قالت“هيومن رايتس ووتش” اليوم إنّ إنشاء فريق عمل جديد للمساعدة في إيجاد آلاف المحتجزين والمفقودين في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا خطوة مهمة نحو المساءلة عما حدث لهم. وقالت إنّه ينبغي للسلطات في شمال شرق سوريا والتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة تقديم الدعم الكامل إلى الفريق، وتسهيل حصوله على المعلومات الكفيلة بمعرفة مصير المخطوفين من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” (المعروف أيضاً باسم “داعش”).
في 5 أبريل/نيسان 2020، أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية”، وهو السلطة المدنية التي تحكم المناطق التي سيطر عليها ذراعها العسكري من داعش في شمال شرق سوريا بدعم من “التحالف الدولي ضد داعش” بقيادة الولايات المتحدة، عن إنشاء فريق عمل مدني مكوّن من محامين، وناشطين، وأقارب المفقودين. قالت هيومن رايتس ووتش في رسالة إلى المجلس بتاريخ 20 أبريل/نيسان إنّ إنشاء فريق العمل يشكل خطوة إيجابية. تضمنت الرسالة خطوات تضمن فعالية عمل الفريق.
قال مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “هذا الإعلان سيدعم العائلات التي انتظرت طويلا لمعرفة مصير أحبائها المفقودين. ينبغي للسلطات المحلية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة بذل كل ما في وسعها لضمان نيل فريق العمل الدعم الكفيل بإنجاح عمله”.
وقال إنّ فريق العمل مكلف بـ “جمع وتحديد البيانات الخاصة بملف الاعتقال ووضع الخطط اللازمة بما يلبّي تطلُّعات وآمال السوريين في الحقيقة والعدالة والمحاسبة”. الفريق مخول للتواصل والتنسيق مع جميع الهيئات المحلية والإقليمية والدولية في هذا الشأن. يتعهد مجلس سوريا الديمقراطية بتقديم الدعم الكامل على مختلف المستويات لضمان تحديد هوية جميع المعتقلين والمفقودين والمخطوفين وإطلاق سراح من كان معتقلا منهم.
من بين أعضاء فريق العمل الثمانية: المحامية البارزة في شمال شرق سوريا مجدولين حسن؛ وفدوى محمود، مؤسِّسة “عائلات من أجل الحرية”، وهي مجموعة سورية تُعنى بمعرفة مصير السوريين المفقودين والمحتجزين وإطلاق سراح من كان حيا منهم.
حثّت هيومن رايتس ووتش مجلس سوريا الديمقراطية و”قوات سوريا الديمقراطية”، الذراع العسكرية للمجلس، على ضمان أن يكون تكليف الفريق مركزاً في المقام الأول على المفقودين والمخفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا سيما الذين خطفهم داعش.
نشرت هيومن رايتس ووتش في فبراير/شباط تقريرا يوثق حالات المخطوفين من قبل داعش. وبينما لم يُعرف إجمالي المفقودين، أفادت منظمات حقوقية أنّ ما يزيد عن 8,143 مخطوفين من قبل داعش وضعهم مجهول، منهم قرابة 600 مفقودا من المناطق الكردية وحدها.
قالت هيومن رايتس ووتش إنّ إنشاء فريق العمل هو خطوة أولى أساسية لمعرفة مصير من فُقدوا أو احتُجزوا أو اختطفوا، إلا أنّ فاعليته مرتبطة بمنحه صلاحية طلب المعلومات من السلطات الإقليمية والمحلية، بما فيها مجلس سوريا الديمقراطية، وقوات سوريا الديمقراطية، وقوات الأسايش في المنطقة، والمجالس المدنية، وأجهزة المخابرات.
قالت هيومن رايتس ووتش إنّ نجاح فريق العمل سيعتمد على قدرته على التواصل داخل شمال شرق سوريا وخارجه. يضم الفريق أعضاء من داخل تلك المنطقة وخارجها، وهو مكلف بتغطية الجزء الخاضع لسيطرة مجلس سوريا الديمقراطية في المنطقة الشمالية الشرقية بأكمله. ينبغي للفريق الجديد تعيين متحدث رسمي كذلك والإعلان بانتظام عن آخر التطورات المتصلة بعمله وتقدمه.
قال بَيج: “اختطف داعش آلاف الأشخاص، منهم نشطاء حقوقيون، وأطباء، ووجهاء محليون لترسيخ حكمه القائم على الترهيب في سوريا. ينبغي لـ مجلس سوريا الديمقراطية متابعة هذه الخطوة الإيجابية والالتزام المستمر بهذه القضية التي تم تجاهلها طويلا”.