أكّد تقرير لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا أنّ الهجمات التركية في مناطق شمال وشرق سوريا تسببت في حدوث 510 حالة إعاقة جسدية دائمة بسبب الاشتباكات والقصف العشوائي والألغام والعبوات الناسفة، واستهداف المدن بقذائف المدفعية والصواريخ والقصف الجوي.
وذكر التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة تعرض 12 ألف شخص في شمال سورية شهريا لصدمة نفسية جراء الهجمات، والتهديدات التركية، ومعاناة 510 شخص من إعاقة جسدية دائمة وهم يضافون إلى الرقم الإجمالي لذوي الاحتياجات الخاصة والذي تقدره منظمات المجتمع المدني في المدن بشمال سوريا بـ 13 ألف إضافة إلى قرابة 3015 حالة إعاقة لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتنظيمات المسلحة الموالية لتركيا.
وأوضح التقرير، أنّ الحرب التركية على منطقة عفرين تسببت في إصابة 205 شخصا باعاقات جسدية، بينهم 39 مدني و 136 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وعناصر “الجيش الوطني” كما وأصيب 44 باعاقات جسدية في التفجيرات التي حدثت في منطقة عفرين منذ الغزو التركي، حيث ظلت المدينة في مأمن من التفجيرات طيلة فترة حكم “الإدارة الذاتية”. كما وأصيب 27 شخصا بإعاقات نتيجة الألغام الغير منفجرة. وبين تلك الحالات هناك 20 طفلا، و 33 امرأة.
وسببت الحرب كذلك ضررا نفسيا بالغا سواء أكان لسكان عفرين الذين اضطروا للنزوح من عفرين إلى منطقة الشهباء، والسكن في المخيمات المؤقتة، أو الذين توجهوا للمحافظات السورية الأخرى، أو الذين فضلوا البقاء في منازلهم، وقراهم. حيث وثقت على الأقل 9 حالات انتحار، و 29 حالة وفاة نتيجة الأزمات القلبية، والصدمات النفسية.
عدا عن حالات الإصابات نتيجة المعارك والقصف حيث وثقت منظمات محلية قرابة 2500 حالة إعاقة في منطقة عفرين، هؤلاء يعيشون في ظروف صعبة، حيث نزح منهم قرابة 2100 وهم يعيشون ظروف نفسية واجتماعية واقتصادية صعبة للغاية، حيث لا يتوفر الرعاية الطبية، والاجتماعية والنفسية. و زادت المعاناة الإنسانية نتيجة الهجمات التركية وهجمات الجماعات المسلحة الموالية لها واستخدام أسلحة متفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، واستمرار المخاطر المرتبطة بارتفاع مستوى التلوث بالمتفجرات ارتفاعاً كبيراً، وتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات التأهيل، التي تقل يوماً بعد يوم.
كما وتسببت الهجمات التركية على مناطق الباب وجرابلس ومنبج في إصابة 70 شخصا بإعاقات جسدية، نتيجة القصف التركي على مدينة الباب وريفها، والقصف المدفعي المتكرر على قرى في مدينة منبج، منهم 30 حالة إعاقة نتيجة التفجيرات، والاشتباكات الدورية بين الجماعات والفصائل التركية التي تجري داخل المدن، و 17 حالة نتيجة انفجار الغام التي لم تنفجر، وفي تلك المنطقة كانت لجان محلية قد وثقت 1500 حالة إعاقة قبل الحرب يعيشون ضمن الحد الأدنى من الرعاية.
في منطقة شرق الفرات، تسبب الهجوم التركي في إصابة 181 شخص باعاقات جسدية، منهم 38 مدني، و 144 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، و”عناصر الجيش الوطني”، كما وأصيب 25 باعاقات جسدية في التفجيرات التي حدثت في منطقتي تل أبيض ورأس العين عقب الغزو التركي، حيث ظلت المدينة في مأمن من التفجيرات طيلة فترة حكم “الإدارة الذاتية”. كما وأصيب 17 شخصا بإعاقات نتيجة الألغام الغير متفجرة. وبين تلك الحالات هناك 21 طفلا، و 25 امرأة.
وسببت الحرب كذلك ضررا نفسيا بالغا سواء أكان لسكان منطقتي تل أبيض ورأس العين الذين اضطروا للنزوح عن مدنهم وقراهم، والسكن في مخيمات مؤقتة، أو الذين توجهوا للمحافظات السورية الأخرى، أو الذين فضلوا البقاء في منازلهم، وقراهم. حيث وثقت حالات وفاة نتيجة الأزمات القلبية، والصدمات النفسية.
وكانت منظمات محلية قد وثقت قرابة 900 حالة إعاقة طبيعية في منطقتي تل أبيض ، ورأس العين هؤلاء يعيشون في ظروف صعبة، حيث نزح منهم قرابة 800 وهم يعيشون ظروف نفسية واجتماعية واقتصادية صعبة للغاية، دون توفر الرعاية الطبية، والاجتماعية والنفسية.
إضافة إلى قرابة 2550 من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة كوباني يضاف إليهم 240 من “المعاقين” نزحوا بفعل الهجمات التركية يعانون كذلك من ظروف صعبة، وقلة الرعاية، نتيجة الأوضاع الغير مستقرة، والتهديدات التركية المتكررة في اجتياح المدينة.
وعلى الجانب الآخر، تراجع نشاط الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي تعنى بالمصابين والجرحى، جراء شح التمويل، والتكاليف المرتفعة التي يستلزمها العلاج الطويل وتعويضات الأطراف الصناعية، حيث يتجاوز تكاليف تركيب طرف صناعي بدائي 1500 دولار، في حين يبلغ تركيب طرف صناعي ذكي، ستين ألف دولار، وهي أرقام مرتفعة جداً قياساً إلى عدد المحتاجين إليها وغياب المنظمات التي تتكفل بالعلاج والرعاية. خاصة وأنّ غالب المنظمات الدولية غادرت المنطقة بفعل الهجمات التركية؛ كما أنّ مستوى وعدد المشافي ونقاط الرعاية الصحية بالأصل كان غير كافي ولم تكن مجهزة، ومع الهجوم التركي الأخير برز النقص الحاد في الكوادر المتخصصة والمستلزمات المتطورة وهو ما يحرم المصابين من الشفاء، بل إنّ كثيراً من الإصابات البسيطة تتفاقم وتتحول إلى إعاقة دائمة، كبتر الأطراف، أو حدوث التشوهات خطرة وشلل وتعطل وظائف حيوية و إصابات دماغية.
ويصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.