تتوالى الفضائح التي تضاف إلى سجل الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا والتابعة للحكومة السورية المؤقتة في عينتاب والائتلاف في إسطنبول تحت اسم “الجيش الوطني السوري” ، وهي الانتهاكات التي سبق وثقناها في مئات من التقارير المنشورة والتي استندنا في اعدادها على شهادات لضحايا تمكنوا من النجاة أو ذويهم، ومن المدنيين القابعين في مناطق سيطرة هذه الميليشيات.
فصيل (سليمان شاه) وقائده محمد الجاسم الملقب بـ (أبو عمشة)، واحد من هؤلاء القادة الذين انفرط عقد جرائمهم بعد أن دبت خلافات بينه وبين أقرباء له من جهة ، وبينه وبين عناصره وقادته من جهة أخرى.
عدة أشرطة مسجلة تمكنا من الحصول عليها ننشرها تباعا :
الشريط الأول يكشف فيه شخص عرّف عن نفسه على إنّه (نسيب / صهر أبو عمشة)، واسمه (محمد العمار ابن أبو رشاد) وكشف عن سلسلة من الفضائح تتعلق بعمليات ابتزاز وخطف وبيع للسلاح واتجار بالمخدرات قام بها أبو عمشة وفصيله، حيث لم يقتصر الأمر بحسب على الأراضي السورية، بل امتد إلى الأراضي الليبية أيضاً.
وقال عمار في الشريط المصور إنّ “أبو عمشة طالب والده بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي كـ (أتاوة/خوّة)، وعند الرفض نشب خلاف بين الاثنين، وانتهى بقيام أبو عمشة بزج والد الشاب في السجن، ولم يكتفِ بذلك بل قام بزج إخوته وأقاربه وأولاد عمه في السجن أيضاً، أما الشاب الذي ظهر في الشريط فقد كان يقاتل في ليبيا خلال تلك الفترة، حيث تواصلَ معه شخص يدعى (علي مداهين) وطالبه بالقدوم إلى قيادة فصيله، بحجة وجود اجتماع، كما طالبه برفض أي أمر يقوله الضباط الأتراك لهم”.
وتابع: “بعد ذهابي إلى القيادة تم زجي في السجن أيضاً برفقة بعض أقاربي، حيث اضطررنا لدفع مبلغ مليون و100 ألف دولار لأبو عمشة لقاء إخراج الجميع من السجن في سوريا وليبيا، وبعد خروجنا من السجن، بدأ (أبو عمشة) التواصل معنا بحجة (حل الخلاف)، وأنّه قام بما قام به لأنّه كان في ضائقة مادية وأنّ الأتراك لم يرسلوا له رواتب العناصر.
وأضاف الشاب بأنّ والده قام برفع شكوى لدى الأتراك في الشمال السوري، وقد قام الضباط الأتراك، بتوبيخ أبو عمشة خلال اجتماع لقيادات الجيش الوطني في أنقرة، غير أنّ أبو عمشة أعاد زج الشاب وأقاربه الذين معه في ليبيا بالسجن مرة أخرى، وأمر عناصره بتعذيبهم بشدة ووصل الأمر إلى تهديدهم بالقتل ما لم يقوموا بطلاق (تطليق) زوجاتهم اللاتي هن أخوات أبو عمشة، نظراً لأنّ عم الشاب كذلك هو أحد أنسباء أبو عمشة.
وتابع الشاب: “قمنا بطلاق النساء وبقينا في السجن 4 أشهر بدون أي تحقيق مع إخفائنا عن أعين الأتراك وبدون أيّة اتهامات، وعند توجيه لائحة اتهام لنا، تم اتهامنا بـ (محاولة الانقلاب وتجارة المخدرات والنصب وبيع السلاح)، وقد خرجنا من السجن بعد هروبنا وأطلاق النار علينا من قبل الحراس وتمّ ملاحقتنا، وليس بـ (مكرمة) من أبو عمشة، وبعد هروبنا عاد أبو عمشة للحديث عن (حل للخلاف) مع العلم أنّه يناور ويراوغ من أجل الإيقاع بنا مرة أخرى، أما بالنسبة للتهم الموجّهة إلينا، فسأقوم بنشر مقاطع فيديو تثبت ارتكاب تلك التهم من قبل أبو عمشة نفسه وفصيله”.
الشريط الثاني سجله “عبد الغفور العمر” وهو نسيب آخر لأبو عمشة يقول فيه: إنّه خرج من السجن في ليبيا قبل فترة قصيرة بعد أن كان مسجوناً فيها لمدة أربعة أشهر وعُذّب من قبل أبو عمشة وعناصره.
وأكد “العمر” أنّ أبو عمشة أجبره على طلاق ابنته ثم قام بتزويجها بعد 10 أيام فقط على حد قوله، الأمر الذي يُعد مخالفاً للإسلام وأحكامه وأمراً محرماً في الشرع، وقام بتهديده بالتصفية وبفصائل الشمال والأتراك، إضافة لقصف بيته في سوريا بالرشاشات الثقيلة.
وفيما يتعلق بجرائم القتل والاغتيالات، أشار “العمر” إلى أنّ أبو عمشة أمر بتصفية القيادي ( زهير أمنية )، فيما قام بالتنفيذ أخوه “سيف أبو عمشة” وذلك بعد أن أخبرهم زهير بنيّته بعد الاستمرار في العمل معهم، مما اثار مخاوفهم أن يكشف المعلومات التي لديه والتي تدينهم، فكانوا على استعداد لقتله قبل أن يتكلم.
وأضاف أنّه تمت تصفية أربعة عناصر كرد في المعارك كانوا يقاتلون ضمن صفوف “العمشات”، ودُفنوا قرب القيادة القديمة في منطقة (قرمتلا)، وعندما وصل الأمر للاستخبارات التركية خافوا أن ينكشف أمرهم فقاموا بالحفر واستخراج الجثث ودفنها في مكان آخر بمساعدة “ياسر الصطوف” أحد القياديين عند أبو عمشة.
وبيّن العمر إنّه تمت تصفية “حازم زينو” في بيته في منطقة الغندورة بعد تقطيعه ووضعه في كيس ورميه في الطريق، وفي اليوم الثاني فتحوا تحقيقاً بالقضية بأمر من ( أبو عمشة ) على الرغم من أنّه هو الفاعل الحقيقي للجريمة، إضافة للجرائم الكثيرة التي ارتكبها سابقاً، لافتاً إلى أنّ ما يحدث في سجونه يشبه ما يحدث في سجون النظام، ولاسيما في تدمر. كما وتحدث عن تفجيرات يقف ورائعا قادة العمشات بغية إثارة الفتنة والبلبلة أو لتصفية قادة أو عناصر يشك في ولائهم.
الشريط الثالث صور من قبل القيادي في فصيل العمشات ( سليمان شاه ) واسمه عمار محمد العمر المعروف باسم “ابو رشا” كشف فيه جرائم قتل وتعذيب واغتصاب جماعي لنساء العناصر والمختطفات وتجارة المخدرات والسلاح يقوم بها أبو عمشة وأخوته.