدوافع دينية متطرفة”، بحسب عيسو، إلى جانب إجبار بعضهم على اعتناق الدين الإسلامي. ومن الحالات الموثقة: مقتل الشابة الإيزيدية نرجس دادو (24 عاماً) في قرية كيمار في ريف عفرين رمياً بالرصاص في تشرين الثاني 2019، من قبل عناصر مسلحة تابعة لميليشيا الجيش الوطني، مقتل فاطمة حمكي داخل منزلها في حزيران 2018 بعد أن رمى عنصر من “فرقة الحمزة” قنبلة داخل المنزل، بسبب رفضها الخروج من المنزل الذي كانوا يرغبون في الاستيلاء عليه، هذا عدا حالات الاعتقال والخطف والتهديد..
هذا وكان عدد المزارات الدينية الإيزيدية في عفرين يتجاوز 18 مزاراً تعرّض معظمها بشكل متعمد للتدمير والتخريب والسرقة، فضلًا عن قطع الأشجار، وهدم المقابر.
وأظهر مقطع فيديو نشرتها مؤسسة “إيزدينا” في أيار 2018 تدمير مزار “شيخ جنيد”، الذي يحظى بأهمية بالغة لدى الإيزيديين، في قرية فقيرا في ريف عفرين بعد نبش القبر وسرقته، كما أظهر مقطع فيديو آخر نشرته المؤسسة في آذار 2018 حرق “شجرة مقدسة” في قرية كفرجنة في ريف عفرين مقابل “مزار هوكر” (قره جرنه).
ووثقت المنظمة تدمير مزار “الشيخ علي” في قرية باصوفان في ريف عفرين في نيسان 2020، من الخارج عبر هدم أجزاء من قبته بجرافة، وذلك بعد تعرضه لسرقة محتوياته ورمي الأوساخ فيه عام 2018.
ويرى عيسو أنّ الهدف من تخريب المزارات الدينية هو “محاولة إبادة الإيزيديين ثقافياً بشكل ممنهج، واستهداف انتمائهم الديني، وطمس هويتهم التاريخية من خلال تدمير كل الآثار التي تدل على وجودهم في أرضهم التاريخية في عفرين”.
ويعتقد عيسو أنّ هذا الاستهداف “يأتي بدوافع دينية متطرفة تشبه كثيراً ما كان ارتكبه مسلحوا تنظيم داعش الإرهابي في هجومهم على الإيزيديين” في شنگال/سنجار عام 2014. ويتابع، “فضلًا عن أنّ تدمير القبور التي تعود للإيزيديين، هدفها تحطيم شواهدها المكتوبة باللغة الكردية، وما عليها من أشكال ورموز دينية إيزيدية”.
أهم المزارات الايزيدية في عفرين التي تعرضت لأضرار مختلفة:
1- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻫﺎﻣﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﻭﻳﻘﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭﻳﺔ وﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ 30 ﻛﻢ.
2- ﻣﺰﺍﺭ ﺟﻠﺨﺎﻧﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻬﻒ ﻳﻘﻊ على ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﻴﺒﺎﺭ أﻭ ﻋﺸﻘﻴﺒﺎﺭ 2 ﻛﻢ ﻭ 5 ﻛﻢ ﺟﻨﻮﺏ ﻋﻔﺮﻳﻦ.
3- ﻣﺰﺍﺭ ﻣﻠﻚ ﺁﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 300 ﻡ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﺭ ﺟﻠﺨﺎﻧﺔ ﻭﻗﺮﺏ ﻋﺸﻘﻴﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻩ أﻗﺪﻡ ﻣﻘﺒﺮﺓ إﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﻫﻨﺎﻙ.
4- ﻣﺰﺍﺭ ﺑﺮﺝ ﺟﻨﺪﻱ ﺃﻭ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ أﻭ ﺑﺮﺝ ﻋﺪﻳﻤﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﻴﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.
5- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻴﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﻴﺒﺎﺭﺓ.
6- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﻛﺎﺏ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺷﺎﺩﻳﺮﺓ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻼﻳﺰﻳﺪﻳﺔ.
7- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺳﻂ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ.
8- ﻣﺰﺍﺭ ﺑﺎﺭﺳﺎ ﺧﺎﺗﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﻞ ﺑﺎﺭﺳﺎ ﻭﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺴﻄﻞ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺪﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻗﻠﻌﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﻨﺒﻼﻁ
9- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻴﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 2 ﻛﻢ ﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺴﻄﻞ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺪﻭ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ.
10- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﻘﻊ في ﻗﺮﻳﺔ ﺑــاصـــوفان.
11- ﻣﺰﺍﺭ ﺑﻴﺮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻨﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻳﺮﺳﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ.
12- ﻣﺰﺍﺭ أﺑﻮ ﻛﺒﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ أﺑﻮ ﻛﺒﺔ.
13- ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﻔﺮ ﺟﻨﺔ.
14- ﻣﺰﺍﺭ الشيخ ﻗﺼﺐ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻛﻴﻠﻮﺕ ﻓﻮﻕ ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ أﻭ ﺷﻴﺮﻭﺍ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻛﻬﻒ ﺗﻨﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
وكانت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا”، قد أشارت بوضوح في تقرير لها، إلى هدم عدة أضرحة ومقابر إيزيدية عمداً في جميع أنحاء عفرين مثل قسطل جندو وقيبار وجنديريس وشران، مشيرة إلى أنّ ذلك زاد من الصعوبات التي يواجهها الإيزيديون كأقلية دينية في المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري”، وأثّر في جوانب مادية وغير مادية من تراثهم الثقافي بما في ذلك ممارستهم لطقوسهم الدينية.
وأضافت اللجنة في تقريرها أنّ لديها أسبابًا معقولة للاعتقاد أنّ مقاتلي “الجيش الوطني”، وبخاصة أفراد “الفرقة 14″، و”لواء سليمان شاه”، و”لواء الحمزة”، و”لواء السلطان مراد”، ارتكبوا مراراً وتكراراً جرائم حرب المتمثلة في النهب في منطقتي عفرين ورأس العين، وربما كانوا مسؤولين أيضاً عن جريمة الحرب المتمثلة في تدمير ممتلكات الخصم أو الاستيلاء عليها.