تصاعدت وتيرة الانتهاكات التي تعرضت لها الأهالي في عفرين من قبل الفصائل المسلحة وبالتعاون مع القوات التركية التي تساندها إلى مستويات جديدة، حيث شملت عمليات خطف المدنيين مقابل الفدية ومن بينها النساء فضلاً عن حرق المنازل والأشجار والاستيلاء على الممتلكات المدنيين والهجوم على القرى التابعة للمكون الايزيدي واقتياد السكان إلى أماكن مجهولة بغرض ابتزاز الأهالي وطلب الفدية على ضوء ذلك، في الوقت الذي كشف وحدات حماية الشعب عن نتائج عملياتها ضد القوات التركية والفصائل المسلحة التي تتبع لها.
وقد أستهلت هذه الانتهاكات عبر المداهمة التي شنتها مجموعات “جيش الإسلام” التي كانت تقاتل تحت اسم “الجيش الحر” سابقاً قبل تهجيره من الغوطة الشرقية ضد المدنيين، حيث اختطفت الأخوين عبدو حمكي 64 عاماً، وبحري حمكي 60 عاماً من المكون الايزيدي، ثم طالب عوائلهم بفدية مالية مقابل الكشف عن مكان اعتقالهم، كما وتمت مصادرة جرارين زراعيين من القرية وسيارة من نوع” فان” ومولدة كهرباء وأموال من منازل المختطفين.
يذكر أن أختهم فاطمة حمكي قتلت قبل فترة بعد إلقاء الكتائب المسلحة قنبلة يدوية على منزلها في قرية قطمة.
وبالتوازي، طردت عناصر لواء خالد بن الوليد التي تعمل تحت راية لواء” فيلق الشام” أهالي عدة قرى في ناحية راجو من منازلهم ومن ثم نفذوا سلسلة من عمليات السلب والنهب بحق المحاصيل الزراعية والثمار الموسمية والآليات الزراعية للمواطنين، وقد استهدفت هذه الحملة كل من القرى التالية (ميدان أكبس و قرة بابا و فرفركة وخراب سلوك).
وتدير هذه المجموعة المسلحة عمليات الخطف اليومي ضد المواطنين الكورد في عفرين بتهمة انتماء لحزب” الاتحاد الديمقراطي” وانتزاع الفدية منهم بعد فترة من ممارسة التعذيب الشديد بحقهم، في الوقت الذي تشير المصادر المحلية أن نفس هذه المجموعات تحاول بشتى الوسائل الممكنة في الاستيلاء على موسم الزيتون الحالي.
في حين، اقدمت عناصر من الفصائل المسلحة التابعة للقوات التركية، على إضرام النيران بشكل عشوائي بمنازل المدنيين وحرق العشرات من أشجار الزيتون في قرية “كاوندا” التابعة لناحية راجو في مدينة عفرين، وذلك في سياسة متعمدة تتبعها هذه الفصائل منذ سيطرتها على مدينة عفرين وريفها، حيث سبقت أن قامت هذه المجموعات بحرق المئات من أشجار الزيتون في قرى ونواحي مدينة عفرين.
وبدورها، قامت المجموعة المسلحة التي تطلق على نفسها فصيل “الشرقية” بحملة مداهمات على منازل المدنيين في مدينة عفرين وريفها، ويطلب من الأهالي ضرورة الكشف عن العقود القانونية التي تثبت ملكيتهم للمنازل والبساتين والآليات الزراعية.
وفي سياق متصل، كشفت المصادر المحلية لمركز توثيق في شمال سوريا، بأن “فرقة الحمزات” وهي إحدى الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، نفذت عملية المداهمة بحق المنازل في حي الاشرفية التي تقع في مدينة عفرين، واعتقلت فتاة تدعو أمل حسين عمر عن عمر تناهز ٢٢ سنة واقتيادها إلى مكان مجهول.
بينما خطف ذات الفصيل المواطن (ب.س) من ناحية جندريسه في عفرين، ومازال يتعرض للتعذيب الجسدي الشديد الذي يظهر في الصورة التي تم توثيقها من قبل مركز توثيق في شمال سوريا، حيث بادئ على جسده آثار التعذيب.
وفي سياق تطورات المعارك العسكرية بين وحدات حماية الشعب والجيش التركي والفصائل العسكرية الموالية لها، كشفت وحدات حماية الشعب في بيان لها عن مقتل ستة عناصر من المسلحين السوريين في عفرين من بينهم جنود تابعة للقوات المسلحة التركية، حيث أكد البيان الذي نشر اليوم بأن وحدات حماية الشعب نفذت بتاريخ 30 آب و1 أيلول ثلاثة عمليات متتالية، استهدفت العملية الأولى كتيبة عاصفة الشمال وذلك على الطريق الواصل بين قريتي قطمة وقسطل جندو التابعتين لناحية شرا، وعملية أخرى شملت محيط قرية باشمرا التابعة لناحية شيراوا، في حين نفذت عملية محكمة عبر تفجير عبوة ناسفة استهدفت إحدى الدوريات العسكرية التابعة للقوات التركية.