مخاوف من “كارثة إنسانية” بسبب إصرار حكومة إقليم كردستان العراق على إغلاق معبر “فيشخابور” مع سوريا

تواصل حكومة إقليم كردستان العراق إغلاق معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي مع منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا وهو ما يهدد حياة أكثر من 5 ملايين مدني مهددون في ظل حصار تفرضه كذلك كل من تركيا و النظام السوري حيث أغلقوا كذلك كافة المعابر مع هذه المنطقة التي باتت محاصرة ومغلقة المعابر من كافة الاتجاهات.

وكان تحالف منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا، قد أطلق اليوم الأربعاء، نداءً موجهاً إلى حكومة إقليم كردستان حول أهمية إعادة فتح معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي موقعاً من 231 منظمة.

وطالبت المنظمات حكومة اقليم كردستان، أن لا يتحول المعبر إلى وسيلة عقاب جماعي للمواطنين في شمال وشرق سوريا؛ الذين يعانون الأمرّين جراء الحرب السورية التي مضى عليها أكثر من عشرة أعوام، إضافة إلى ممارسات الاحتلال التركي من حصار خانق للمنطقة وتهديدات مستمرة بحق سكانها.

واعتبرت أنّ إغلاق المعبر من قبل حكومة إقليم كردستان، يتنافى مع القيم الدولية الرامية إلى حماية كرامة الإنسان ومساعدته في الأزمات التي تمر بها البلاد.

أين يقع معبر معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي؟
يقع معبر معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي في شمال شرق سوريا ضمن محافظة الحسكة، ويبعد عن مركز مدينة الحسكة ما يقارب 33 كيلومترا، ويقابله في الجانب العراقي معبر ” فيشخابو” التابع لمحافظة دهوك في اقليم كردستان.

يعتبر المعبر طريق النقل البري الرئيسي مع سوريا وهو منفذ تجاري وإنساني مهم.

من هي القوى المسيطرة على المعبر؟
يخضع المعبر في الوقت الراهن لإدارة مدنية تتبع لحكومة الإدارة الذاتية من الطرف السوري، وتوصف بأنّها الواجهة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ومن الطرف العراقي (اقليم كردستان) يخضع لسيطرة قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.

لماذا يعتبر المعبر شريان الحياة الوحيد لأكثر من 5 ملايين سوري؟
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وظهور مسألة النازحين إلى المخيمات، وعودة نشاط خلايا داعش والهجمات التركية المتكررة تزامنا مع تضييق من قبل النظام السوري وروسيا تحول معبر فيشخابور إلى منفذ مهم للتجارة و الشؤون الإنسانية لعبور المساعدات ونقل المرضى للعلاج.

في مطلع عام 2020 صوت مجلس الأمن لصالح قرار يتيح عبور المساعدات الأممية عبر الأراضي التركية من خلال معبري باب الهوى وباب السلامة، مما تسبب في إغلاق معبرين في شمال شرق وجنوب سوريا ليبقى معبر فيشخابور نقطة عبور مهمة وحيوية.

لماذا أغلقت حكومة إقليم كردستان المعبر؟
تتذرع حكومة اقليم كردستان بأنّها اضطرت لاغلاق المعبر بعدما تعرضت قواتها التي تحميه لاعتداء من قبل متظاهرين غاضبين من الطرف السوري وتعرضهم لرشقات من الحجارة. وتزعم إنّ نصب خيم وتجمع للمواطنين يعرقل عمليات العبور ومساعي ضبط الأمن.

وتعلل إدارة المعبر من جانب الإدارة الذاتية بأنّ الاعتصام تم تنظيمه خارج إرادتها وأنّ هنالك مطالب لهؤلاء الناس ويجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني السعي لتنفيذها حيث يطالب المتظاهرون بتسليمهم جثث لابنائهم استشهدوا مؤخرا في إقليم كردستان في عمليات عسكرية وهجمات شنتها تركيا وأدت لفقدانهم حياته ليتم تصعيد الاعتصام وتراشق بالحجارة بين ذوي الشهداء وعناصر البشمركة.

ما تبعات إغلاق المعبر؟
تتجه أنظار العاملين في الشأن الإغاثي والإنساني والمواطنين في سوريا إلى تطورات وقرارات لإعادة فتح المعبر وسط حالة من الترقب التي يلفها القلق والخوف من استمرار إغلاقه.

مركز “توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” أشار عبر بيان إلى عواقب إغلاق المعبر محذرا من تضرر اقتصادي وإنساني بالغ.

وبحسب البيان الذي صدر أمس الأحد، سوف يتضرر 5 مليون مواطن.

ومن نتائج الإغلاق الاقتصادية، يقول البيان إنّ أبرزها ارتفاع معدلات البطالة، والبحث عن العمل خلال المرحلة الأولى بنسبة 30 % والمرحلة الثانية بنسبة 15 %، وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية بنسب متفاوتة أبرزها المواد الغذائية بنسبة 200 %، والمواد غير الغذائية بنسبة 100%.

ما الخيارات البديلة بعد الإغلاق؟
تزامن اغلاق المعبر من قبل حكومة اقليم كردستان مع تشديد على المعابر التي تربط منطقة الإدارة مع النظام السوري فيما المعابر مغلقة مع المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لتركيا، وهنا يبرز دور الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في أن تسعى لإعادة افتتاح المعابر مع العراق ( معبر ربيعة ، الوليد ) وتنسيق آلية أفضل لنقل المساعدات عبرها للسوريين.
كما بات مهما أن تسعى المنظمات الدولية لزيادة تمويل هذه المنطقة المحاصرة وتوفير لقاحات ضد كوفيد 19 والأنماط المتحورة منه إضافة لدعم قطاع الصحة والتعليم والزراعة والتنمية وزيادة تمويل مشاريع البنية التحتية وإعادة الأعمار وتوفير مخصصات أكثر لقطاع المخيمات والسجون التي مازال يتوجد فيها أكثر من 10 ألف من مقاتلي داعش.

كما ويجب العمل على توفير تمويل لصالح منظمات المجتمع المدني المحلية التي تنشط في المنطقة لا سيما فيما يتعلق بجوانب الرعاية والمعاقين والأطفال والنساء وتنفيذ مشاريع التنمية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك