شعار المكتب يظهر فيه رجل يحتضن 4 نساء!
انشغل السوريون خلال اليومين الماضيين بخبر افتتاح مكتب غير مألوف في مدينة أعزاز السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي، وجماعات مسلحة موالية له.
فقد أثار خبر إنشاء مكتب لتعدد الزوجات في المنطقة الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أنه حظي بمباركة شخصيات عسكرية ودينية في تلك المنطقة الواقعة شمال محافظة حلب.
وفي حين اعتبر نساء ورجال يدافعون عن حقوق المرأة في سوريا أن افتتاح مكتبٍ كهذا عمل غريب عن المجتمع السوري، وصف الشيخ أحمد العلوان الذي يؤيد المعارضة المسلّحة المدعومة من أنقرة، الأمر بـ “الخطوة الممتازة”، ما عرضه لموجة انتقادات على مواقع التواصل.
رجل يحتضن 4 نساء
وتمّ افتتاح هذا المكتب الذي يعد الأول من نوعه في عموم الأراضي السورية، بموافقة من مجلس مدينة أعزاز المحلي الذي أسسته أنقرة لإدارة المدينة بعد سيطرة الجيش التركي عليها قبل سنوات، على ما ذكر العلوان في منشورٍ على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك والذي أرفقه بشعار المكتب الذي يظهر فيه رجل يحتضن 4 نساء.
كما هنأ حسن الدغيم، رئيس ما يسمى بمكتب الإرشاد والتوجيه المعنوي لدى ما يُعرف بـ “الجيش الوطني السوري” وهو ائتلاف جماعات مسلّحة مدعومة من أنقرة، افتتاح “تعدد الزوجات” معتبراً في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر أنها “خطوة تستوجب الاحتفال”، وهو أمر يتطابق مع تصريحاتٍ لمديرة المكتب قالت فيها إن مكتبها “يهدف إلى تحقيق كرامة المرأة وحقها في بناء أسرتها”.
وضع مأساوي للنساء
في المقابل، اعتبر مصطفى عبدي، مدير مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا أن “النساء يعشن وضعاً مأساوياً في مختلف مناطق البلاد الخاضعة لسيطرة مسلّحي الفصائل الموالية لتركيا، لافتا إلى أنهنّ مغيّباتٍ تماماً عن التمثيل في أي مجلسٍ محلي أو أي من المجالات الأخرى”.
كما أضاف في تصريحات لـ “العربية.نت” أن “هناك من يقرر عن هؤلاء النساء نوع ملابسهنّ ويفرض عليهنّ الحجاب، كما أن عشرات جرائم الاغتصاب حصلت بحق بعضهنّ من قبل عناصر وقادة الميليشيات المدعومة تركياً”.
وتابع: “على الرغم من توثيق حالات الاغتصاب التي تعرضت لها بعض النساء في تلك المناطق، إلا أن الجماعات المسلّحة لم تعاقب مرتكبيها، كما أن عناصر وقادة آخرين من تلك الجماعات يفرضون على بعض اللواتي ينحدرن من تلك المناطق، الزواج بالإكراه”.
خطف 149 امرأة
وبحسب مدير مركز توثيق الانتهاكات، فقد تمّ خطف 9 نساء في شهري أغسطس وسبتمبر الماضي في مدينة عفرين وتوفيت واحدة منها عقب تعذيبها في معتقلات الجماعات المؤيدة لأنقرة التي تستمر باختطاف 149 امرأة أخرى.
كما شدد عبدي على التذكير بشهادة ناديا أحمد التي وثقتها في المركز الذي يديره وأظهر تعرّضها للاغتصاب والتعذيب بعد اختطافها في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والجماعات الموالية له منذ منتصف مارس من عام 2018.
يشار إلى أنه وفق بيانات المركز تختفي أسبوعياً نحو 5 نساء في محافظة إدلب، ولا يُعرف عنهنّ شيئاً بعد اختفائهن دون أن تقوم الجهات المسلّحة المسيطرة على المدينة بالبحث عنهنّ. ونشر المركز في تقريرٍ موسع صوراً لهنّ مع أسمائهنّ وأعمارهن.
المصدر : جوان سوز , العربية نت