ناديا أحمد سليمان السيدة الكردية، الناجية من بين فكي الموت، والمنحدرة من قرية قزيلباشا التابعة لناحية بلبل، ذاقت ألواناً من العذاب، وعاشت قصص مروّعة، فحاولت الانتحار طلباً للخلاص، وشهدت قتل مواطنين كرديين، هي إحدى النساء اللواتي اكتشف أمرهن بعد اقتحام سجن فصيل الحمزات عقب فوضى عارمة، واليوم تتحدث بجرأة عما تعرضت له النساء من تعذيب وضرب وتحرش واغتصاب والتصوير عراة بحضور الاستخبارات التركية، والتلقين لإدلاء بشهاداتٍ مزوّرة تحت التهديد لتزوير الحقائق وتضليل الرأي العام.
نشر مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، يوم أمس الأحد، شهادة موثقة بملفات صوتية، تتحدث فيها المواطنة ناديا أحمد سليمان من أهالي عفرين (24 عاماً) التي أفرج عنها بعد إخفاء قسري واحتجاز طويل غير قانونيّ، وأدلت بشهادتها للرأي العام عن حالات التعذيب والاغتصاب في سجون فصيل “فرقة الحمزة- الحمزات”، والاستخبارات التركيّة.
الاستدراج والاختطاف:
قالت ناديا سليمان: كنتُ عند صديقتي عندما وصلتني رسالة صوتيّة عبر تطبيق (الواتس آب) من رقم زوجي أحمد رشيد عارف رشيد، في 2/8/2018 كانت بصوت زوجي يطلب مني أن أجهز نفسي، لزيارته في سجن بمدينة إعزاز، وأنّ المسلحين سمحوا له بزيارات من عائلته. يطلب فيها مني زيارته وهي المرة الأولى التي نتواصل معه فيها.
أحمد رشيد عارف رشيد (26 عاماً)، من أهالي قرية بيباكا التابعة لناحية بلبلة/ بلبل في عفرين، والمعتقل من قبل فصائل ما تُسمى بـ “الجيش الوطنيّ” بعد اقتحام منزله، بتاريخ 25/5/2018.
تتابع سليمان: “بالفعل وصلت سيارة للمسلحين بعد ساعة تقريباً، يقودها أناس لا أعرفهم، وكان أحد أصدقاء زوجي أيضاً فيها، وأخبرني إنّه تلقى نفس الرسالة، وتبين لي لاحقاً أنّهم بعثوا برسالة إليه من نفس هاتف زوجي، كلّ شيء تغير بعد ذلك”.
وتبيّن أنّ الرسالة الصوتيّة كانت لاستدراجها مع صديق زوجها لخطفهم، حيث تمّ اعتقالها، ولم تلتقِ بزوجها أبداً.
تٌكمل ناديا سليمان رواية قصتها قائلة: “دخلنا إلى منطقة عسكرية، وفصلوا صديق زوجي وأخذوه لمكان آخر، ثم أخذوني لغرفة وقاموا بالتحقيق معي، وتمت مصادرة هاتفي، وحقيبتي اليدوية، وتفتيشها، ثم أخذوني لغرفة أخرى فيها عدة أشخاص، واحد منهم يتحدث اللغة التركية، تمكنت من معرفة اسم أحد المحققين وهو (أبو الليث الحسكاوي)، اتهموني بالعمالة لأمريكا ولقوات سوريا الديمقراطية والنظام وروسيا، كلّ مرة كانت التهمة تختلف، نكرت كل شيء، وقلتُ أنا مدنيّة أبحث عن زوجها المختطف، تمَّ زجّي في غرفة صغيرة مظلمة، حوالي منتصف الليل فُتح الباب وقاموا بعصب عيني وربط يدي وجرّي لغرفةٍ أخرى، جلستُ على الأرض، طلبوا مني فك قفل الهاتف، وكان هنالك أشخاص يتحدثون اللغة التركية، وأحد ما يترجم كلامي، ولم أتحدث بشيء كانوا يتهموني بكلّ شيء، أعادوني للمنفردة، وتم نقلي لمكان آخر وآخر، وبدأوا بضربي، ولكمي وركلي وحرماني من التبول ومن الطعام والماء”.
