يروي صلاح كنجو من أهالي قرية براد/ناحية شيروا/ والذي انتقل مؤخرا إلى مناطق الشهباء قادما من عفرين، إن اجهزة البحث عن الذهب والمعادن أصبحت منتشرة في عفرين، حيث يجري شرائها من قبل قادة الفصائل أو “سماسرة” تابعين لهم وتستخدم للتنقيب عن الذهب والمعادن الثمينة والآثار في المنطقة.
كنجو قال “إن الأجهزة المتطورة التي تستخدم في عملية الكشف عن الذهب والمعادن الثمينة ، تقدم من تركيا، والذين يقومون بالتنقيب يدمرون آثار القرية بحثاً عن الذهب والكنوز”.
وأشار كنجو إلى أن دولة الاحتلال التركي تهدف إلى سرقة ونهب آثار وحضارة المنطقة، وقال نقلاً على لسان الأهالي : إن المرتزقة يمنحون ما يجدونه لدولة الاحتلال التركي.
وتشتهر قرية براد بغناها بالآثار التاريخية، حيث يتواجد فيها ضريح القديس السرياني وأشهر الشخصيات السريانية في القرن الثاني “مار مارون”، وفي عام 2010 أصبح الضريح قبلة لآلاف المسيحين، بعد بناء كنيسة “جوليانوس” من قبل الرئيس اللبناني ميشيل عون. حيث تعرضت أجزاء من الضريح للتخريب.
كما وتتواجد العشرات من الأبراج والكنائس التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية والعصر الميتاني، وذلك نظراً لتواجد الصلبان المتوازية الأضلاع العائدة للميتانية على جدران الأبراج بحسب خبراء.
منظمة اليونيسكو صنفت براد على قائمة النقاط الأثرية في لائحتها.
وتكتظ جبال ناحية شيراوا بالآثار التاريخية العائدة إلى عصور وحقب مختلفة، أشهرها الرومانية والميتانية.
وقبل اسبوع قامت الجرافات بإزالة مقبرة “الشهيد آفستا” قرب من مدينة عفرين. المقبرة كانت تضم رفات مئات المقاتلين والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال المعارك. وكان مسلحو الفصائل السورية التابعة لتركيا قد أزالوا مقبرة “الشهيد سيدو” في منطقة “جبل قازقلي” التابعة لناحية “جندريس”، بتاريخ 3 أيار/مايو الماضي.
وفي يوم 20 حزيران/يونيو الماضي، أقدم مسلحو الفصائل المذكورة على إزالة حوالي 500 قبر من مقبرة قرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيا”، فيما عُثر على آثار تدمير المقابر وانتهاك حرمتها في قرية “حاج خليل” وناحية “راجو”.
كما تعرضت عدة قبور في قرية “باسوطة” للدمار نتيجة القصف الذي تعرضت له بتاريخ 23 شباط/فبراير الماضي، وفي وقت سابق، أقدم مسلحو الفصائل السورية على انتهاك حرمة قبر الكاتب والسياسي الكوردي، كمال حنَّان، ودمروا جزءاً منه.