لاتزال الفصائل المسلحة الموالية للقوات التركية في عفرين، تمارس انتهاكات جسيمة بحق المدنيين لاسيما تلك المتعلقة بعمليات الخطف والاعتقال والسطو المسلح والمضايقات بكافة أشكالها ،التي تتنافى بشكل صريح مع مبادئ حقوق الانسان،وتخالف القوانين الدولية فيما يخص المدنيين سواءً كانت في حالة الحرب أو السلم، دون أيّ رادع يذكر، في ظل غياب تام للمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، حيث شملت حملات الاعتقال قرى عديدة في منطقة عفرين في الآونة الأخيرة في حالة تصعيد جديدة، منها قرية “داركرة” التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين، حيث اعتقل جهاز ما يسمى” مكافحة الإرهاب” التابع لقوات الأمن التركي مساء أمس امرأتين وهما ( سيفين ومفيدة) من القرية حيث جرى اقتيادهما إلى مكان مجهول.
بينما اختطفت الفصائل المسلحة منذ يومين خمسة مواطنين من قرية “عين داره” التابعة لناحية شيراوا في عفرين، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، والمواطنون هم:(نوري محمد نجار “إيزيدي”،جمال محمد نجار “إيزيدي”-دلكش نوري نجار “إيزيدي”،خالد حسن العلي “من المكون العربي” ،محمد مصطفى إيبش).
كما أقدم عناصر فصيل “أحرار الشام” الذي يعمل تحت راية القوات التركية، على اعتقال خمسة مواطنين من قرية “كرزيله” التابعة لمدينة عفرين بعد يوم من اختطاف 50 من مواطني القرية، والمختطفون هم: (ريزان حسن ناصر،صبحي عبد الصطاف، نوري إيبو، محمد شاميو،فرهاد عبدو ). بالاضافة إلى “فرهاد حمكارو البالغ من العمر 25عاماً، مظلوم قجه 25عاماً، حسين قجه 30عام، ذكي حمكارو 23عام، نوري حجي 45عام، محمد شامي 55عام، صبحي صطاف 60عام”.
وقال شهود العيان من السكان المحليين: إنّ المواطنين الخمسة تعرضوا لضرب مبرح أثناء حملة الاختطاف من قبل تلك العناصر وذلك لبث الرعب في نفوس المواطنين، والضغط عليهم ومطالبة ذويهم لاحقا بفدية مالية شريطة إطلاق سراحهم.
كما شنت الفصائل المسلحة حملة اعتقالات جديدة شملت مؤذن وخطيب جامع “الشيخ بكر” في عفرين، الشيخ مصطفى عبد الرحمن بن محمد، وذلك بعد صلاة يوم الجمعة بتهمة تحريض الأهالي ضد الانتهاكات التي تقوم بها تلك الفصائل المسلحة، علماً بأن الشيخ مصطفى ينتمي لعشيرة البارزنجي وهو من أبناء المرحوم الشيخ عبد الرحمن النقشبندي.
كما وجرت حملة اعتقالات في قرية بافلور في تاخية جندريسه عرف منهم المواطن فريد محمد مصطفى 34 عاماً.
وفي السياق نفسه قام فصيل “أحفاد الرسول” باعتقال العديد من المدنيين بينهم نساء في قرية “بعدنلي” التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين عرف منهم :(حياة محمد بكر، هاوار عثمان ده دو، محمد مرشد مرشد، حسين مصطفى شعبان، حسن عبدو حمكتو).
وطالت حملة الاعتقالات قرية “خلنيرة”، حيث اعتقلت الفصائل المسلحة أكثر من عشرة أشخاص،عرف منهم (عصمت رشيد مدور،فرهاد مصطفى،منان اسماعيل،أحمد حسن مصطفى،مظلوم احمد مصطفى).
وتزامناً مع حملة الاعتقالات المنظمة، قامت دورية تابعة للكتائب العسكرية الموالية للقوات التركية بمداهمة منازل المدنيين في حي عفرين القديمة في مركز المدينة، وقاموا بتفتيش هواتف المواطنين، فضلاً عن إنشاء ثلاث حواجز جديدة على طريق عفرين – معراته إلى جانب حاجزين قديمين ليصبح بذلك عدد الحواجز خمسة، أربعة منهم تابع لفصيل “فرقة الحمزات”، وحاجز واحد “للشعيطات” وجميع هذه الحواجز تقوم بإيقاف المدنيين وتفتيش هواتفهم.
ومن جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة جراء الاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة، وذلك على أوتوستراد شارع الفيلات، أسفرت عن إصابة مدنيين بجروح، بينما امتدت الاشتباكات إلى أمام مشفى ديرسم، فيما أطلق عناصر المتقاتلة الرصاص بشكل عشوائي.
يشار أنّ الاقتتال دار بين كتيبة السلطان مراد وفرقة الحمزات من جهة وكتيبة أحرار الشرقية وجيش أسود الشرقية من جهة أخرى في قرى هيامي وعلي كارو وزعرة التابعة لناحية بلبلي، إثر خلاف على السيطرة على المعابر والحواجز التي تمارس مضايقات بحق المارة من المدنيين وتزامناً مع عمليات السلب والنهب.
وفي نفس سياق، ونتيجة إطلاق الرصاص العشوائي من قبل فصيل “الحمزات” في قرية حسن التابعة لناحية راجو أصيب الطفل نضال حسن 10 أعوام بطلقات في بطنه نقل على إثرها إلى المشفى .
ومن بين الانتهاكات التي تزيد من حالة الفوضى والفلتان الأمني في المنطقة ما تعرض له منزل المواطن زكريا صالح خليل من أهالي قرية نازا ( المحببة ) التابعة لناحية شران في عفرين من سطو مسلح تعرض له من قبل بعض العناصر المسلحة التابعة للفصائل التي تسيطر على المنطقة، حيث قاموا بتقيد يديه وقدميه، ونهبو منه مبلغ قدره 125000 ليرة سورية مع الوثائق الخاصة به.
كما وقامت فرقة العنزات باطلاق سراح الشاب عارف العمر المعتقل لديها منذ شهرين بعد ان تم دفع فدية قيمتها 6000$.
في حين شهدت مدينة عفرين، انفجار عبوة ناسفة أمام كازية “عيشة” أسفرت عن مقتل طفل وإصابة شخص واحد بجروح خطيرة .