وذكرت سليمان إنّها تعرّضت للضرب في مركز الاعتقال، وجرى التحقيقُ معها 25 يوماً بشكلٍ متواصلٍ، ترافق مع التعذيب، التهم متعددة مختلقة، تم تصويرها وإلزامها على الإقرار بأنّها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وأنّها قيادية كانت تخطط لتنفيذ عمليات تستهدف تركيا والجيش التركيّ، ومضت أربع أشهر على هذه الحالة، كانت محتجزة في سجن لم تعرف مكانه، ليتم نقلها بعد ذلك إلى سجن (فرقة الحمزة)، حسبما أفادت ناديا للمركز الحقوقي.
صنوف من التعذيب وقتل:
وبعد استجوابها 25 مرة، تم زجّها في غرفة صغيرة منفردة، ولاحقاً تم نقلها لسجنٍ أكبر فيه حوالي 40 معتقل ومعتقلة، ووضعوها في غرفة كان فيها 11 امرأة، وطفلين (طفل بعمر 7 أشهر، وطفل بعمر سنة ونصف)، أسمائهم كالتالي: لونجين عبدو، أختها روجين عبدو، نازلي نعسان، روشين أمونى، روكان منلا محمد، فريدة حسين، أستير بان عبدو، فالنتينا عبدو، نيروز بكر واسم آخر لم تتذكره، وناديا سليمان. إضافة للطفلين (عيد، أورجان)، تقول الناجية الكُردية.
وقالت سليمان: “لم نكن نستطيع رفض شيء، سلبوا منا إرادتنا وكلَّ شيء. وكانوا يضربونني بخرطوم مياه، وبقطع الحديد بأطراف حادة مثل السيفِ، كانوا يقومون بوضع ملح الليمون تحت الأظافر، وكانوا يهينوننا دائماً، ويستهزئون بنا على أنّنا سبايا وهم يملكون القرار بأن يفعلوا بنا ما يشاؤون.”
وحاولت ناديا سليمان الانتحار رغبة في الخلاص، ولكنها فشلت، فأحيلت إلى زنزانة انفرادية، وضربوها بأداة حادة على رأسها ففقدت الوعي، وسالت الدماء من أنفها وفمها، وتركوها ملطخة بالدماء، وبقيت في المنفردة مدة طويلة حتى فقدت الإحساس بالوقت، وتقول: “تم سحبي من المنفردة من شعري، وسحلي مراراً، وحرماني من الثياب، والماء والطعام، حتى الذهاب لدورات المياه، كان الاتصال بالعالم مفقوداً، لا أحد يعرف أين نحن وكيف ولا نعلم ماذا يجري في الخارج”.
وعاشت على مدار أشهر على رغيف خبز وبعض الجبن يقدم لها كل 3 أو 4 أيام مرة واحدة؛ ما أدى إلى مرضها وانهيارها عصبياً، كما وتحدثت عن حرمانها من الذهاب إلى (دورات المياه) وحرمان من معها في السجن، وأضافت بأنّهم كانوا يقومون بتجميع الفضلات في أكياس حتى يفتحوا لهم الباب كل 3 أو 4 أيام مرة واحدة، ويتم منحهم نصف دقيقة فقط لتفريغ الأكياس، وجرى تعذيبها بطرق عدة منها « بَلانكو / بَلانكا » (الربط إلى السقفِ لتتدلى للأسفل) وغرس الإبر في الأصابع والأظافر وغمسها في خل التفاح والملح، وقلع الأظافر وأساليب أخرى وذكرت ناديا إنّه تم نزع ثيابها مراراً، أثناء الاستجواب، وبعدها وعندما رفضت التهم المنسوبة إليها، نُقلت إلى غرفة التعذيب وعُلقت إلى السقف ويداها مكبلتان من الخلف، وضربوها مع نساء أخريات بالخرطوم، والكبل، والحديد، وعرضوا جسدها الهزيل للصعق بالكهرباء، وأوضحت أنّها بعدما تعرضت لأنواع عدة من التعذيب الجسدي، كان يغمى عليها، إلا أنّهم كانوا ينزلونها إلى الماء ويوصلونه بالتيار الكهربائي لتصحو من جديد.
