أردوغان فشل في إقناع بايدن بالتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية .. ماكرون أثار قضية انتهاكات الجيش التركي في سوريا

كشف الرئيس التركي، رجب أردوغان، بعد يوم من انتهاء قمة حلف الشمال الأطلسي إنّ الموقف المتناقض بين واشنطن وأنقرة تجاه ( قوات سوريا الديمقراطية ) مستمر، فيما يشير إلى رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن قطع الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب في سوريا. كما وأشار وسائل إعلامية أنّ الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون ناقش نظريه الأمريكي الفظائع التي ترتكبها القوات التركية في سوريا ضد السكان ، وقيامه بتجنيد آلاف المرتزقة والتغطية على جرائمهم المتعددة.

بعد الاجتماع الثنائي بين أردوغان وبايدن خلال قمة الناتو في بروكسل، أدلى الرئيس أردوغان ببيان، أوضح فيه إنّه في خطابه بالقمة والاجتماعات الثنائية أكد بوضوح ضرورة إنهاء الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب باعتبارها متحالفة مع حزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ عقود كفاحا مسلحا من أجل الحقوق الكردية في تركيا.


وأبدا الرئيس التركي أسفه من “المفهوم المنحرف الذي يميز بين المنظمات الإرهابية ويقوم بالتصنيف على أساس إرهابي جيد وآخر سيء”، أضاف “من الواضح أنّ مثل هذا الموقف المتناقض لن يقضي على الإرهاب بل على العكس سيشجع المنظمات الإرهابية”.

وفي تصريح قبيل لقاء أردوغان وبايدن، كانت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي قالت من أنقرة مطلع هذا الشهر بخصوص مسألة الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، الذي لايزال خلافًا مع تركيا في سوريا، إنّ علاقة الولايات المتحدة بالقوات الكردية مستمرة وهم يخوضون حربا لهزيمة تنظيم داعش. وكان التحالف الدولي لمحاربة داعش أكد على الموقف ذاته في فبراير الماضي في تأكيد لاستمرار الدعم لقسد في ظل إدارة الرئيس بايدن.

وجاءت القمة مخيبة للآمال التركية وسط توقعات بأنّها قد تحقق تقاربا مع البيت الأبيض بعد وصول بادين اليه، ذلك رغم تراجع أردوغان عن إثارة أي من الملفات ذات الإشكالية الكثيرة ، ومنها اعتراف الرئيس الأمريكي بأحدث عام 1915 على أنّها إبادة للأرمن حيث تراجع أردوغان عن مناقشة نظيره الأمريكي، جو بايدن، في مسألة الاعتراف، رغم أنّه صرح قبل أيام بأنّه سيفتح هذا الملف.

وفي تصريحاته حول اللقاء أجاب أردوغان عن سؤال حول ما إن كان اللقاء شهد مناقشة قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” بحق الأرمن عام 1915، قائلا: “حمدا لله لم يتم طرح القضية”.

وكان أردوغان قد أفاد في تصريحاته للصحفيين أمس الأول قبيل التوجه إلى بروكسل لحضور قمة الناتو أن قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالإبادة الجماعية بحق الأرمن أحزن الجانب التركي وأزعجه، مؤكدا أنّه ليس من الصائب عدم طرح الأمر خلال لقائه مع بايدن.

وبالفعل كشف محللون قبيل اللقاء أنّه لن يثمر عن شيء، وإنّ القضايا الخلافية بين تركيا والولايات المتحدة حول قضايا مختلفة مثل سوريا، وحقوق الإنسان، وتوتر شرق البحر المتوسط، وصواريخ S- 400 الروسية كبيرا ومتناقضة. وأنّ الاجتماع ببايدن لن يوفر لاردوغان نتيجة مربحة ذات مغزى. وستظل العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا محفوفة بالتحديات الثقيلة وستستمر بنبرة باردة.

من جهته قال وزير خارجية تركيا الأسبق، ياشار ياكيش، إنّه لم يتم إحراز أي تقدم في الأزمات التركية الأمريكية خلال لقاء الرئيسيين رجب طيب أردوغان وجو بايدن.

وتقييماً لما قال وزير الخارجية الأسبق يشار ياكيش، “لم يتم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب، ولا تزال المشاكل الأخرى كما هي”.

وأضاف ياكيش أنّ الأمور بين أنقرة وواشنطن، من وجهة نظره، لم تتحسن ولم تسوء مما كان سابقا، بل بقيت كما هي، مشيرا إلى أنّه يجب الأخذ في الاعتبار أنّ هذا الاجتماع هو اجتماع للناتو، وأنّ الأطراف المعنية لم تتطرق في مثل هذا المكان إلى قضايا من شأنها أن تضع حليفهم تركيا في ورطة.

وتابع ياكيش: “الجانب التركي تجنب كل ما من شأنه تصعيد التوتر. لم يحاول الرئيس خلق آمال كبيرة أيضاً. كان الموضوع الذي ركز عليه أكثر من غيره هو موقف الولايات المتحدة من أكراد شمال سوريا. واتضح أنّه لم يتم إحراز أي تقدم في القضية الكردية أيضاً. يبدو أنّ الأمور قد أحيلت إلى وزيري الخارجية والدفاع”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك