نفت السلطات الأردنية مزاعم إجبار اللاجئة السورية حسنة الحريري على العودة القسرية إلى سوريا، وقالت إنّها حذّرتها – و إبراهيم الحريري و رأفت الصلخدي – عدة مرات، بشأن ممارسة “نشاطات غير قانونية تسيء للأردن”، وخيّرتها بين التوقف عن تلك النشاطات أو البحث عن بلد آخر مع إعطائها الوقت اللازم لذلك.
ونقلت قناة “المملكة” المحلية، إنّ حسنة الحريري جاءت إلى الأردن كلاجئة “وقدم لها الأردن كل العناية اللازمة، ولم يجبرها الأردن على العودة إلى سوريا، وحذرها عدة مرات حول نشاطات غير قانونية تسيء للأردن”.
وتابع: “عندما استمرت في هذه النشاطات الغير قانونية، أبلغتها السلطات المعنية إنّ عليها التوقف عن القيام بأيّة نشاطات غير قانونية وتسيء لمصالح الأردن، أو عليها البحث عن وجهة أخرى في حال الاستمرار بتلك الممارسات”، وفق المصدر الذي أشار إلى أنّ السلطات المعنية أعطتها الوقت اللازم لذلك، لكنه لم يجبرها على العودة القسرية.
وكانت الحريري قد سبق أن اعتقلت من قبل النظام السوري عام 2012، وأُفرج عنها خلال صفقة تبادل أسرى بين قوات المعارضة والنظام.
وفي بداية الاحتجاجات التي شهدتها سوريا، فقدت الحريري زوجها وإخوتها وابنيها وأفرادا آخرين من عائلتها المنحدرة من مدينة درعا جنوب سوريا، ليلقبها ناشطون بـ “خنساء حوران” في إشارة إلى الشاعرة العربية القديمة التي اشتهرت برثائها لإخوتها صخر ومعاوية.
وذكرت الحريري في تسجيل صوتي بثته عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنّ السلطات الأردنية عبر دائرة المخابرات العامة أبلغتها بضرورة مغادرتها أراضي المملكة خلال مدة أقصاها 14 يوماً من تاريخ التبليغ والتوقيع على قرار الترحيل.
أضافت خنساء حوران أنّ السلطات الأردنية قررت ترحيلها هي وولدها إبراهيم، إضافة للمعارض رأفت الصلخدي، مشيرة إلى أنّ السبب المباشر وراء القرار يكمن في تواصلها المستمر والدائم مع بعض المعارضين لنظام بشار الأسد في الداخل السوري.
كما أوضحت الحريري “خنساء حوران” إنّها امتنعت عن التوقيع على أوراق المغادرة، في حين اضطر ابنها والصلخدي للتوقيع مجبرين، ما يعني التزامهما بالقرار وتنفيذ ما جاء فيه وضمن المدة المحددة.
أعربت الحريري أيضاً عن خشيتها من الترحيل إلى سوريا عبر معبر نصيب الخاضع لسيطرة النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له، الأمر الذي يهدد أمنهم وسلامتهم.
كما ناشدت الوقوف إلى جانبها ومساعدتها للخروج من الأردن قبل انتهاء المدة، خاصة إنّها تعاني من أوضاع مادية سيئة، وعليهم تجديد جوازات سفرهم السورية والحصول على تأشيرات وتذاكر طيران قبل مغادرة الأردن.
650 ألف لاجئ سوري في الأردن
يستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1.3 مليون.
تقول عمان إنّ استضافة هؤلاء كلف المملكة أكثر من 10 مليارات دولار حتى نهاية عام 2017.
مع مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، قال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في الأردن ألبرتو كوريا مينديز إنّه “وفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني ربع اللاجئين في جميع أنحاء الأردن من انعدام الأمن الغذائي و65% على حافة انعدام الأمن الغذائي، وهي زيادة كبيرة منذ بدء وباء (كوفيد-19)”.