تضيف سليمان:” كان التعذيب يومياً، بشكل فرديّ أو جماعيّ، وتعرضنا للاغتصاب مراراً، كانوا يعطوننا حبوباً مخدرة، وأحياناً يرشون المياه الباردة علينا جميعاً في الشتاء القارس، حتى الأطفال الصغار لم يتم استثناؤهم من التعذيب، كما كان يتم حرمان الطفل الرضيع من الحليب”.
كما كانت ناديا شاهدة على قصة رجل تعرض للتعذيب حتى فارق الحياة، قائلة: “حسن كان والد لـ 3 بنات تعرض لتعذيب شديد، كان قد فقد صوته من التعذيب تأكدت من وفاته، لقد مات في المنفردة التي نقلوها إليه، والتي كانت قبراً …كنتُ أشاهد من فتحة صغيرة، في الباب، تم لفه ببطانية ونقله خارجاً، كذلك فعلوا بـ بلال عبدو.”
الاغتصاب:
وأردفت ناديا سليمان أنّ كل امرأة من النساء المحتجزات معها لاقت صنوفاً متعددة من التعذيب، وتعرضت النساء للتحرش والاغتصاب والشتائم، وقالت إنّ أصوات التعذيب مازالت عالقة في ذهنها ولا يمكن نسيانها، خاصة من الغرف الأخرى ضمن السجن حيث كان هنالك شباب ورجال وأطفال وكانت أصواتهم قاسية ولا يمكن وصفها.
تقول سليمان إنّها تعرضت للاغتصاب عدة مرات داخل السجن السريّ الذي كانت مختطفة فيه بحي المحمودية في مدينة عفرين، وفي شهادة جريئة وقوية أكدت بالفعل تعرضها وتعرض نساء أخريات للاغتصاب من قِبل مسلحي الفصائل المدعومة والموالية لتركيا، وقالت إنّها وأخريات تعرضن للتعذيب بطرق شتى أمام وبمشاركة جنود وعناصر من المخابرات التركية.
ولفتت سليمان إلى أنّهم عذبوها، وصوروها، وأنّها ذاقت التعذيب في بادئ الأمر، ثم الاغتصاب مرات عدة، وذكرت أنّ حالات الاغتصاب طالت نساء أخريات، وقالت إنّها كانت شاهدة على وفاة شخصين تحت التعذيب.
وروت ناديا سليمان التي تمكنت من النجاة بصعوبة بالغة، ووصلت إلى مكان آمن (خارج عفرين) قصة اعتقالها وتعذيبها المتكرر وتعذيب نساء وشبان وكبار في السن وأطفال، وقالت إنّ التعذيب طال حتى طفلين أحدهم رضيع يبلغ 7 أشهر، والآخر يبلغ عام ونصف خُطفوا مع أمهاتهم، وكان يتم اغتصابهن أمام أطفالهن، كما وأكدت إنّها عرفت على الأقل مقتل شخصين تحت التعذيب في سجون (فرقة الحمزة).
