بثت الإذاعة السويدية تحقيقا يوم الخميس كشفت فيه ما سمته “انخراط إمام سويدي عمل سابقاً لسنوات عدة في مسجد ستوكهولم الواقع في ميدبورياربلاتسن، بتهريب الأسلحة للجماعات المسلحة في سوريا الموالية لتركيا والتي كانت تعرف سابقا باسم الجيش الحر وتقاتل نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد”
وعدّت الإذاعة الأمر الذي اختراقاً لقانون حيازة الأسلحة القتالية في السويد، كاشفة أن الشخص المعني ما هو إلا “هيثم رحمة”، الذي كان إلى جانب عمله في مسجد ستوكهولم، شغل أيضاً منصب رئيس المنظمة الأوروبية للأئمة، “ليتفرغ منذ عام ونصف لدعم الجماعات المسلحة في سوريا كعضو في المجلس الوطني السوري”.
وتابعت الإذاعة: يحتل رحمة حالياً منصبا في الأمانة العامة للائتلاف الوطني، كما أنه يشغل منصب المنسق العام لهيئة حماية المدنيين.
واوضحت الإذاعة أنها تحدثت مع المعارض السوري “فداء السيد” الذي تربطه علاقة جيدة بـ”هيثم رحمة”، حيث قال “السيد” إن تزويد المجموعات المسلحة بالأسلحة هي من إحدى مهام شخصية سياسية مثل هيثم رحمة، وبأنه لا يتفهم الاتهامات الموجهة لـ”رحمة” الذي يسعى لدعم المسلحين الساعين للتخلص من دكتاتور يقوم بذبح شعبه متجاهلا أن هذه الجماعات ايضا متهمة بارتكاب جرائم حرب وباتوا اليوم يشكلون جيوش منفلتة تنفذ عمليات ارهابية وأن تنظيم داعش نبت على اكتاف هؤلاء والسلاح المقدم لهم تم بيعه لداعش او نقلهم اليهم ، كما وأن جبهة النصرة \ الفرع السوري لتنظيم القاعدة كانت المستفيد الاكبر من الدعم والسلاح المقدم للجماعات التي كان يطلق عليها سابقا “الجيش الحر..” .
وبعد يوم واحد من بث التحقيق الإذاعي استجابت وزير العدل السويدية “بياتريس آسك” على الفور، وطلبت فتح تحقيق حول المعلومات التي كشف عنها.
وقالت الوزيرة للإذاعة السويدية: إنها بطبيعة الحال معلومات غاية في الخطورة، ليست لدي معلومات تفصيلية لكنه أمر سيء ويستدعي التحقيق.
من هو هيثم رحمة ؟
هو من مواليد محافظة حمص عام 1960، درس في مدينة القصير، ثم انتقل لإتمام دراسته الجامعية في رومانيا، وحصل على الدكتوراه في لاتفيا –ريغا، في اختصاص “دقة القياس ثلاثي الأبعاد”، ومعهد الطيران المدني في السويد وكندا، إضافة لتخصصه في أبحاث “الرجل الآلي”.
نشط كمعارض لنظام الأسد منذ عام 1984، حيث غادر سوريا بشكل نهائي. يمتلك خبرات واسعة في العمل السياسي والإغاثي والإنساني، والتي امتدت لأكثرَ من ثلاثة عقود، وشملت العديد من الدول الأوروبية والعربية، كما حصل عام 2008 على دبلوم من المعهد العالمي “أياتا” الكندي في علوم الطيران المدني والسياحي في السويد.
حاصل على الجنسية السويدية، وكان إماماً لأحد أكبر المساجد في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما أنّه كان رئيساً للمنظمة الأوروبية للأئمة.
يعتبر “هيثم رحمة” مؤسس وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري عام 2011، ومؤسس وعضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كما كان المنسّق العام لـ “هيئة حماية المدنيين”. تقلّد عدّة مناصب في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني منذ عام 2015، ومنها رئيس دائرة شؤون الحكومة المؤقّتة، واللجنة العسكرية، ودائرة العلاقات الخارجية قسم أوروبا وأمريكا، وهو عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل السوري، كما أنّه عضوٌ في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ولهيثم رحمة عدّة أدوار عسكرية منها العمل على توحيد المجموعات المسلحة ودمجها ضمن “جسم موحّد”، والعمل على تمويل ودعم هذه الجماعات.
كما أنّه كان عضواً في مؤتمر الرياض الذي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات، وعضواً في وفد التفاوض لجنيف وأستانا لعدّة جولات، ويشغل حالياً منصب عضو في اللجنة الدستورية المصغّرة، إضافةً إلى أنّه عضوٌ في الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني.