الحسكة في 9 ديسمبر 2020:
جددت القوات التركية، قطع المياه ووقف الضخ من محطة آبار علوك، مستخدمة المياه كسلاح لتعطيش الأهالي، وتهديد حياة نحو مليون نسمة في مدينة الحسكة وريفها، ولا سيما أنّ المحطة تشكل مصدرا رئيسيا ووحيدا لتزويدهم بمياه الشرب.
تكرار قطع مياه محطة علوك برأس العين التي تغذي محافظة الحسكة شمال شرق سوريا بصفة متكررة، يؤدي لتفاقم الأزمة الإنسانية في المحافظة التي يقطنها قرابة مليون نسمة. وتوجد فيها مخيمات ومراكز إيواء للنازحين الذي وصلت أعدادهم لقرابة نصف مليون نسمة.
وتُشكّل محطة مياه علوك شرقي مدينة رأس العين/سري كانييه، المصدر الرئيسي للمياه الذي يعتمد عليه أكثر من مليون شخص من سكان شمال شرقي سوريا، وخاصة في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والريف المحيطة بهما، بما في ذلك مخيم: الهول ومخيم العريشة/السد ومخيم واشو كاني/التوينة) التي تضم عشرات الآلاف من النازحين داخلياً من محافظات ومناطق سوريّة مختلفة، بالإضافة إلى آلاف العراقيين والأجانب .
تكرار انقطاع المياه الصالحة للشرب دفع سكان الحسكة وريفها للاعتماد على مصادر مياه غير آمنة. ما يشكّل خطراً جسيماً على حياتهم في ظل الجهود المحلّية للتصدي لفيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19)، إنّ نتائج قطع المياه من محطة “علوك” كارثية على سكان المناطق التي تغذيها المحطة، حيث أدى انقطاع المياه إلى زيادة الطلب على مياه الصهاريج المتنقلة، تلك التي قد لا تكون نظيفة ومعقمة، وقد أثرت قلة المياه بشكل سلبي على النظافة الشخصية للأشخاص والعائلات، وكذلك نظافة وتعقيم المراكز الصحية والمشافي، ما يشكل خطراً جدياً على حياة الناس، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وحذرت مديرية المياه بمدينة الحسكة، من تكرار قطع المياه من محطة علوك التي تغذي المدينة ونواحيها بالمياه، ونوهوا أنّ العمال لم يدخلوا إلى المحطة منذ عشرة أيام، وإلى الآن لا يعرفون السبب لقطع المياه.
ومنذ أكتوبر 2019، امتدت قطع المياه عن مدينة الحسكة لفترات، 12 مرة بعد سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على منطقة رأس العين، ومحطة التغذية الرئيسية للمياه، “محطة علوك”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد طالبت، تركيا في وقت سابق باستئناف تشغيل محطة مياه “علوك” في ريف الحسكة، لضمان إمداد المياه لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.
وقالت “هيومن رايتس” إنّ “تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق سيطرة الكرد في شمال شرقي سوريا يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس “كورونا” الجديد المسبب لوباء “كوفيد-19″ العالمي”.
وقال مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، “في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا. ينبغي على السلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المجتمعات فوراً”.
وكانت تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها سيطرت على محطة مياه علوك خلال الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر2019. والواقعة قرب بلدة رأس العين /سري كانيه.
وتجلب المنظمات الإنسانية حالياً صهاريج مياه في عملية متقطعة وتستغرق وقتاً طويلاً. حيث يوفر نقل المياه بالصهاريج أقل من /50% /من احتياجات السكان، بالإضافة إلى كلفته المادية الكبيرة.
وبموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، “ينبغي لجميع أطراف النزاع المسلح حماية الأعيان الجوهرية لحياة المدنيين، بما فيها تلك المتصلة بتوزيع المياه والصرف الصحي”.
ويلزم القانون الحكومات والسلطات الفعلية باحترام الحق في الحصول على الماء، وضمان تمتّع الناس بالمياه النظيفة، والمتوفرة، والمقبولة، والتي يسهل الوصول إليها، وبكلفة معقولة.
89 منظمة سورية تدين قطع تركيا المتعمّد للمياه في شمال شرق سوريا:
أصدرت 89 منظمة سورية بيانا نددوا فيه باستمرار قطع المياه من قبل تركيا، واستخدامها للمياه كسلاح حرب، وذكّر بيان المنظمات أنّ هذا الحرمان المتعمد من المياه للسكان يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي ويشكل جريمة حرب، وانتهاكاً لحقوق جميع سكان شمال شرق سوريا الأساسية بالحصول على مياه صالحة للشرب والاستعمال، ودعوا الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إلى:
- الضغط على الحكومة التركية من أجل السماح بإعادة ضخّ المياه باتجاه المناطق المحرومة منها بشكل فوري وعاجل، وضمان عدم تكرار عمليات القطع تحت أي ذريعة.
-
تحييد محطة مياه “علوك” من الصراعات السياسية والعسكرية وإخضاع إدارتها إلى فريق مدني مختص ومستقل، وذلك بإشراف ورقابة دولية وكف يد القوات التركية من استخدامها كورقة ابتزاز
-
ضمان أن يستفيد جميع سكان منطقة شمال شرق سوريا من الموارد المائية بشكل عادل ودون أن تمييز من أي نوع كان.
https://vdc-nsy.com/archives/39018