اكتشاف أمر النساء المختطفات لأول مرة:
تقول سليمان إنّ وضعهم المأساويّ استمر مدة ستة أشهر داخل سجن فرقة الحمزات بحي المحمودية في مدينة عفرين، حدثت فوضى وسمع صوت إطلاق نار وهتافات، اقتحم مدنيون السجن، كان البعض من المختطفات عراة بلا ثياب، وأخريات في المنفردات وقد تعرضن للاغتصاب، قاموا بإخراجهن على عجل، وتقول: ” هربنا وركبنا إحدى السيارات، عرفنا لاحقا أنّنا أصبحنا في قسم الشرطة العسكرية، وأنّ اقتتالاً اندلع بين المستوطنين أدى لاقتحام متظاهرين غاضبين السجن الذي نحن محتجزين التابع ل فرقة الحمزات، عرفنا إنّنا في 28/5/2020، وهذا يوم لن أنساه”
وتضيف إنّهن بقين مدة يومين فقط في أحد سجون الشرطة العسكرية، يومان بدون تعذيب وقدموا لهن قليل من الطعام والماء، وتردف بالقول: “لكن لم يسمحوا لنا بالاستحمام، والذي كان حلماً بالنسبة لنا، لا أتذكر أخر مرة استحممت فيها”.
تتابع سليمان سرد ما جرى معها بعد ذلك: “بعد 48 ساعة، قامت الشرطة العسكريّة بتسليمنا مجدداً لفرقة الحمزة، نفس الوجوه السابقة، التي نقلتنا إلى قرية مازن/ الكبيرة بريف عفرين، ومن هنالك تم تحويلنا إلى منطقة إعزاز، ووضعنا في سجن بظروف أفضل نوعاً ما، تم أخذونا للتحقيق مجدداً، وقاموا بتصويرنا فيديو والتقاط صورنا مراراً، أخبرونا إنّنا يجب أن نحفظ ما هو مدون في ورقة وأن نسجل ذلك أمام الكاميرات، قرأتُ النص الذي كان يتضمن أنّني إرهابيّة، عميلة أعمل لصالح حزب العمال الكردستانيّ وقوات سوريا الديمقراطية، وأنّني أقود مجموعة كانت تخطط لاستهداف الضباط الأتراك والجنود الأتراك وأنّني أخطط لتنفيذ عمليات تفجير في تركيا، تم ضربنا مجدداً، ومنحونا ساعات لنحفظ محتوى الورقة، لم يكن أمامي أيّة فرصة لأرفض ذلك فقبلت تحت التهديد، كان المشرف على التحقيق وتلقين المعلومات هو شخص اسمه (سيف أبو بكر) لاحقاً عرفت أنّه أحد المقربين من المخابرات التركية، ويحمل الجنسية التركيّة، ويقود فرقة الحمزة، تم إجبارنا في حضور أبو بكر على التوقيع والبصم على أوراق باللغة العربية والتركية بعد تصويرنا لعدة مقاطع فيديو تتضمن اعترافات إنّنا إرهابيون، بدون أن نعرف على ماذا نبصم أو نوقع”.
وتحدثت سليمان عن قيام المسلحين برفقة أشخاص يتحدثون اللغة التركية بتصويرهم عدة مرات، مرة وهم عراة، ومرة هم بلباس نظيف قدموه لهنّ ثم تمّ أخذه، وفي تسجيل الفيديوهات جعلوهم ينفون تعرضهم لأيّ تعذيب وأنّ حياة وظروف السجن مرفهة، وأجبروهن على شكر تركيا وأردوغان والجيش الوطني والأجهزة الأمنية وأنّهم قاموا بحمايتهن وإصلاحهن.
