تودد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من نظيره الأمريكي جو بايدن عبر إرسال رسالة تهنئة،. وقال في الرسالة إنّه واثق أنّ روابط التعاون والتحالف القوية بين بلديهما ستواصل تقديم إسهامات مصيرية للسلام العالمي.
كذلك قال أردوغان إنّ: “التحديات العالمية والإقليمية التي تعترضنا اليوم تحتم علينا السعي لمواصلة تطوير وتعزيز علاقاتنا القائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة”.
ويعتبر أردوغان أكبر المتضررين من هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة، حيث كانت له علاقات ممتازة مع ترامب المعروف بمحاباته للدكتاتوريات، والذي أطلق يد أردوغان في سوريا، وسمح له بشن هجوم على مناطق كانت آمنة ومستقرة، تدار من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من واشنطن، كما وتجاهل ترامب قيام تركيا بإرسال آلاف المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا، وإلى أذربيجان لشن هجوم على أرتساغ الذاتية الحكم، إضافة لصمته عن تهديد تركيا لأمن شرق المتوسط وإثارة المشاكل مع اليونان وقبرص والقصف المتكرر والتوغل البري في اقليم كردستان والعراق.
إضافة لذلك فقد تمتع الرئيس التركي بحصانة من ملاحقة قواته التي ارتكبت جرائم حرب في سوريا، والقصف المتكرر على العراق، وتجاهلت إدارة ترامب ملفات تورط مقربين من أردوغان في انتهاك العقوبات على ايران، وشراء S400 وملفات أخرى..
وشكل فوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأميركية أهمية وقلقا كبيرين لدى أنقرة بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين نظرا لمواقفه وتصريحاته السابقة التي توعد فيها بدعم المعارضة لقلب نظام الحكم والإطاحة بأردوغان ووصف ب”المستبد”، وانتقد الهجوم التركي على الكرد وهم حلفاء واشنطن في المعركة على الإرهاب.
ولا تقف تصريحات بايدن بخصوص النظام التركي الذي يسطر عليه أردوغان عند هذا الحد، فقد كان ضد قرار إعادة آيا صوفيا مسجدا، واتهم أردوغان بإثارة التوتر في شرق المتوسط وتأجيج النزاع في القوقاز، وأعلن عن نيته أن يجعلها تدفع ثمن شرائها منظومة “إس-400” (S-400) من روسيا.
وطالب بمزيد من الضغط على تركيا لتخفيف التوتر مع اليونان، ودعا كذلك إلى استبعاد أنقرة من أي جهود دبلوماسية في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، كما عارض انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا، وبحث أهمية دعم قوات سوريا الديمقراطية، كما كان الفريق الحالي حول بايدن من المسؤولين والأفراد الذين كانوا على اتصال وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية، وكانوا الأكثر معارضة للانسحاب الأمريكي من سوريا، وللحرب التركية على قسد، وهو أكثر ما يقلق أردوغان.
وينظر بايدن إلى تركيا على إنّها بلد يقوض ويضر بالمصالح الأميركية في المنطقة، وانها جهود مكافحة الارهاب وكان داعما لفرض عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية، لكن دعم ترامب القوي لأردوغان أعاق هذه الجهود.
ويتخوف الأتراك من أنّ مسألة العقوبات ضد تركيا هي أولوية بايدن في سياسته الخارجية، وهو مصمم على تنفيذها بحلول مارس / آذار المقبل على أبعد تقدير.