تصاعد وتيرة الانتهاكات في عفرين في شهر آب

تواصل الفصائل السورية التابعة لتركيا انتهاكاتها بحق المدنيين من سكان مدينة عفرين واريافها؛ فما تزال المداهمات وفرض الأتاوات من خلال فرض مبالغ مالية على المزارعين وعلى التجار، ووسائل النقل بالإضافة لتحصيل الأموال من المدنيين عند مداهمة منازلهم من خلال سلبهم أموالهم والمجوهرات في حال وجدت، وتوقيف الحافلات على الطرق الرئيسية والفرعية في منطقة عفرين والمؤدية منها إلى مناطق في إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي، وفرض أتاوات على الركاب ومنعهم من إكمال طريقهم بدون دفع المبالغ؛ كما يجري تحصيل الأموال من خلال فرض فدية مالية على الأهالي مقابل إطلاق سراح أبنائهم من سجونها او لتامين زيارتهم في المعتقلات، اضافة ل من المدنيين من العودة من ريف حلب الشمالي، نحو بلداتهم وقراهم ومساكنهم التي نزحوا عنها.

وتم رصد قيام عناصر من الفصائل السورية التابعة لتركيا بتلفيق التهم لبعض المواطنين وإخافتهم، بغرض الاستيلاء على ممتلكاتهم أو تحصيل أتاوات منهم، إذ أقدم أحد عناصر فصيل جيش الشرقية، بالاعتداء بالضرب على سيدة مسنة كردية، في حي المحمودية بمدينة عفرين، إثر رفض المسنة الخروج من منزلها، عقب اتهامات وجهت لها بأن أبناءها ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي وللقوات الكردية، لتبدأ بعدها مشادة كلامية، بين العنصر والسيدة المسنة، انتهت بالاعتداء بالضرب على السيدة من قبل العنصر المنتمي لقوة أمنية لفصيل جيش الشرقية الذي كان يقاتل سابقا تحت “راية الجيش السوري الحر”. كما واقدم مسلحون يتبعون لفرقة السلطان مراد، بقطع أكبال نقل التيار الكهربائي النحاسية، وتجميعها، وسرقتها، من منطقة قريبة من دوار نيروز في وسط مدينة عفرين، إذ لفت الأمر بعض الأهالي الذين خرجوا للتساؤل عن هويتهم وسبب تواجدهم هناك، فرد عليهم أحد عناصر المجموعة بسخرية “نحن حرامية..ادخل لبيتك أحسن إلك”، كما سألهم آخر عن سبب قطعهم أكبال نقل الكهرباء النحاسية، فجاوبهم الآخر بالأسلوب ذاته “نصلح لكم الكهرباء”، وأكدت المصادر الأهلية أنه وبالتزامن مع عملية السرقة هذه، مرت دورية للشرطة العسكرية في منطقة سرقة المجموعة التابعة للسلطان مراد، بدون ان تتمكن من ايقافهم، عملية السرقة استمرت أكثر من 3 ساعات دون وجود أي قوة تردعهم عن السرقة.

الانتهاكات بحق أبناء منطقة عفرين متواصلة بدون أي رادع. الفصائل تسعى من خلال عمليات الاعتقال إلى الاتجار بالمعتقلين، عبر اعتقال مواطنين بتهم مختلفة، تتعلق غالبيتها بعلاقتهم بالقوات الكردية خلال فترة سيطرة الأخيرة على عفرين، ومن ثم يجري تعريض المعتقلين للتعذيب والتواصل مع ذويهم لدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم، ويتم كذلك ارسال فيديوهات وصورهم لابناء واقرباء المعتقلين لابتزازهم بغرض ارسال الاموال للافراج عنهم او عدم تعذيبهم. أعداد المعتقلين في تزايد حيث تعج بهم المعتقلات ويتعرضون للتعذيب، والتنكيل بهم وإهانتهم، شريط مصور اظهر قيام أشخاص من الفصائل، وهم يضربون رجلاً من منطقة عفرين، ويجبرونه على توجيه رسالة لذويه بجمع المبلغ الموجود لديهم ودفعه للفصيل لإطلاق سراحه. وما صعد وتيرة هذا الاستياء هو عدم استجابة القوات التركية للشكاوى المقدمة من قبل المواطنين، حيث تتم غالب الانتهاكات تحت أعين الجنود الاتراك و بمشاركتهم.