وفي فيديو آخر جعلوهم يعترفون بالإكراه والضرب والتعذيب إنّهم إرهابيون تورطوا في تفجيرات أو خططوا لها وعملاء لصالح (قوات سوريا الديمقراطية) وحزب العمال الكردستاني وتستدرك قائلة:(حينما كنتُ أو كنا نرفض ذلك كانوا يقومون بنزع ثيابنا وإجبارنا على كل شيء وتصوير ذلك، لم يكن بمقدورنا إلّا أن ننفذ أوامرهم، أمام تسجيل الفيديو شكرنا أردوغان وشكرناهم، بعد ذلك تم تحويلنا إلى سجن في مدينة الباب، بقينا هناك مدة شهر، تم تحويلنا من الباب إلى سجن معراته في عفرين، وفي كل مرة يتم إعادة التحقيق معنا وإلزامنا على الاعتراف أنّنا مذنبون، وإرهابيون، وأنّهم يعاملوننا بطريقة جيدة وظروفنا في السجن مرفهة”.
المحاكمة:
في سجن معراته لأول مرة تمت إحالة المختطفات إلى المحكمة والقضاء، وتستذكر سليمان تلك اللحظات بالقول: “في البداية كان القاضي العسكري، لا أتذكر اسمه، مستعجلا لإنهاء القضية، وطلب مني، كما طلبوا منّا في السجن الصمت وعدم الإدلاء بشيء، وانتظار القاضي ليتحدث وأنّنا مقابل صمتنا سنحصل على إطلاق السراح، ضمن عفو سيصدرونه، لكن لم يكن يهمني شيء، تحدثتُ أمام القاضي عن التعذيب والاغتصاب والتحرش والضرب وظروف السجن وأنّنا مدنيون أبرياء تم إجبارنا على الإدلاء بتصريحات مصورة تحت التعذيب، وأنهم خطفوني وأنا متجه لزيارة زوجي المعتقل، قاطعني القاضي وطلب إعادتي للسجن وهددني، بالفعل أعادوني للسجن وبدأوا بضربي مجدداً، وفي اليوم التالي أدخلوني لقاعة المحكمة وتم إجباري على توقيع أوراق أجهل محتواها كانت باللغة التركية والعربية”.
وتضيف سليمان أنّه تم إحالتهن لمحكمة أخرى، بدا أنّها مدنية هذه المرة، وقررت ناديا هذه المرة عدم التزام الصمت رغم تهديدهم بقتلها وتحدثت أمام القاضي الذي عرّف عن نفسه باسم (أحمد سعيد)، فسردت له كيف تعرضت للتعذيب والاغتصاب، وكيف تعرضت بقية النساء معها في السجن، وبقية المعتقلين للتعذيب وقالت إنّها شاهدة على مقتل شخصين تحت التعذيب، الأول اسمه (بلال عبدو) والثاني (العم حسن، أب لثلاث بنات)، متوقعة منه الإنصات والإنصاف، فيما بعد تبيّن أنّه يود الحديث معها للتسلية، وقالت إنّه كان يبتسم ويستهزئ بها، وقام بتهديدها وطلبت منها بألا تخبر أحد بهذه القصص لحماية شرفها وعائلتها ولكيلا تتعرض للقتل والملاحقة والعودة لنفس الظروف.
وأجبر متزعم الفصيل ناديا سليمان على توقيع أوراق باللغة العربية وأوراق باللغة التركية دون السماح لها بقراءة محتوها، وجرى تصويرها مجدداً في السجن وأطلق سراحها مع إبلاغها بالبقاء بالمنزل وعدم المغادرة أو التحدث لأي وسيلة إعلامية أو كتابة شيء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ناديا سليمان قالت إنّ عائلتها اتفقت مع مهرب على دفع مبلغ 300 دولار لإخراجها من عفرين، ووصلت لمكان آمن لكن مازال مصير زوجها مجهولاً حتى الآن، وهو الذي اختطف قبل اختطافها بأيام.
أفرج عن ناديا أحمد سليمان بعد قضاء 878 يوماً في سجون الفصائل الموالية لتركيا، تنقلت خلالها ضمن 9 سجون، في 4 مدن خاضعة لسيطرة الجيش التركي، منها 90 يوماً قضتها في سجون خاضعة لإشراف مباشر من أجهزة الاستخبارات التركية.