أطلق عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما)، النار على المواطنين في منطقة عين ديوار في ريف الحسكة في أقصى الحدود الشمالية الشرقية لسورية، وذلك أثناء تجمع المدنيين قرب نهر دجلة، ما أدى إلى مغادرتهم المنطقة، دون تسجيل إصابات في صفوفهم.
وتمنع قوات حرس الحدود التركي المواطنين الاقتراب من الأراضي الزراعية القريبة من الشريط الحدودي، وتحرم الأهالي من زراعة محاصيلهم.
وفي 18 نوفمبر من العام الماضي، أصيب مزارعان برصاص “الجندرما” التركية، أثناء عملهم في بذار أراضي زراعية قرب قريتي مزرا باني ومزرا خواري الحدوديتان في ريف بلدة المالكية في محافظة الحسكة، حيث تم نقلهما إلى مشفى البلدة لتلقي العلاج.
وتواصل قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” عمليات القتل والتعذيب للاجئين والمُهجرين السوريين على الحدود التركية – السورية، الفارين من ويلات الحرب والباحثين عن الأمان.
ويستهدف الجيش التركي المنتشر على طول الحدود التركية السورية، بالرصاص الحي كل من يحاول الاقتراب من الحدود.
ووثقت عدة منظمات حقوقية عمليات استهداف مدنيين من قبل حرس الحدود التركي، من بينها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، حيث نشرت تقريراً حقوقياً أكدت فيه أنّ العديد من المدنيين الهاربين من الحرب والطامحين بدخول الأراضي التركية تعرضوا لإطلاق نار، ووقع منهم مصابون وقتلى.
وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.
وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الزائفة التي تُحاول أن تعكس صورة إيجابية عن تعامل حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي مع السوريين من مختلف التوجهات، فإنّ الانتهاكات التركية بحق المواطنين السوريين لا تتوقف عند حدود.
وأصبحت مثل هذه الحوادث شائعة أكثر فأكثر في السنوات الأربع الماضية، وتحديدا منذ أن تخلت تركيا عن سياسة الحدود المفتوحة التي كانت قد تبنتها في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، أقامت تركيا جدارا وسياج على طول حدودها الممتدة لـ 900 كيلومتر مع سوريا، وسعت إلى إقامة ما أطلقت عليه اسم “المناطق الآمنة” داخل سوريا.
وتزامن ذلك مع تشديد وفرض إجراءات مُعقدة تجاه اللاجئين السوريين في تركيا بعد أن انتهت صلاحية استثمار ورقتهم من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم.
كما تمّ تهجير وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين بسبب عمليات تركيا العسكرية في سوريا “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”، وسط أوضاع إنسانية مأساوية استفحلت في البلاد، وعمليات تطهير عرقي وإعادة تشكيل الديموغرافية السكانية والإبادة الجماعية الثقافية، والتي تواصل أنقرة تنفيذها في المناطق التي احتلتها قواتها بالتعاون مع الفصائل السورية المسلحة التابعة لها.
وانتشرت في مناطق الاحتلال التركي جرائم الغصب والسلب والنهب وطلب الفدية والابتزاز والاغتصاب والدعارة والضرب والقتل والدمار البيئي ونهب المصانع والآثار، وصارت كلّها جزءاً من الحياة اليومية.
الجيش التركي قتل 472 من اللاجئين السوريين بينهم 60 امرأة و 89 طفلا حاولوا اجتياز الحدود حتى نهاية نوفمبر 2020
ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 472 شخصاً، حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر2020 بينهم ( 89 طفلا دون سن 18 عاما، و60 امرأة). كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 534 شخصا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتمكن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا من جمع بيانات تضمنت قيام الجنود الأتراك بقتل شخصين، وإصابة 21 آخرين بجروح، خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر 2020 كانوا يحاولون اجتياز الحدود التركية، هربا من الحرب الدائرة في منطقة إدلب وريف حلب والرقة والحسكة.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للاجئين السوريين الذين يحاولون عبور الحدود من سوريا هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.
سقوط ضحايا في القصف التركي على قرى وبلدات آهلة بالسكان في ريف حلب والرقة:
تسبب القصف التركي المتواصل الذي يستهدف منطقة تل رفعت والشهباء في ريف حلب، ومناطق في ريف عين عيسى بمحافظة الرقة في سقوط ضحايا مدنيين، حيث قتل شخص واحد على الأقل وأصيب 15 آخرون خلال نوفمبر من العام الجاري، كما أنّ القصف العشوائي استهدف محطة كهرباء عين عيسى بتاريخ 28 نوفمبر، ويتسبب في دمار البنية التحتية ومنازل المدنيين. إضافة أنّ الألغام التي تقوم الفصائل الموالية لتركيا بزرعها في محيط طريق M4 وريف بلدة عيسى يتسبب في سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، أغلبهم من رعاة الأغنام أو الفلاحين.
وارتفع عدد ضحايا الألغام في الريف الشمال لمدينة الرقة، وبالتحديد في محيط بلدة عين عيسى إلى 5 قتلى، و 11 جريح منذ بداية نوفمبر، تزامنا مع تصاعد وتيرة القصف التركي على البلدة.
السبت 28 نوفمبر 2020 فقد شابان حياتهم، وأصيب 4 وهم من رعاة المواشي في انفجار لغم أرضي في أراضي زراعية في محيط قرية “الحيمر” بريف تل أبيض الغربي، شمال الرقة. واتهم الأهالي جماعات مسلحة موالية لتركيا بزرع الألغام، في المنطقة القريبة من خطوط التماس بينهم وبين قوات سوريا الديمقراطية.
الجمعة 27 نوفمبر توفي شاب وطفل في انفجار قذيفة هاون من مخلفات “القصف التركي” على محيط قرية أبو صرة، في ريف عين عيسى. كما وأصيب طفلان بجروح، وجميعهم من رعاة المواشي. وعرف من الضحايا الذين فقدوا حياتهم الطفل “عدي إسماعيل الأحمد” البالغ من العمر 16 عام، والشاب “محمد علي أحمد” البالغ من العمر 18 عام، والجرحى هم “مصطفى صالح الأحمد” البالغ من العمر 16 عام، و “مؤيد علي الأحمد” البالغ من العمر 16 عام.
واضطر عدد من سكان بلدة عين عيسى للنزوح، نتيجة القصف المتكرر، حيث أصيبت كذلك امرأة وطفلين، وسقطت قذائف على مبنى مديرية الكهرباء في الناحية، مسببة تضرر المستودع، بالإضافة إلى خزانات الوقود.
كما فقد شخص حياته في 11 نوفمبر، اثناء محاولته فلاحة أرضه الزراعية، بانفجار لغم وأصيب 3 بجروح.