هجمات تركيا على شنكال تضر بفرص عودة النازحين والاستقرار في المنطقة

شنت طائرات حربية تركية غارات جوية استهدفت قضاء شنكال ومخيم مخمور للاجئين في إقليم كردستان العراق، وضربت إحدى الغارات مستشفى وذلك في ساعة متأخرة من يوم الأحد 14 حزيران 2020.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ طائراتها قصفت أهدافا في “شمال العراق” لكنها لم تقدم أيّة تفاصيل، مصادر إعلامية عراقية وكردية قالت إنّ 18 طائرة تركية اخترقت الأجواء العراقية باتجاه ( سنجار، مخمور، الكوير، أربيل ) وصولا إلى قضاء الشرقاط بعمق 193 كم مِن الحدود التركية داخل الأجواء العراقية واستهدفت مخيم للاجئين قرب مخمور وجبل سنجار، وقرى منطقة بالكايتي، ومنطقة برادوست ومشفى “سردشتي”.

ويشكل القصف التركي المتكرر ضربة قوية لفرص عودة اللاجئين إلى مدينة شنكال، التي اضطر غالبهم للنزوح منها عقب هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، سنة 2014 وما رافقها من مآسي على “الأقلية الايزيدية”، وعلى فرص عودة المئات منهم من النازحين في شمال سوريا لمدنهم.

كما تؤثر مثل هذه الهجمات بشكل بالغ على الأمن والاستقرار في العراق، وإقليم كردستان وسوريا لا سيما أنّ هنالك آلاف النازحين العراقيين في مخيم الهول (يعيش في مخيّم الهول شمال شرق سوريّا قرابة 68223 ألف شخص، و18132 عائلة، وتقدّر نسبة الأطفال فيه 65%، بينهم (19203) طفل عراقي، وقرابة 30 ألف عراقي)، يتم مناقشة إعادتهم إلى العراق، ويشكل كذلك ضربة لاستمرار العمليات التي بدأت كل من القوات العراقية، وقوات سوريا الديمقراطية بشنها مؤخرا في المنطقة الحدودية ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والتحالف الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الهجمات التركية المتكررة، وأنّ صمت المجتمع الدولي يدفع تركيا لارتكاب المزيد من الجرائم، وانتهاك سيادة الدول وحقوق الإنسان بذرائع مختلقة، وباتت مجمل التصرفات التركية في خدمة زيادة التوترات العرقية في المنطقة، ودعم ظهور تنظيمات إرهابية، ومنح داعش الفرصة لإعادة تنظيم صفوفه، فسلاح الجو التركي لم يبدأ بشن أي غارات حينما تمدّد داعش على طول الحدود التركية السورية، وحينما تمدد في العراق واحتل مدينة شنكال وارتكب الفظائع بحق السكان. كما جاءت اعترافات قادة تنظيم داعش المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية، والجيش العراقي لتؤكد التقارير الصحفية التي كانت تتحدث عن دعم مالي ولوجستي وأمني كان يتلقاه تنظيم الدولة الإسلامية من تركيا، حيث كانت الحدود والمدن والمشافي والبنوك التركية مفتوحة لقادة وعناصر التنظيم.

يجب على الولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو التدخل فورا وإجبار تركيا على وقف جرائمها في سوريا والعراق على حد سواء، حيث أنّ ما تقوم به تركيا يعرقل أي مساعي لعودة النازحين الايزيديين لمنازلهم، ويعرقل مشاريع إعادة الإعمار والاستقرار في المنطقة، وفرص تحقيق السلام.

كما أنّ الذريعة التركية لقصف شنكال خبيثة، وفعل شنيع، كونها دولة ظلت تدعم وتوفر الدعم العسكري والمالي واللوجستي لإرهابيي داعش ومختلف التنظيمات الأخرى بمختلف المسميات، وعملت على إعادة إحياء التنظيم وتأهيله عبر إطلاق اسم الجيش الوطني عليه، وأنّ ما يقومون به في عفرين دليل واضح على انتهاكات حقوق الإنسان من جرائم حرب تمارس يوميا في ظل صمت من المجتمع الدولي.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك